كتب- عبدالمجيد حمدي: رغم افتتاح جميع أنفاق طريق سلوى وتشغيل مسارين اثنين فقط في كل اتجاه من الطريق بدءاً من العسيري حتى الصناعية والعكس، إلا أنه مازالت هناك بعض الاختناقات المرورية التي كان يعول الكثيرون على الإنفاق للقضاء عليها تماماً ، ولكن في الوقت نفسه يرى مهندسون وأعضاء بالمجلس البلدي ومواطنون أنه قد يكون من السابق لأوانه الحكم على نتائج الأنفاق الجديدة لطريق سلوى في أول أسبوع من تدشينها. وقالوا ل الراية إنه يجب الانتظار حتى يتم الانتهاء من الأعمال الإنشائية المتبقية بالطريق ويتم تشغيل الطريق كاملًا بمساراته الأربعة في كل اتجاه وبعدها يمكن الحكم جيداً على فشل أو نجاح الطريق في القضاء على أو في تخفيف الاختناق المروري بالمنطقة. وفي الوقت الذي أكد البعض أن الطريق سيخفف الزحام المروري تماماً بالمنطقة وسيسهم في حل الأزمة المرورية بالفعل هناك أشار آخرون إلى أن الطريق لن يقضي تماماً على مشكلة الزحام المروري وأنه بمثابة الحل المؤقت فقط لهذه المشكلة وأنه يجب التفكير في حلول جذرية يتم تنفيذها على المدى الطويل تستطيع في النهاية القضاء تماماً على هذه المشكلة من خلال المشروعات الضخمة والعمل على تعزيز ثقافة النقل الجماعي والتشجع على استخدامه بعد أن يتم وضع آلية جيدة لتطويره بحيث يجذب المواطنين والمقيمين لاستخدامه بصورة كبيرة. جدير بالذكر أن افتتاح الأنفاق وتشغيل طريق سلوى بشكل جزئي يأتي في إطار نقل حركة المرور إلى داخل النفق تمهيداً لبدء الأعمال بالطرق السطحية والطرق الخدمية على جانبي النفق بما لا يؤثر على انسياب الحركة المرورية. يقول المهندس أحمد الجولو رئيس جمعية المهندسين القطرية: من الإنصاف أن ننتظر حتى يتم افتتاح الطريق كاملًا بمساراته الاربعة في كل اتجاه حتى نحكم جيداً على المشروع وإن كنت أرى أن مثل هذه المشروعات لن تحل أزمة الاختناق المروري فهي حلول مؤقتة ويجب الاعتماد على الحلول الجذرية المتمثلة في المشروعات الكبرى الضخمة التي تنفذ على الأمد البعيد وخططها بالفعل موجودة ولكن تنفيذها يتطلب الصبر والوقت. وأشار إلى ضرورة الابتعاد عن الحلول التقليدية لمشاكل الاختناقات المرورية وأن يتم التركيز بشكل أكبر على تطوير منظومة النقل العام من خلال الاهتمام بمساراتها بحيث يتم تحديد مسارات خاصة لها ومن ثم فإن المواطن سيرى أن النقل العام أسرع من سيارته الخاصة وسيتغير المفهوم لدى الكثيرين الذين سيجدون سياراتهم تعطلهم أكثر مما تساعدهم في الوصول للجهة المطلوبة. وأضاف: يجب أن يكون هناك شبكة متكاملة في النقل داخل البلاد ومن المشروعات الضخمة التي ستسهم بالفعل في حل أزمة الاختناقات المرورية مشروع السكك الحديدية الذي يعد شيئا حيويا بالفعل خاصة مع تزايد أعداد السكان في الدولة حيث نرى أن العدد تجاوز مليون و700 ألف نسمه وأن أكثر من ثلاثة أرباع هذا العدد يمتلك سيارة أو على الأقل في كل أسرة سيارة وهو عبء ضخم على الشوارع ينبغي أن يواجه بالحلول غير التقليدية. من جانبه قال السيد صالح راشد جار الله عضو المجلس البلدي عن المرة: الافتتاح الجزئي للأنفاق مؤخرا من وجهة نظري أحدث حالة من السيولة المرورية بعض الشيء ولكن المشكلة تكمن في المخارج على هذا الطريق حيث أنها هي التي تسبب الزحام