خلال جولة ل «العرب» في اليوم المخصص للسيدات بالمعرض إقبال متوسط شهدته بدايات اليوم المخصص للنساء بالمعرض المهني من قبل السيدات والفتيات الباحثات عن العمل أو الابتعاث والتدريب، خاصة خلال الساعات الأولى من بداية يوم الخميس الماضي حيث كاد الحضور ينحصر خلالها في مجموعات طالبات الثانوي اللواتي قامت مدارسهن بتوفير جولات إلى المعرض، والأمهات اللاتي حضرن لتقديم طلبات التوظيف والابتعاث لأبنائهن الذين يدرسون بالخارج، لكن مع اقتراب الساعة من الواحدة ظهراً بدأت كثافة الزائرات تزداد خاصة من خريجات الجامعة أو من الموظفات الباحثات عن فرص عمل أفضل. «العرب» تجولت في المعرض ورصدت آراء الفتيات والسيدات ومجموعات المدارس ومشرفاتها فضلا عن القائمين على عدد من الأجنحة التي لاحظنا إقبالا كبيراً عليها، فبرغم أنه من المعروف عن الفتيات بحثهن عن الوظائف الأسهل والدوام الخفيف، إلا أن الكثير ممن التقيناهم سواء من الفتيات أو من مسؤولي الشركات أكدوا ل «العرب» أن الفتاة القطرية أصبحت تبحث عن المجالات الجديدة لخوضها وإثبات جدارتها فيها، ومنها مجالات الطاقة وهندسة البترول وصناعة الأفلام والعمل بالسلك الدبلوماسي والخطوط الجوية. نعيمة علي ومريم الجابر متخرجتان من الجامعة تخصص هندسة صناعية توجهتا مباشرة نحو مؤسسة قطر وشركات القطاع الخاص، فهما تريان حوافزه ومزاياه أفضل بالنسبة لهذا التخصص. وتقول نعيمة إنها متفائلة من حصولها على الوظيفة التي ترغب فيها من خلال المعرض خاصة أن قريباتها سبق وتوظفن من خلاله. وكذا عبرت مريم عن ثقتها بالحصول على وظيفة «هنا خيارات كثيرة وتخصصنا مطلوب، لكننا نرغب في وظائف تناسب البنات أكثر». وعلى العكس قالت مرام خريجة القانون إنها كانت مترددة في الحضور إلى المعرض لعدم ثقتها في جدية الوظائف المطروحة به، وقالت إن كثيراً من معارفها سبق لهم التقديم به ولم يصلهم أي شيء حتى الآن، لكنها في النهاية قررت التجربة بنفسها. أما شيخة علي وهي موظفة في إحدى الجهات الحكومية لكنها ترغب في وظيفة أفضل تتلاءم أكثر مع تخصصها الدراسي، «جئت لأجرب فربما حالفني التوفيق في الحصول على الوظيفة التي أتمناها، فأنا الآن في مجال بعيد تماماً عنها وأتمنى العمل في مؤسسة قطر أو إحدى شركات الطاقة». طموح كبير حملنه، ومجالات عمل جديدة قالت الفتيات إنهن يرغبن في العمل بها مثل حصة التي ترغب في العمل في شركة بترول وتقول «عندما قررت دراسة الهندسة كنت أعلم أنها شاقة على الفتاة، خاصة بعدما تتزوج وتصبح أماً، لكنني أدرك تماماً تبعات هذا وأتمنى أن أحقق ذاتي في مجال تخصصي». وتتابع «جئت اليوم للتقديم في عدد من شركات الطاقة الموجودة بالدولة، فهذا هو مستقبل بلدنا وعلينا أن نبنيه بأنفسنا. إلى متى سنعتمد على الأجانب في هذا الشأن؟» وأعربت عن أمنياتها أن تساعد الشركات الوطنية القطريات في خوض هذا المجال المهني بنجاح. التقديم للأبناء السيدة شيخة راشد المناعي حضرت في يوم النساء للتقديم لابتعاث ابنها في إحدى شركات الطاقة «لأنه حالياً في