أكد عدد من الأطباء والصيادلة أن شركات الأدوية المحلية والعربية ما زالت تنافس بعضها بسبب عدم الاستثمار في مجال الأبحاث التطويرية، واصفين المستثمرين المحليين والعرب بأنهم ينظرون إلى الربح السريع علماً بأن الاستثمار في مجال الأدوية يعد من افضل المشاريع الاستثمارية على المدى البعيد. وقال الدكتور عبدالعزيز صالح خبير الادوية الأسبق في منظمة الصحة العالمية بأن الادوية العربية ما زالت تدور في فلك الأدوية التقليدية ولم تلحق بركب الشركات المتقدمة وما زالت بعيدة عن تصنيع ادوية الامراض عالية الثمن مثل ادوية السرطان والكبد والقلب وغيرها بسبب الافتقار الى التكنولوجيا المتطورة والاهم الابحاث الخاصة بتلك الشركات. وأشار الى ان هناك خمسة اشكال صيدلانية للدواء تصرف وفقا لحالة المريض وعمره ووزنه، مؤكداً بأنه من غير المعقول مثلا صرف دواء فموي على شكل أقراص للأطفال دون سن الخامسة لصعوبة ابتلاع تلك الاقراص، وإنما يتم صرف شراب او حقن لهم لأنها اسهل وتعطي نتائج سريعة. كما أن الحقن واللبوس غالباً ما تعطي نتائج اسرع من الاقراص لأن الأخيرة تدخل الى المعدة ومن ثم يتم تحليلها وامتصاصها في حين ان الحقن والشراب تدخل مباشرة مع الدم وبالتالي تكون نتائجها اسرع، ومن الامثلة على ذلك عندما تكون حالة المريض طارئة مثلا فأول ما يتم اعطاؤه للمريض هو الحقنة وتصرف له الاقراص او الشراب لأن الحقن تعطي نتائج أسرع. أشكال مختلفة وقال الدكتور علي السيد مدير ادارة الصيدلة بهيئة الصحة ان الادوية عادة تأخذ اشكالًا عدة منها الأقراص أو الكبسولات أو الحقن أو اللبوس أو الشراب وتصرف وفقا لحالة المريض ووزنه وعمره وشدة المرض والفارق الوحيد في أن نعطي ملعقة شراب أو قرصاً أو حقنة من نفس الدواء فقط إذا كان هناك اختلاف في التركيز، فعلى سبيل المثال إذا كان قرص أو كبسولة الدواء تحتوي على 250 مجم من الدواء مثلاً. وكذلك كل 5 ملليم شراب من نفس الدواء، وكل حقنة أو لبوسة تحتوي على 250 مجم من نفس الدواء، فإنه لا فرق في أن تعطي المريض أي منهم مكان الآخر مادام يحتوي على نفس الدواء ونفس التركيز، فالأقراص أو الكبسولات أو الحقن أو اللبوس أو الشراب هي اشكال صيدلانية للدواء. وليس من الضروري أن يكون كل دواء موجود في جميع الأشكال الصيدلانية، فهناك أدوية موجودة في صورة أقراص فقط وهناك أدوية موجودة في شكل حقن، وهناك أدوية موجودة في جميع الأشكال الصيدلانية، تحدد من قبل الطبيب المعالج وفقا لحالة المريض وعمرة ووزنه. مفعول الأدوية وقال الدكتور عبدالعزيز صالح خبير ادوية سابق في منظمة الصحة العالمية اختلاف الشكل الصيدلاني لا يؤثر على مفعول وقوة الدواء وإنما بالأكثر ليلائم الحالة المرضية. فالطفل الذي يعاني من القيء يفضل اعطاؤه حقنة مضادة للقيء ولا يمكن اعطاؤه في معظم الحالات شراب مضاد للقيء لأنه في الغالب سيستفرغه، أما إذا كان يعاني من قيء مع إسهال فلا يمكن إعطائه لبوسا شرجياً لأنه مصاب بالإسهال، كذلك لا يمكن إعطاؤه شراباً لأنه يعاني من قيء. إذن الجرعات الأولى من العلاج على الأقل يجب أن