ويجب أن يكون لها منظومة محددة تسهم بشكل فعال في تسهيل الحركة المرورية ولا تكون عائقا أمام المرور، وذلك من خلال توسيع هذه المخارج بما يسمح بمواجهة الضغط عليها. وأضاف: بعد فترة طويلة من الأشغال، بدأ قائدو السيارات يشعرون تدريجياً بتغير في معالم طريق سلوى الذي بدأ يكشف عن بعض ملامحه، وأهمها إلغاء الدوارات التي كانت تتوسط الطريق الطويل، واستبدالها بإشارات ضوئية تحقق السيولة والأمان المروري علي الطريق. وأشار إلى أنه شعر بنفسه بانسيابية خلال الأيام الماضية بعد افتتاح الأنفاق بشكل جزئي على هذا الطريق المحوري الذي يربط الدوحة بالعديد من المقاصد الهامة مثل مجمع فيلاجيو وسوق السيارات والعزيزية والمنطقة الصناعية، وصولاً إلى أبوسمرة على الحدود مع السعودية، فضلا عن منطقة السوق المركزي للخضراوات والأسماك وسوق الأغنام. وأضاف: المشكلة في الطريق قد تكون عند منطقة إشارات رمادا حيث إن القادمين من اتجاه الصناعية إلى قلب الدوحة سيتجمعون جميعا عند مصب واحد وهناك دوار سنتر بلازا أيضا وهو دوار ضيق ولا يستوعب العدد الكبير القادم من الطريق فضلا عن منطقة ما بعد جسر الجيدة فهذه الأماكن الثلاثة هي أكثر ما يمكن أن يسبب مشكلة اختناق مروري بالمنطقة. وأشار إلى ضرورة توسيع المخارج خاصة عند جسر مدماك وهو ما سيسهم كثيرا في تخفيف الضغط في هذه المنطقة وخاصة بالنسبة للقادمين من اتجاه الصناعية. وقال السيد حمد صالح الحول عضو المجلس البلدي عن الريان القديم: لا يجب أن نتسرع في الحكم على الطريق بالفشل أو النجاح في حل المشكلة التي من أجلها تم إنشاؤه فالوقت لايزال مبكرا جدا لهذا الحكم ومن الضروري تشغيل الطريق كاملا حتى نرى آثاره الإيجابية والسلبية وبعدها نستطيع أن يكون لنا رأي واضح في هذا الأمر وإن كنت أعتقد أن هذا الطريق لن يقضي على الاختناقات المرورية ولكنه سيقللها بالفعل خاصة أنه يربط الدوحة بأماكن حيوية كثيرة وسيكون له دور بارز في تخفيف حدة الزحام المروري للوصول إلى هذه المناطق. وأضاف: يجب أن نكون قد أخذنا العبرة واستفدنا من تجربة طريق 22 فبراير الذي أصابه الكثير من عيوب التخطيط وبدأت تظهر مع مرور الوقت ومنها انه طريق ضيق 3 مسارات فقط وهو ما جعل السرعة على الطريق والمحددة ب 100 كيلو في الساعة لا يمكن أن تصل إليها أي سيارة في ظل الزحام والاختناق المروري الذي يحدث خاصة في فترات الذروة في الصباح وبعد الظهيرة. وتابع: لا أعتقد أن افتتاح الطريق بأكمله سيسهم في حل الاختناقات المرورية بالمنطقة وإن كنت أرى أنه سيساعد كثيرا في تخفيف حدتها ولكن هناك بعض الملاحظات التي يجب أن يأخذها القائمون على المشروع في الاعتبار مثل مسألة المخارج والمداخل إلى الطريق حتى لا تتكرر نفس مشكلة طريق 22 فبراير بحيث يتم توسعتها بما يسمح باستيعاب الضغط المروري عليها ولا تتسبب في إعاقة حركة السير. في الوقت نفسه، اختلف المواطنون حول الافتتاح الجزئي للأنفاق على طريق سلوى فبينما رحب البعض بالخطوة واعتبروها بادرة مبشرة لوقف العناء الذي يرونه على الطريق للوصول الى مقاصدهم في هذه المنطقة ، يرى آخرون أنها لن تفيد ولن يكون لها أثر واضح في تخفيف حدة الزحام. وقال أبو صالح المري: لاشك أن الافتتاح الجزئي للطريق قد ساهم بعض الشيء في فك