توقع خبراء في بنك "إتش إس بي سي" أن يتم تدريجياً تسوية جزء من المعاملات التجارية بين الإماراتوالصين، باليوان الصيني، لافتين إلى أنه يمكن توفير نحو 3 مليارات دولار للتجار من خلال التسوية المباشرة بالعملة الصينية . وقال ستيفن كينغ رئيس المحللين الاقتصاديين لدى بنك "إتش إس بي سي"، خلال ندوة نظمها البنك، أمس، حول العملة الصينية تحت عنوان "2013 عام الرنمينبي" إن التحول التدريجي باتجاه تدويل العملة الصينية يواكب التحول الحاصل في تحول موازين القوى الاقتصادية من الغرب باتجاه الشرق، لافتاً إلى أن تنامي استخدام الرنمينبي كعملة احتياط لدى البنوك المركزية في مختلف دول العالم، يؤكد أنها ستكون عملة القرن الحادي والعشرين . بدوره أوضح سايمون ويليامز كبير المحللين الاقتصادين لمنطقة الشرق الأوسط لدى البنك أن التغيرات التي يشهدها الاقتصاد العالمي والتحديات التي يواجهها الاقتصاد الأمريكي، إضافة إلى الأوضاع في أوروبا من شأنها أن تدعم صعود العملة الصينية خلال السنوات القليلة المقبلة، لافتاً إلى أن دول مجلس التعاون الخليجي والإمارات على وجه التحديد ستكون في صدارة المستفيدين من هذا التحول، نظراً للعلاقات التجارية الكبيرة بين الصين والمنطقة . ارتفع التبادل التجاري بين دولة الإماراتوالصين خلال العام الماضي ليصل إلى 4 .40 مليار دولار، مقارنة مع 35 مليار دولار في العام ،2011 بحسب خبراء مصرفيون في "إتش إس بي سي" . وأوضح أن اقتصادات دول مجلس التعاون الخليجي التي تقدر بنحو 4 .1 تريليون دولار، وما تسجله من نمو يتراوح بين 5 إلى 6%، يمكن أن تلعب دوراً في تعزيز هذا التحول من خلال بناء اصول سيادية بالعملة الصينية وتعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية مع الصين . وقام بنك "إتش إس بي سي"، أمس، بالجمع ما بين ممثلين رفيعي المستوى من الصين والمملكة المتحدة والشرق الأوسط، إلى جانب 65 ممثلين من كبار العملاء من أصحاب الشركات والمؤسسات في الإمارات، لبحث ومناقشة آخر التطورات في السوق المتنامية للرنمينبي . كما أطلق بنك "إتش إس بي سي" الشرق الأوسط أمس خدمات الحسابات بالرنمينبي للعملاء في كل من قطر والبحرين والكويت ولبنان . كما سبق أن أطلق العام 2011 حسابات بالرنمينبي في الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية . وإضافة إلى اطلاقه حسابات بالرنمينبي، يستطيع العملاء في الإمارات والبحرين والكويت وقطر تسوية دفعاتهم بالرنمينبي لتعاملاتهم التجارية الخارجية فحسب بل يمكنهم القيام بفتح حسابات للوادئع الآجلة بالرنمينبي . وتزايد استخدام الرنمينبي على الصعيد العالمي منذ عام ،2009 وذلك عندما أطلقت الصين برنامجاً تجريبياً لعولمة عملتها من خلال سماحها باستخدتم الرنمينبي لتسوية الدفعات التجارية الخارجية . ولقد دأبت الصين على تشجيع شركائها التجاريين لاستخدام الرنمينبي بشكل أكبر عند قيامهم بسداد قيمة مستورداتهم أو تسلمهم المدفوعات مقابل صادراتهم . ويتوقع "إتش إس بي سي" أنه، بحلول عام ،2015 سيتم دفع قيمة نحو 30 في المئة من إجمالي المعاملات التجارية للصين بالرنمينبي - أي ما يعادل نحو تريليوني دولار أمريكي . وهناك 30 سوقاً في جميع أنحاء العالم تقوم بإجراء ما يزيد عن 10 في المئة من أعمالها التجارية مع الصين باستخدام عملة الرنمينبي، كما ازداد حجم تدفقات رؤوس الأموال الخارجية بالرنمينبي أيضاً . كذلك زاد حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة بثلاثة أضعاف تقريباً في عام ،2012 وزاد حجم الاستثمارات الخارجية المباشرة بالرنمينبي بنسبة 50% . وبالمقابل، فإن فرص الاستثمار بالرنمينبي آخذةٌ بالانفتاح في جميع أنحاء العالم - مدعومةً من قبل الأسواق الخارجية