بقلم :محمد بامخرم (لعلي لا ألقاكم بعد عامكم هذا..ولذلك جاءت للخطبة إليكم رغم تدهور صحتي) قالها في خطبة عيد الأضحى المبارك لهذا العام وكانت أخر خطبة خطبها رحمه الله... فحين تلقيت نبأ وفاته رحمة الله ظهر يوم الأحد 7/4/2013م . أستشعر كلام رسول الله صلى الله علية وسلم :(العلماء ورثة الأنبياء) واسترجعت ذاكرتي تلك الكلمات التي أخافتني وشغلت بالي حينها لما يمثله فضيلته من مكانة كبيرة في قلبي بل في قلوب جميع الناس فقد كان مرجعية ومحل أجماع وتأييد الكل ؛ برغم عدم مجاملته لأي طرف كان ,فقد عرف عنه رحمة الله بصدعه بكلمة الحق ؛ ولعل هذا هو سبب من أسباب تدهور صحته في الفترة الأخيرة لما تلقاه من سجن وتعذيب عدة مرات في فترة الحكم الشمولي بالجنوب آنذاك.. كما كان حريصاً رحمة الله على نشر الخير وتوصيلة لكبر عدد ممكن فتراه يتنقل من منطقة إلى أخرى حباً في نشر العلم وكان كثيراً ما يردد في خطبة :(يا أهل الغيل أعرفكم إذا أنا متت ستأتون كلكم لحضور جنازتي ولكن أنا أريدكم إن تحضروا دروسي جميعكم بهذا العدد الذي يحضر صلاة العيد .. أني احبك من قلبي يا أهل الغيل) وقد صدق من قال : عهدتك واعظا ً في كل خطب وأنت اليوم أوعظ منك حي ّ تشيعك القلوب وأنت فيها حبيبا ً طاهرا ً عفا ً نقي ّ رحلت وفي الحشا مليون جرح على فرقاك تدمي جانبي ّ حبيب مودتي ورفيق دربي اما كنّا على الدنيا سويّ وفي رحيل هذه الهامة العظيمة لا يسعنا والدمع يتساقط حزناً وآلماً إلا أن نقول ما يرضي ربنا, مؤمنين بقضائه وقدرة علينا (إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرنا في مصيبتنا وأبدلنا خيراً منها) وبلسان يلهج بالدعاء (اللهم اغفر له و ارحمه و عافه و أعفو عنه و أكرم نزله و وسع مدخله و اغسله بالماء و الثلج و البرد و نقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس برحمتك يا ارحم الراحمين )