الولاياتالمتحدة لدراسة اللغة الإنجليزية» وأشادت الأم بالمعرض وتنظيمه ووسائل التسهيل الموجودة به من مواصلات داخلية، لكنها شكت من عدم تواجد موظفي مكاتب المعلومات على مكاتبهم في بعض الأحيان، كما أبدت استياءها من عدم احتواء الكتيب التعريفي بوسائل تواصل مع الشركات والجهات العارضة للوظائف حتى تسهل التقدم بالبيانات عبر الإنترنت كما يحدث في المعرض، وقالت إن الكتيب في حد ذاته لم يقدم لها الكثير، داعية إلى الاهتمام أكثر بتضمينه كل المعلومات المطلوبة في السنوات المقبلة، وانسحبت نفس الشكوى على الموقع الإلكتروني الذي تراه هو الآخر لا زال ينقصه الكثير خاصة تضمينه لوسائل التواصل بالشركات ومعلومات مفصلة عن الوظائف. فاطمة حاصلة على الثانوية العامة عام 2006 حضرت للمعرض بحثاً عن وظيفة، وتقول إنها متفائلة من حصولها على وظيفة خاصة أنها سبق وتوظفت عن طريقه منذ عدة سنوات، لكنها ترغب في تغير المجال، أما صديقتها شريفة فحاصلة على الثانوية هذه السنة وجاءت لتجرب حظها مع وظائف المعرض للمرة الأولى وقالت إنها تأمل في الحصول على وظيفة مناسبة. التخطيط للمستقبل أماني ناصر، طالبة في الثانوي ترغب أن تتخصص في مجال إدارة الأعمال، قالت إنها حضرت إلى المعرض للبحث عن مجالات عمل مستقبلية تناسب رغبتها، أو ربما اكتشاف مجالات أخرى «ومررت على العديد من الجهات التي يمكن أن يكون لديها هذا التخصص، وتعرفت على معلومات كثيرة أفادتني». أما زميلتها منى علي، فترغب في التخصص في القانون وتريد أن تعرف الفرص التي يمكن أن تكون متاحة أمامها قبل التخصص الفعلي في دراستها الجامعية. وقالت إن وجود كل التخصصات في مجال واحد أفضل من الذهاب إلى الجهات المختلفة والسؤال عن الفرص المتاحة فيها وتقديم الطلبات. وهذا ما توضحه اعتماد شعبان الاختصاصية النفسية بمدرسة قطر الثانوية التي حضرت بصحبة مجموعة من الطالبات «جئنا اليوم للتعرف على معرض قطر المهني ليروا فرص العمل المتاحة لهن، وتبني أي جهة أو شركة لهن للابتعاث الداخلي، ومرت الفتيات على الكثير من أركان المعرض من شركات بترول وجامعة حمد ووزارة العمل وتعرفوا على الكثير من الأماكن التي يمكنها أن تقدم لهن ورش عمل وتدريباً وتنمية مهارات ولغات، وكتبن طلبات الالتحاق بها، وهي أمور يمكنها أن تحدد تصورهن لمستقبلهن المقبل. وفي كل مكان توجهن إليه كُنَّ يسألن ويتعرفن على طبيعة العمل فيه والمزايا التي يقدمها وشروط الالتحاق به كموظفة أو كابتعاث داخلي. وترى أن حضور الطالبات لمثل هذا الحدث مفيد للغاية، ويسهل عليهن التخطيط للمستقبل «اليوم سجلت كثير من الفتيات في وزارة الخارجية لرغبتهن في العمل بالسلك الدبلوماسي فيما بعد، فالمعرض في حد ذاته خطوة تشكر عليها دولة قطر التي جاءت لشبابها بكل الفرص الموجودة في مكان واحد وليس على البنت إلا أن تدخل وتتعرف عليها لتسجل اسمها وبياناتها، وهذا لا يغني عنه التسجيل عبر الإنترنت بعيداً عن المعرض كما يروج البعض، لأنه يتيح المقابلات وطرح الأسئلة والاستفسارات وجهاً لوجه مع مسؤولي هذه