المزدهرة التي تقوم بتوسيع أعمالها في مجال صناديق التحوط الخارجية، وزيادة رؤوس الأموال وتمويل احتياجاتها الأخرى المقومة بالرنمينبي . وقالت هيلين وونغ، الرئيس والرئيس التنفيذي لبنك "إتش إس بي سي" الصين،: "خلال هذا العام - وهو ما يدعى بعام الثعبان - سيتم استخدام الرنمينبي من قبل الشركات والمؤسسات في أكثر من 150 بلداً . أما بالنسبة لشركات الأعمال التجارية في منطقة الشرق الأوسط، فإن تسوية معاملات الحسابات مع الشركاء الصينيين بعملة الرنمينبي يمكن أن يساعد كلا الطرفين على تحسين إدارة مخاطر التداول بالعملات، والحد من تكاليف الوساطة" . وقال عبد الفتاح شرف، الرئيس التفيذي لبنك "إتش إس بي سي" الشرق الأوسط المحدود في الإمارات: "يسرنا استضافة كبار الممثلين من الصين و"إتش إس بي سي" من خبراء وعملاء ومحللين اقتصاديين من الإمارات للتعريف بفوائد استخدام الرنمينبي من قبل الشركات التي تتعامل مع الصين . لقد شهدت الصين نمواً كبيراً خلال الثلاثين عاماً الماضية وتعتبر حالياً اكبر شريك تجاري للإمارات العربية المتحدة، واستخدام الرنمينبي كعملة في عمليات التبادل التجاري سوف يلقى المزيد من الاهتمام ليصبح جزءاً من الأعمال التجارية اليومية . وكوننا بنكاً دولياً في مجال استخدام الرنمينبي في جميع أنحاء العالم فإن "إتش إس بي سي" في وضع مثالي لمساعدة التجار والمستثمرين على توفير الفرص التي يوفرها استخدام الرنمينبي" . كاندي هو: العملة الصينية تجنب تقلص مخاطر تذبذب العملات أشارت كاندي هو، المسؤولة عن العلاقات التجارية بالرنمينبي في "إتش إس بي سي" هونج كونج، إلى اتساع الطلب على العملة الصينية خاصة في هونج كونج التي تعتبر بنوكها اكبر مستخدم لهذه العملة حيث تشكل نحو 10% من الودائع المصرفية . وقالت إنه يمكن للتجار في الإمارات توفير نحو 3 مليارات دولار من خلال التعامل المباشر في تجارتهم مع نظرائهم في الصين بالرنمينبي، وذلك عبر تجنب مخاطر تقلب وتذبذب العملات الأخرى التي يتم التسوية بها حالياً وخاصة الدولار الأمريكي . وعددت كاندي خلال المؤتمر الفوائد التي يمكن أن يجنيها المستثمرون بالتعامل بالرنمينبي أهمها تخفيض المخاطر والقدرة على التفاوض بأسعار افضل وسهولة التمويل، إضافة إلى بناء علاقات وثيقة مع التجار وزيادة الحصة السوقية . ونوهت كاندي بمذكرة التفاهم التي وقعها المصرف المركزي الإماراتي مع بنك الصين بشأن العملة الصينية، مشيرة إلى أن الإمارات تشكل اكبر سوق للصادرات الصينية في دول المنطقة، وهو ما حفز البنوك العاملة بالدولة إلى زيادة اهتمامها بالعملة الصينية . وقالت كاندي إن عملية طرح وتوسيع نطاق التداول بالرنمينبي تسير بصورة متسارعة على المستوى الدولي مدفوعةً بشكل أساسي بالنمو الحاصل في تسوية المعاملات التجارية، ففي عام ،2012 تم دفع ما يساوي 12 في المئة من حجم المبادلات التجارية الإجمالية للصين (الواردات والصادرات) بالرنمينبي، أي بزيادة قدرها 3 في المئة عن عام 2010 . التداول بالرنمينبي يعكس مكانة الصين يأتي اتساع نطاق التداول بالرنمينبي على المستوى الدولي ليعكس مكانة الصين كقوةٍ اقتصاديةٍ عالميةٍ، ما سيدعم نشاطاتها التجارية المتنامية وعلاقاتها الاستثمارية حول العالم . وفي الشرق الأوسط، فقد أصبحت المنطقة المستفيد الرئيسي من هذا النمو، حيث زاد حجم التبادلات التجارية بين الصين و16 من أكبر البلدان العربية من 5 .13 مليار دولار أمريكي في عام 2001 إلى 182 مليار دولار أمريكي في عام 2011 . وتشير التوقعات على المدى الطويل بأنه وخلال 5 سنوات، سيصبح التعامل بالرنمينبي كعملة رئيسية مطلقة لأي شركة في منطقة الشرق الأوسط تسعى بشكل جدي لترسيخ وجودها ومكانتها على المستوى الدولي .