تكون حقن عضل أو وريد ثم يمكن إعطائه في ثاني أو ثالث يوم شرابا أو لبوسا أو أقراصاً. وأضاف: أحياناً نلاحظ كبسولات شفافة بداخلها حبيبات صغيرة ملونة، وهذا يعني أن الشركة المنتجة لهذه الكبسولات زادت مدة فعالية الدواء إلى 12 أو 24 ساعة، فالحبيبات التي نراها بداخل الكبسولة ليست مثل بعضها، فبعضها هش يتحلل ويعطي مفعولاً سريعاً بعد دخوله المعدة أو الأمعاء مباشرة- والثانية أكثر قساوة تتحلل بعد بضعة ساعات- والثالثة قاسية بدرجة معينة تتحلل بعد 6 ساعات مثلاً. وهكذا، فقساوة هذه الحبيبات تكون بدرجات معينة حسب تصميم الشركة المنتجة للدواء بحيث تتحلل مجموعة بسرعة وتُمتص إلى الدم فتعطي تأثير الدواء في الحال، تليها المجموعة الثانية ثم الثالثة بحيث يمتد تكسير وامتصاص ومفعول محتويات الكبسولة حتى 12 أو 24 ساعة، وتلجأ الشركات لهذا الشكل الصيدلاني لكي يتمكن المريض من أخذ كبسولة كل 12 ساعة أو كل 24 ساعة بدلاً من كبسولة كل 6 ساعات. ثغرات في وجه البحث والتطوير لا يزال الغموض يكتنف الآثار التي يمكن أن تخلّفها بعض الأدوية على صحة الأطفال. وذلك يعود إلى عدة أسباب منها أنّ عدد التجارب السريرية التي تُجرى على الأطفال يقلّ عن عدد ما يُجرى على البالغين. ذلك أنّ النهج الأخلاقي المُتّبع لإجراء تلك التجارب يستدعي الحصول على موافقة عن سابق علم يوقّع عليها المتطوعون قبل المشاركة فيها. والمعروف أنّ الحصول عن تلك الموافقة من الأطفال- وبخاصة صغار الأطفال- من الأمور الصعبة. ويؤدي نقص التجارب السريرية اللازمة لاستحداث أدوية مناسبة لهم، بدوره، إلى ظهور ثغرات إعلامية تتعلّق بالجودة والمأمونية. وتمنع تلك الثغرات الشركات الصيدلانية من إجراء البحوث ذات الصلة واستحداث أدوية مناسبة للأطفال. كما يمثّل الأطفال، في غالب الأحيان، فئة سكانية صامتة تعتمد على الآخرين للتعبير عن نفسها- فهم لا يصوّتون ولا يشترون ولا يملكون، عادة، منبراً للتعبير عن آرائهم في المجتمع. والأطفال لا يمكنهم المطالبة بتعزيز أنشطة البحث والتطوير في المجال الصيدلاني، حتى وإن كانت المطالبة بذلك من حقوقهم المشروعة. من جهة أخرى يمكن لجسم الإنسان الشاب أو الشخص الذي في منتصف العمر، أن يتحمل جرعات الأدوية الموصوفة بسهولة، ويمكن لهذه الأدوية أن تساعده كثيرا في التغلب على الأمراض، لكنها قد تتحول إلى مواد سامة في جسده حينما يتعدى عمره 65 سنة. وكشف تقرير «اتحاد شركات التأمين الصحي التقنية» في ولاية بادن فورتمبيرغ الجنوبية الغربية في ألمانيا، أن 27 % من المسنين في ولاية بادن فورتمبيرغ تلقوا عام 2011 أدوية موصوفة من أطباء، لكنها سببت لديهم اختلاطات ومضاعفات خطيرة بسبب ترك تناولها لتقديرات المرضى أنفسهم. وذكر فوغت أن المرضى المسنين يعيشون في غالب الأحيان بمفردهم، ولهذا، فإن ترك تقدير الجرعة لهم، أو على أساس الوصفة المرفقة بالدواء، قد يؤدي إلى تناول جرعات كبيرة. وتم التوصل إلى نسبة ال27% بعد تصنيف وفرز الأدوية التي منحت لمليون مريض مؤمن عليه لدى الشركات وتزيد سنه على 65 سنة. ولهذا فقد أعدت شركات