تسعى الصين للاستفادة من المركز التجاري القوي لدبي في منطقة الشرق الأوسط والعالم لترويج استخدام اليوان في التبادلات التجارية. وقال مشاركون في ندوة أقامها بنك "إتش إس بي سي" في فندق أرماني أمس تحت عنوان " 2013 هو عام العملة الصينية": إن تصاعد الاستخدام العالمي للعملة الصينية سيخلق فرصا تجارية وتمويلية واستثمارية جديدة. فقبل عامين وصلت نسبة تجارة الصين العالمية مستخدمة عملتها إلى 2.5%، ونما هذا الرقم الآن إلى 10%، ما يمثل زيادة سنوية بنسبة 100%. وتقوم 30 سوقاً عالمية بتسوية 10% من أعمالها التجارية باليوان. وأكد عبد الفتاح شرف الرئيس التنفيذي لبنك "إتش إس بي سي" في الإمارات خلال المنتدى على أهمية اليوان بالنسبة للشركات الإماراتية التي تسعى للتواجد أو النمو في السوق الصينية. وأضاف :"إن النمو الذي شهدته الصين خلال الثلاثين عاماً الماضية كان مذهلاً. وهي اليوم الشريك التجاري الأول للإمارات، واليوم "إتش إس بي سي" كبنك أجنبي يملك أكبر عدد من الفروع في الصين وأكبر عدد من رخص التعامل في الصين، أي أنه في موقع ممتاز لمساعدة الشركات والمستثمرين في الاستفادة من فرص التعامل بهذه العملة." وتشير التوقعات على المدى الطويل بأنه وخلال 5 سنوات، سيصبح التعامل بالرنمينبي كعملة رئيسية مطلقة لأي شركة في منطقة الشرق الأوسط تسعى بشكل جدي لترسيخ وجودها ومكانتها على المستوى الدولي. من جانبها قالت هيلين وانغ الرئيس التنفيذي في "إتش إس بي سي" في الصين أن الصين وهي أكبر سوق للاستثمار الأجنبي في العالم لم تعد أحد مراكز التصنيع الرئيسة في العالم فحسب بل أحد أهم الأسواق العالمية للمنتجات العالمية كذلك مشيرة إلى نمو صادرات الصين بنسبة أكبر من وارداتها. وأن حصة الصين في التجارة العالمية نما من 1% في 1980 إلى 10% في 2011. وقالت إن البنك يتوقع استمرار هذا النمو خصوصاً وأنه من المتوقع أن يحقق اقتصاد الصين نمو بنسبة 8.6% هذا العام. وأضافت إنه منذ زيارتها الأخيرة قبل خمس سنوات إلى دبي التي وصفتها بأنها القلب التجاري للشرق الأوسط، كان التعامل باليوان محصوراً داخل الصين ، في حين أنه منذ 2009 بدأت العملة تشهد تطورات كبيرة في مجال التجارة الخارجية العالمية من خلال ازدياد حجم التسويات عبر الحدود بالرنيميبي ومزايا صرف العملة بأسعار خاصة من المصدرين الصينيين لغاية 3%، بالإضافة إلى المصدرين إلى الصين. ولفتت إلى أن الإصلاحات التي تشهدها الصين في مجال إدارة النقد تشمل العملات الأجنبية بما فيها حرية انتقال رؤوس الأموال عبر الحدود. وأشارت إلى أن 12% من تجارة الصين الخارجية تتم بالرنيميبي متوقعة أن تنمو تلك النسبة إلى 33% في 2015. زيادة الجالية 50% لفت القنصل الصيني في دبي خلال المنتدى إلى أن معدل حجم التجارة السنوية بين البلدين وصل إلى 35 مليار دولار بنهاية 2012. وذكر أن عدد الجالية الصينية في الإمارات نما بنسبة 50% خلال عامين فقط من 200 ألف إلى أكثر من 300 ألف فرد ونما عدد الشركات الصينية في الإمارات بنسبة 33% من 3000 إلى أكثر من 4000 شركة في نفس الفترة، وهو ما يشير إلى تعزّز التجارة والاستثمار ويضع أسسا قوية لتوسيع مجالات التعاون والاستثمار بين البلدين. وأشار إلى أن حجم التسويات التجارية بين البلدين وصل في 2011 إلى 340 مليون يوان وإلى 990 مليون يوان في 2012 أي بنمو 79% سنوياً. وقال القنصل العام الصيني في دبي زان جينغباو مخاطباً الحضور باللغة العربية خلال المنتدى أن علاقة التعاون بين الإماراتوالصين شهدت تطوراً سريعاً وشاملاً خصوصاً في السنوات الأخيرة.