عالية الدعيس (المدينةالمنورة) طالب أهالي مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم المسؤولين والجهات الحكومية بالاهتمام بالمساجد الأثرية عامة ومسجد الأحزاب خاصة فهو أحد المساجد التي صلى فيها المصطفى عليه الصلاة والسلام، وله قيمته الأثرية. وقال مروان أحد سكان حي الفتح: إن الإهمال في المساجد الأثرية في المدينةالمنورة ملموس جداً وهذا أمر غير مقبول تماماً، متمنيا أن تسارع الجهات المعنية إلى الاهتمام بهذه المساجد الأثرية، خصوصا نحن في وسط فعاليات المدينة عاصمة الثقافة الاسلامية.أما محمد عقيلي فقال إنه لا يجوز إطلاقا إهمال هذه المساجد، خصوصا مسجد الفتح، الذي صلى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، داعيا إلى تشكيل لجنة مخصصة لهذا الغرض، خصوصا أن مثل هذه المواقع تحتاج إلى عناية واهتمام دائمين.«عكاظ» سألت الباحث والمؤرخ الدكتور تنيضب الفايدي عن تاريخ هذا المسجد فقال: يسمى مسجد الأحزاب لأن النبي صلى الله عليه وسلم دعا فيه على الأحزاب، فعن عبدالله بن أبي أوفى قال: دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم على الأحزاب فقال: اللهم منزل الكتاب، سريع الحساب، اللهم اهزم الأحزاب، اللهم اهزمهم وزلزلهم. رواه البخاري. وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: لا إله إلا الله وحده، أعز جنده ونصر عبده، وغلب الأحزاب وحده، فلا شيء بعده.وأضاف: ويسمى أيضا المسجد الأعلى لكونه ضمن مجموعة من المساجد المتقاربة تسمى المساجد السبعة وهو أعلاها، أما تسميته بمسجد الفتح، فيحتمل أنه سمي به لأنه أجيبت فيه دعوة النبي صلى الله عليه وسلم على الأحزاب، فكان فتحاً في الإسلام. وقد وردت عدة روايات تثبت بأن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في موقع المسجد الأعلى، فعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في تلك المساجد كلها التي حول المسجد الأعلى فوق الجبل. ورواية معاذ بن سعد السلمي عن أبيه عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في مسجد الفتح وفي المساجد التي حوله. وهذه الرواية أوردها كل من ابن زبالة والمطري، وابن النجار، والمراغي، والفيروزآبادي، والسمهودي. ولهذا حظيت هذه المساجد بعناية كبيرة من الخلفاء والأمراء والملوك عبر العصور والأزمنة وأولهم الخليفة الراشد الخامس عمر بن عبدالعزيز فهو الراعي الأول لهذه المساجد وغيرها حسب أقوال المؤرخين، فقد صرح ابن زالة (ت 199ه)، والواقدي (130-207ه) وابن شبة (172-263ه) أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في المسجد الأعلى. يقول ابن شبة: حدثنا أبو غسان عن ابن أبي يحيى، عن الحارث بن فضل أن النبي صلى الله عليه وسلم بدأ يصلي أسفل من الجبل يوم الأحزاب، ثم صعد فدعا على الجبل. وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم كرر الدعاء في هذا الموقع خاصة في الأيام الثلاثة الأخيرة من المعركة، وهي يوم الاثنين، ويوم الثلاثاء، واستجيب له يوم الأربعاء بين صلاتي (الظهر والعصر). وعن جابر بن عبدالله رضي الله عنه «أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا في مسجد الفتح ثلاثا، يوم الاثنين، ويوم الثلاثاء، ويوم الأربعاء، فاستجيب له يوم الأربعاء بين الصلاتين فعرف البشر في وجهه. وقال جابر رضي الله عنه فلم ينزل بي أمر مهم غليظ إلا توخيت تلك الساعة فأدعو فيها فأعرف الإجابة. وعن جعفر بن محمد عن أبيه رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل مسجد الفتح فخطا خطوة ثم الخطوة الثانية، ثم قام ورفع يديه إلى الله تعالى حتى رؤي بياض إبطيه - وكان صلى الله عليه وسلم أعفر الإبطين- فدعا حتى سقط رداؤه عن ظهره، فلم يرفعه حتى دعا دعاء كثيرا، ثم انصرف.إلى ذلك أوضح الدكتور يوسف المزيني المدير التنفيذي للهيئة العامة للسياحة والآثار في المدينةالمنورة أن هناك اتفاقا بين الهيئة وأمانة المنطقة لترميم المساجد السبعة والمحافظة عليها كمعالم أثرية، مشيرا إلى أن الهيئة ومن منطلق مسؤوليتها في الحفاظ على المواقع الأثرية والتاريخية وتأهيلها، تنسق مع الأمانة والجهات الأخرى لحماية هذه المواقع ومنع التعدي عليها، وذلك تنفيذا للأمر الملكي الصادر عام 1428ه، الذي دعا إلى تحديد المواقع الاسلامية داخل المملكة والعمل على الحفاظ عليها وحمايتها.قيمة تاريخيةقال المدير التنفيذي لهيئة السياحة والآثار في المدينةالمنورة ل«عكاظ» إن الهيئة تنظر باهتمام بالغ إلى كل ما يرد إليها من المواطنين من ملاحظات، مؤكدا أنها تتعاون مع الجهات ذات العلاقة في الحفاظ على كل المواقع ذات القيمة التاريخية في المدينةالمنورة.