الجهات، فالبنت تسأل كل ما يخطر على بالها للمسؤول الموجود وهو يرد عليها ويوضح لها الفكرة كاملة، كما تكون لديه وسيلة للإقناع وأي هواجس داخل البنت يبددها بالمعلومات التي يعطيها لها، وعلى هذا الأساس يمكنها أن تأخذ قرارها». وقالت إن طموحات الطالبات كانت مرتفعة للغاية وفي مجالات جديدة تماماً «لدرجة أننا عندما توجهنا بهن للتسجيل في وزارة العمل والتي تتيح وظائف بالثانوية العامة، لم يكُن متحمسات لأنهن يطمحن إلى الأعلى وإلى العمل بتخصصات جامعية جديدة». اهتمام بالطالبات ويتفق معها محمد عبدالله الجمال رئيس قسم البعثات الخارجية بقطر للبترول بإدارة التدريب «بالنسبة لليوم الخاص بالنساء وجدنا إقبالا جيداً جدا، كما أن مدارس البنات أحضرت عدداً كبيراً من طالباتها، وعملنا لعدد كبير من المدارس عروضاً تعريفية في الاستاند الخاص بنا عرفناهن خلالها بالبرامج التدريبية التي تقدمها قطر للبترول، ومنها الدبلوم وبرامج السكرتارية وبرامج البعثات الداخلية والخارجية، كما قدمنا لهن توعية عن البرامج والمعدلات التي نطلبها». وقال إن قطر للبترول يكون لديها تواصل مع المدارس طوال العام، وننتهز فرصة المعرض للتواصل مع مدارس أخرى ربما لم نصل إليها في مكانها. ويتابع «وقعنا اليوم بعض طالبات الثانوي عرض تدريب مبدئي، ممن لديهن شروط القبول، وحتى اليوم وقعنا 37 بعثة دراسية ولا زلنا مستمرين حتى نهاية المعرض سواء داخل أو خارج قطر. وبالنسبة لوظائف الخريجين فأغلبها في مجال الهندسة وهناك بعض الفرص في مجالات الإدارات والسلامة والبيئة ونعرف الخريجين عليها للتقديم عليها من خلال موقعنا الرسمي». وعن نسبة إقبال البنات قال «بشكل واضح طلبات الإناث أكثر من الذكور ربما لزيادة أعدادهن، خصوصاً في مجالات الهندسة كهندسة البترول والكيمياء والميكانيكية والكهربائية، وقطر للبترول لا يوجد لديها تفرقة بين الجنسين، لكننا نكون حذرين في اختيار الفتيات في بعض مواقع العمل ليس للتفرقة ولكن لقساوة طبيعة بعض هذه الوظائف، ولا ننصح البنات بالالتحاق بهذه الوظائف أو الذهاب إلى أماكن معينة تكون صعبة عليهن، ونحن بدورنا نشرح لهن هذا ونوضح المصاعب كالتوجه للمنصات البحرية في حالول والعودة للدوحة في اليوم نفسه أو التنقل الكبير في الحقول المختلفة وأيضاً مثل العمل في درجة حرارة فوق الخمسين في الصيف في قلب الموقع، فهي طبيعة عمل قاسية جداً قد لا تناسب المرأة. وتابع «لدينا عدد كبير من المهندسات القطريات يعملن في الشركة، بخلاف من يدرسن داخل قطر في جامعة تكساس وخارجها. هذه السنة أعلنَّا في قطر للبترول عن 522 وظيفة، منها 102 بعثة دراسية داخلية وخارجية. وفتحنا التقديم من بداية المعرض حتى نهاية مايو المقبل من خلال موقعنا الإلكتروني». ويوضح مشرف التقطير والتطوير بالشركة صالح السليطي أن أهم استفسارات طالبات الثانوية تعلقت بالتخصصات التي تحتاجها هذه الشركات أكثر، وبرامج التدريب والابتعاث لديها. وقال إن السنوات الأخيرة شهدت إقبالا كبيراً من العنصر النسائي للعمل بشركات البترول. موضحاً