التأمين قائمة «أدوية حرجة» من 83 عقاراً أوصت بعدم وصفها للمسنين إلا في الحالات القصوى. حقن ممتدة المفعول وقال الدكتور عبدالعزيز صالح: هناك حقن ممتدة المفعول مثل حقن مشتقات الكورتيزون والذي يستمر مفعولها 2-4 أسابيع مثل: ديبروفوس-كيناكورت-أو ديبوميدرول، وهناك حقن قد يستمر مفعولها حتى ثلاثة أشهر مثل حقن منع الحمل . وهذه الحقن محضرة بطريقة بحيث تظل مرتبطة ببلازما الدم وتتحرر تدريجياً وببطء شديد بمرور الأيام واكتمال تحررها بالكامل يعني نهاية مفعول الحقنة ومن الضرورة بمكان الالتزام بتعليمات وارشادات الطبيب المعالج اذ لا يجوز وقف الدواء من قبل المريض ولا يجوز ايضا تأخير المواعيد المحددة للجرعات لان ذلك يؤخر من عملية الشفاء ويؤثر على البرنامج العلاجي. واشار الى ان قرص الدواء يتكون من المادة الفعالة وليكن 1مجم أو 2مجم ثم مواد أخرى إضافية لا تتفاعل بأنها مواد خاملة ومن أمثلتها المواد المتفككة ووظيفة هذه المواد المضافة مع المادة الفعالة هي التفكك بسرعة بمجرد تلامسها مع عصارة المعدة أو الأمعاء - لذلك تعتبر هذه المواد المضافة في غاية الأهمية. وتشكل عاملا أساسيا في فاعلية الدواء ولا تقل أهميتها عن أهمية المادة الفعالة، لذلك تعتبر سراً من أسرار شركات كثيرة في تصنيع بعض أقراصها أو كبسولاتها أو أدويتها المعلقة - وهي تختلف من شركة لأخرى ومن قرص لآخر تبعاً لنوعية الدواء.. وربما يكون سبب عدم فاعلية الدواء هو هذه المادة التي تساعد على التفكك، وتعتمد فكرة معظمها على امتصاص الماء والعصارة من المعدة أو الأمعاء حتى تتمدد وتنتفخ فينفجر القرص وتخرج المادة الفعالة ، ومواد تكمل حجم القرص وهي تسمى Fillers وتفسر بأنها المواد التي تساعد على امتلاء القرص أو الكبسولة ليصلا إلى حجمهما الطبيعي، فالمادة الفعالة لا تمثل سوى جزء قليل من حجم القرص. وقال أحياناً نجد شرابا شفافاً مثل الماء وآخر معكراً مثل اللبن، وهناك أدوية عند تحضيرها في صورة شراب تذوب تماماً في الماء، فهذه تسمى شراباً ويكون مظهرها شفافاً مثل معظم أدوية الكحة. خطأ شائع هناك خطأ شائع، وهو أن الكثيرين يظنون أن الدواء الذي يُعطى 3 مرات يومياً يؤخذ صباحاً وظهراً ومساءً، وهذا خطأ ينتج عنه عدم انضباط مستوى الدواء الذي يوصف ثلاث مرات يومياً . والذي يجب أن يكون كل 8 ساعات وليس صباحاً وظهراً ومساءً، فمثلاً يؤخذ الساعة 8 صباحاً و4 عصراً و12 مساءً... ويجب أن نعرف أن الدقة في توقيت جرعة الدواء لا تقل أهمية عن الدقة في كمية الجرعة نفسها، والالتزام بكليهما يُعجِّل بشفاء المريض. ويجب أن نعرف أن الدواء إذا أعطي في صورة أقراص مثلاً فإنها تتحلل وتُمتص ببلازما الدم، ويعتمد تكرار جرعة المضادات الحيوية وكذلك جميع الأدوية على الفترة التي يبقى فيها الدواء في دم الإنسان، بعدها يخرج الدواء من جسم الإنسان عن طريق البول (الكلى) أو البراز (خلال الكبد) فمثلاً إذا بقي الدواء في الدم 24 ساعة إذن يجب تكرار الجرعة مرة واحدة كل يوم، أما إذا ظل مرتبطاً ببلازما الدم 12 ساعة سيكون الدواء مرتين يومياً... وهكذا.