عندما دخلت عالم «تويتر» قبل سنة ونصف كانت أكثر عبارة لفتت انتباهي في حسابات المغردين، وبخاصة المشاهير منهم: «أنا هنا أمثل نفسي»، حتى أنني علقت مغردا: أحد قال إنك تمثل ولد الجيران؟!فكل إنسان يمثل نفسه في كل تصرفاته وأقواله، باستثناء المتحدثين الرسميين لجهات أعمالهم، فهم يمثلون التلميع الساطع والترقيع الخانع!ولأننا مجتمع أغلب من فيه يظن أنه شخص مهم، بدليل مخالفة أنظمة المرور ورفض عقوباتها، وكسر القوانين والبكاء على تجاوزاتها، والبحث عن الواسطات قبل البحث عن الحقوق، والدخول من الأبواب لإنجاز المعاملات بدلا من الوقوف أمام الشبابيك مع خلق الله، فإنه من الطبيعي أن يظن البعض منا أنه يجب أن ينبه الآخرين إلى أنه يمثل هنا نفسه حتى لا يظنوا أنه يمثل غيره!بينما في الحقيقة هو يمثل نفسه طوال الوقت حتى وإن مثل غيره في بعض الأوقات، فالحال من بعضه، وثقافة البيئة الجامعة بكل عناصرها ومكوناتها ومقوماتها وصفاتها واحدة، بل إن هذا من ذاك، أنت نتاج بيئة عملك وعملك نتاج بيئة أدائك.. أنت نتاج بيئة حياتك وحياتك نتاج بيئة تصرفاتك!أنا أيضا في هذا المقال أمثل نفسي.. أمثل نقمتي على تناقضاتنا مع أنفسنا في الأفكار والتصرفات، وحيرتي من سلوكياتنا التي ننتقدها في الآخرين ونتجاوز عنها في أنفسنا!سأتوقف عن الكتابة الآن؛ لأنني لا أشعر بأنني أنتقد غيري بقدر ما أنتقد نفسي والشخص الخفي الكامن في كل واحد منكم!.للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ،636250 موبايلي، 737701 زين تبدأ بالرمز 153 مسافة ثم الرسالة[email protected]