أن طالبات المدارس كان لديهن شغف للتعرف على طبيعة الوظائف في شركات الطاقة ومدى ملاءمتها لهن. وأوضح أنه يقومون يومياً بالاختيار من بين الطلبات المقدمة إليهم كما يقومون بإجراء اختبارات في نفس المكان بالمعرض للاختيار الفوري للمقبولين. دعم كبير ويؤكد محمود العنزي من قسم التنمية بإحدى شركات الطاقة أن الإقبال النسائي على شركات الطاقة كان كبيراً بنسبة عالية «فهناك من تبحث عن الاسبونسرشيب ومن تريد التوظيف، فشركات البترول لم تعد بعيدة عن طموحاتهن، وهناك نسبة كبيرة من الدارسات في مجال الهندسة. وعن رأيه فيما يجذب النساء إلى هذا المجال رغم صعوبته قال «الحوافز المقدمة تكون كبيرة في مجال الطاقة، كما أن فرص الوظائف المطروحة تكون كبيرة وكذلك طرق التدريب والابتعاث، فلدينا دعم كبير له وهذا ما يجذبهن إليه، ونحن لا نفرق في هذا بين الجنسين، فمن يثبت وجوده له الأولوية، كما قدمت العديد من طالبات الثانوي اليوم طلبات ابتعاث ممن حصلن على معدلات عالية في النصف الدراسي الأول في الدراسة والأيلتس». مصداقية التوظيف كانت من أهم تساؤلات بعض الباحثات عن الوظائف، كغيرهن من الشباب الذي يشكك في جدوى المعرض ومدة جدية الوظائف المطروحة «أبوابنا مفتوحة وكل الأمور واضحة لهن، ولدينا 37 طالباً وطالبة يدرسون في الخارج ولدينا دعم كبير من الإدارة للتوظيف والابتعاث، فنحن في المعرض نبحث عن العقول التي تتفتح خاصة في مجال الطاقة والهندسة وهذه التخصصات التي كانوا يبتعدون عنها من قبل اليوم أصبح عليها إقبال كبير جداً». تقريب الفجوة المهندس فوزي العجي المدير التنفيذي للتقطير في شركة ميرسك، قال إن الإقبال النسائي خلال اليوم بدأ بطيئاً لكنه بدأ في الازدياد، موضحاً أن أسئلة الزائرات تتمحور حول الابتعاث الداخلي أو الخارجي أو التوظيف، وبعضهن يبحث عن النصح والتثقيف وما هو متوافر لهن في مجال الطاقة والصناعة بشكل عام «سألن عن شروط الابتعاث والتوظيف والشواغر لدينا وطبيعة عمل الشركة بالضبط، ومدة الدوام، طويلة أم قصيرة، هل هناك ابتعاث إلى الخارج أو إلى الجامعات الداخلية؟ وبعضهن ممن يعملن ببعض الشركات الأخرى يبحثن عن الجوانب التي تهمهن للبحث عن مكان أفضل أو قد لا تكون مرتاحة في المكان الذي تعمل فيه وتبحث عن الأفضل بالنسبة لها». سألنا العجي إن كانوا ينصحون طالبات التوظيف بالابتعاد عن بعض الوظائف ذات الطبيعة القاسية بالنسبة لهن فقال «نحن في مجال البترول نستقبل كل من يتقدم بطلب توظيف ولا نفرق في هذا بين رجل وامرأة، لكن لو سئلت سؤالا عن هذا سأجيب عليه، فبشكل عام كل الوظائف الموجودة لدينا متاحة للمرأة، ولكن مثلا العمل في المنصات البحرية يكون له طبيعة خاصة. ونحن في ميرسك خلال السنوات الأربع الماضية حاولنا أن نقرب بقدر المستطاع الفجوة في حصول المهندسة على التدريب المتكامل الذي يحظى به زميلها الرجل، فأعددنا برنامجاً يأخذ في عين الاعتبار الأمور الاجتماعية وبعض الموانع التي قد تمنع الأخوات من الذهاب إلى البحر، فعادة ما يعمل به بنسبة %99.9 رجال، رغم أن المنصة لا بد أن تكون مجهزة وفيها أماكن للنساء، فبعض المهندسات الأجنبيات يذهبن إلى البحر لفترة بسيطة ويعملن هناك، لكن المشكلة بالنسبة لنا تقاليد المجتمع وعاداتنا وحتى على مستوى الدين لا يكون هذا ممكناً، لذا أوجدنا برنامجاً تطويرياً سميناه «قدرة» وهو مختصر لكلمات بالإنجليزية، يساهم في رفع مستوى المهندسة لمستوى زميلها الرجل الذي يذهب إلى البحر، لمدة عامين متتاليين كل شهر أسبوعان تقريباً، وبرنامجنا التطويري الداخلي عبارة عن انتدابات داخلية في عدة إدارات في الشركة يجلسن فيها مع بعض المديرين والمختصين ليتعلمن منهم كل ما يتعلق بهذا، صحيح هو ليس كالعمل في البحر بنسبة %100 لكنه يقرب الأمر، وحتى نكمل التدريب استطعنا أن ندربهن في برنامج في أبوظبي، لأن هناك منصات حفر في البر تحت تشغيل شركة ثانية، ويقومون بإتاحة التجربة العملية فأرسلنا إليهم الأخوات للحصول على التدريب العملي ليكتمل التدريب المتكامل الذي نهيئه لهن، بجانبيه النظري والعملي. والآن مهندساتنا أنهين البرنامج». وعن نسبة القطريات العاملات في الشركة أوضح أنها تعادل نصف عدد زملائها الرجال القطريين، موضحاً أن هناك إقبالا كبيراً من القطريات على دراسة الهندسة والعمل بها، إلا أنه لفت إلى مشكلة كبرى تتمثل في اتخاذ بعضهن القرار دون أن تدري أنه هناك اعتبارات معينة لم تكن في الحسبان «فبعض الطالبات تتوجه إلى مجال الهندسة خاصة البترول مثلا وهذا غالبية عمله في البحر لكنها بالطبع ترفض العمل هناك، وهذا نأخذه في الحسبان عند توجهنا في حملاتنا التثقيفية إلى المدارس». عدد كبير وتوضح أماني السلطان منسق إداري بقسم التدريب بوحدة التأهيل الأكاديمي باللجنة الأولمبية القطرية، أن اللجنة تقدم خلال المعرض البعثات والتوظيف والتدريب الصيفي، وتدريب طالبات الثانوية العامة، موضحة أن البعثات للبنات غالباً ما تكون داخلية في جامعات المدينة التعليمية وجامعة قطر، ولفتت إلى الإقبال الكبير من الفتيات على التوظيف باللجنة الأولمبية «رغم أن بعضهن يعتقدن في البداية أنها متعلقة بالرياضة فقط، لكن عند الحديث إلينا عن نوعية الوظائف نرى رغبة منهن في الانضمام إلينا، فاللجنة مؤسسة متكاملة بها العديد من الوظائف الإدارية وفي تخصصات القانون والبيزنس والهندسة بفروعها ومجالات عديدة أخرى، كما أن الجو مثالي للبنات كمكاتب مغلقة ومناخ مناسب لهن». وأوضحت أن وجود العنصر النسائي في المعرض لم ينحصر في اليوم المخصص لهن، لكن تواجدن طوال أيام المعرض بنسب مساوية للشباب، وقالت إنه بسبب كثرة الإقبال كان هناك ازدحام على أجهزة الكمبيوتر التي يقدمون من خلالها طلبات التوظيف رغم كثرتها. وأشارت السلطان إلى اهتمام اللجنة الأولمبية بتوظيف ذوي الاحتياجات الخاصة في أكثر من إدارة، وقالت إنهم خلال المعرض تلقوا بعض الطلبات منهم، «وبخلاف الأعداد التي تم توظيفها من قبل سيكون هناك عدد من الوظائف هذه السنة أيضاً لأصحاب الاحتياجات الخاصة». ويقول إبراهيم الهاشمي من أسباير زون «جاءنا اليوم إقبال كبير من السيدات والفتيات خاصة من المدارس للسؤال عن فرص التدريب والابتعاث، ونحن لدينا وظائف من الحاصلين على الثانوية حتى الماجستير، والوظائف المطروحة لدينا في كل المجالات، كالرياضة والطب والهندسة والموارد البشرية، وتخصصات مختلفة». موضحاً أن إقبال الفتيات معادل لإقبال الشباب تقريباً على أسباير زون. جديد كلياً ربما يكون مجال الأقمار الصناعية جديداً كلياً هنا، إلا أنه لم يمنع الفتيات أيضاً من الاقتراب منه والمطالبة بالتوظيف والتدريب فيه حسبما يوضح عبدالرحمن محمد مدير الشؤون الإدارية في «سهيل سات» القطري «نشارك في المعرض للسنة الثانية على التوالي، وطرحنا 16 وظيفة للجنسين، والمهم هو الكفاءة، فضلا عن السكولارشيب لطلاب وطالبات الثانوية العامة ممن تنطبق عليهم الشروط، لكننا نلفت نظرهن أن الدراسة ستكون في الخارج لأن بعض التخصصات دراستها غير موجودة في الدولة مثل هندسة الأقمار الصناعية، وبعض الفتيات لا يمكنهن هذا، لكن أخريات يرحبهن». وتابع «اليوم كانت هناك استفسارات من طالبات الثانوي والجامعات عن التخصصات المطروحة وطبيعة العمل لدينا، وعن الشركة باعتبارها جديدة بالنسبة للمجتمع، وعرفناهم أن الأولوية لهم كقطريات في العمل بها». ولفت إلى أنهم لا يقبلون طلبات إلا من أصحاب التخصصات المناسبة للوظائف المطلوبة «من يأتي إلينا أعرفه عن الشركة وعن التخصصات التي نريدها، فإذا كان مؤهله الجامعي أو وظيفته متواكبة مع التخصص المطروح استقبل طلبه، لكن أصحاب التخصصات التي لا تناسب شركتانا لا أستقبل منه طلب توظيف، لأنه في النهاية يحسب على رقم طلب توظيف في حين أنه لن يصلح للعمل معنا». تحليق في السماء بدورها أكدت نبيلة جاسم فخري نائب الرئيس للموارد البشرية على إقبال القطريات على مجالات جديدة بالنسبة لهن «أشعر أن البنات اللاتي يأتين ويسألن عن الوظائف المتاحة لهن يبحثن عن مستقبل مختلف، فهناك إقبال كبير على جناح القطرية بشكل ملحوظ منهن، وأرى الكثير من البنات الراغبات في العمل لدينا في القطرية أو الحصول على منحة دراسية، فنحن لدينا الكثير من الوظائف في جميع أقسام الشركة، فهي كبيرة للغاية وبها وظائف في قطاعات مختلفة». وتابعت «أنا أعتبر القطرية «جزيرة» في أرض قطر، سكانها عدد كبير من الموظفين من كل أنحاء العالم، في منطقة واحدة يتبادلون لغاتهم وعاداتهم، يأخذون منا ونأخذ منهم، وهذا ما أوضحناه لطالبات الثانوي الراغبات في تحديد مستقبلهن منذ الآن، ولدينا في المعرض مجموعة كبيرة من كوادرنا لمقابلة الجمهور، كالدكتورة خلود العبيدي نائب الرئيس للتقطير الموجودة منذ الصباح لتشجيع الطالبات، والموظفات هنا يساعدن الطالبات والمتقدمات في كيفية إدخال البيانات عبر الآي باد والوسائل الأخرى، وعلى نهاية اليوم نفحص الطلبات التي وصلتنا وعندما نعثر فيها على الأشخاص المناسبين نتصل بهم على الفور للحضور في اليوم التالي وإجراء المقابلة الشخصية من خلال الغرفة المعدة لهذا في الدور الأول بالاستاند الخاص بالقطرية وبعد انتهاء أيام المعرض تبدأ إجراءات التعيين». وأشادت بإقبال الفتيات على العمل بالخطوط القطرية «الجيل الجديد جيل واعٍ ومنفتح، ويحب أن يكون شمعة ولمعة في مكانة، يريد أن يكون نجماً حيثما كان في مكانة ومهنة مميزة»، ضربت مثالا بمهندسات الصيانة في الخطوط القطرية من خلال المهندسة سماح التي تواجدت ضمن فريق القطرية في المعرض المهني وحضرت المقابلة معنا «ما شاء الله عليها من يُصدق أنها تنزل تحت الطائرة هي وزميلاتها وتقوم بصيانتها وإصلاحها، وهكذا هي البنت القطرية الآن تخوض كل المجالات وتثبت نجاحها وتفوقها». ومن الطيران إلى الأفلام تواصلت طموحات الفتيات، حسبما توضح كمام المعاضيد اختصاصية في قسم العلاقات العامة بمؤسسة الدوحة للأفلام التي أوضحت أن هذه السنة شهدت إقبالا كبيراً من الفتيات على مجال صناعة الأفلام «وجدنا منهن الكثير من الأسئلة والاستفسارات عن هذا المجال، وشرحنا لهن أننا لا نختص فقط بالمخرجين والممثلين لكن نحتاج لكوادر في العديد من الوظائف الإدارية والعملية، كما سألتنا بعض الفتيات عن إمكانية عمل الأفلام وتقديمها للمهرجان من الراغبات في اقتحام هذا المجال، وشرحنا لهن هذه التفاصيل، كما وجدنا إقبالا من الفتيات في مجالات التصميم والهندسة والتسويق، ومنهن من كان يعتقد أن تخصصه الدراسي بعيد عنا، كإحدى الدارسات للأدب الإنجليزي لكننا أوضحنا لها أن لدينا الموقع الإلكتروني الذي يحتاج إلى مثل هذا التخصص. وهذه السنة لدينا ثلاثة برامج تدريبية يمكن أن يشاركونا فيها من عمر 18 سنة فما فوق. إقبال يومي وتوضح آمال المهندي، أخصائية شؤون إدارية في إدارة الموارد البشرية بوزارة البلدية والتخطيط العمراني أن إقبال السيدات والفتيات لا يقتصر فقط على اليوم المخصص لهن لكن هناك تواجد يومي، إلا أن البعض يفضل الحضور خلال هذا اليوم فقط، ومنهن أمهات تسجلن لأبنائهن، لذا نجد الحضور أقل خلال هذا اليوم رغم أن عدد زائرات المعرض ككل كبير. وتتابع «شرحنا لزوارنا عن التدريب الصيفي فنحن نتميز به، فكل 100 ساعة لها مكافأة 2000 ريال، وعندما نقوم بالدورات التدريبية تكون لهم الأولوية، كما نقوم باستقطاب الكفاءات من خلال هذا المعرض». وقالت إن طالبات الثانوي كن يسألن عن فرص الابتعاث لديهم، خاصة في مجال الهندسة المدنية والمحاسبة والموارد البشرية وعلم المعلومات، وهي أكثر التخصصات التي يبحثون عنها. ويؤكد محمد سالم الخليفي رئيس قسم التشغيل بوزارة العمل قال إن الإقبال النسائي على المعرض كان واضحاً بالإضافة إلى الرحلات المدرسية من المدارس الثانوية «الذين سألونا عن الرعاية ومتطلبات ذلك، والنسب المطلوبة لها، أما الباحثات عن الوظائف فكن من كل المؤهلات سواء الجامعية أو الثانوي والإعدادي وهناك من تريد تجديد مجال عملها». وقال إن لديهم بالوزارة قسماً كاملا للتوجيه والإرشاد برئاسة الأستاذة مريم المناعي يتواصل مع المدارس باستمرار «ونذهب لهم للتوجيه والإرشاد المدرسي طوال العام، فهذا الشيء ليس غريباً على الطالبات اللاتي قدمن اليوم، لكن المعرض مجاله أوسع أمامهن حيث يمكنهن هنا التعرف على ج