الاختناق المروري بالمنطقة ولكن الأزمة ستظل في منطقة المصب للقادمين من الصناعية إلى العسيري وتحديدا عند إشارات رمادا التي سيكون عليها عبء كبير في تحمل ضغط المرور عليها من السيارات القادمة من طريق سريع بلا توقف إلى أن تتوقف جميعها عند إشارات رمادا فكيف يمكن أن نتعامل مع هذا الواقع الجديد الذي سيحدث وهو بالفعل ما نلمسه في الوقت الحالي فجميع من يسلك طريق سلوى قاصدا قلب الدوحة يجب أن يمر عبر هذه الإشارات. وتابع: أقترح أن يتم عمل إشارات ضوئية على طريق سلوى وتحديدا في مناطق الأنفاق وان كان ذلك يخالف مفهوم الطريق السريع( الهاي واي) إلا أن مثل هذه الإشارات ستعطي فرصة لتخفيف الضغط المتواصل على إشارات رمادا التي يلتقي فيها الجميع في نهاية المطاف، فالجميع سوف يستخدم الأنفاق وستكون الطرق العلوية شبه مهملة لأن الكل لا يريد التوقف ويريد طريقا سريعا مفتوحا وبالتالي فالطرق العلوية لن تستخدم إلا لمن يريد الدخول إلى المناطق الفرعية ولكن الغالبية العظمى من مرتادي هذا الطريق يقصدون قلب الدوحة وهو ما سيكون عبر الأنفاق بالتأكيد . وقال محمد راشد: يجب الصبر وعدم إطلاق حكم نهائي على الطريق في الوقت الحالي بعد الافتتاح الجزئي للطريق وتشغيل الأنفاق الأربعة به وعلى الرغم من ذلك فقد ساهم في تسهيل حدة الاختناقات المرورية بالمنطقة وإن لم يقض عليها خاصة في أوقات الذروة في الصباح والمساء وهو أمر متوقع فأوقات الذروة باستمرار في أي طريق تحدث نوعا من الاختناقات المرورية وبالتالي فلا يجب أن نتوقع القضاء تماما على هذه المشكلة ولكن أن تخف حدتها على الأقل فهذا أمر جيد وهو ما لمسته بنفسي خلال الأيام القليلة الماضية. وأشار إلى أن مسألة استمرار بعض الاختناقات الحالية في الطريق ترجع إلى استمرار إغلاق نصف الطريق فضلا عن تحويل الحركة المرورية بالكامل من الطريق العلوي إلى داخل الأنفاق وأعتقد أن هذه الاختناقات سوف تختفي تماما مع تشغيل الطريق بشكل كامل في الاتجاهين وبمساراته الاربعة. وقال عبدالرحمن الغيثاني: الطريق رائع بالفعل وبالنسبه لي فقد أنجز لي الكثير من الأوقات التي كنت أقضيها للخروج من المنطقة قبل افتتاح الأنفاق ولكن بعد افتتاحها أصبحت أشعر بالفعل بالاختلاف والسيولة المرورية التي ستزيد بالفعل بعد افتتاح الطريق كاملا في الاتجاهين بالمسارات الأربعة. وأضاف: لا أرى سببا للتشاؤم من الطريق ولكن تجربة 22 فبراير قد تكون هي العامل النفسي على كل من يرى الطريق خوفا من تكرار الأخطاء التي حدثت في الطريق من قبل وأن تتكرر في طريق سلوى وتتسبب في اختناقات وتكدس مروري كبير في المنطقة ومن ثم فلا يجب التسرع في الحكم على هذا الطريق العملاق الذي أراه مفيدا جدا ويخدم الكثير من المناطق الحيوية الهامة. وأشار إلى أن الإغلاقات وأعمال الحفر مستمرة منذ أكثر من أربع سنوات وحان الوقت لكي ينتهي العناء الذي يواجهه كل من يمر بالمنطقة أو يقصد أي جهة من الجهات الحيوية بالمنطقة مثل السوق المركزي ومنطقة العزيزية وسوق السيارات والصناعية وغيرها. وقال ناصر العبدالله: الطريق في حد ذاته مشروع ضخم ورائع ويعد الطريق البري الوحيد الذي يصل إلى قلب الدوحة قادما من خارج البلاد وتحديدا من حدود السعودية ومن ثم فالحكم عليه بالفشل لوجود بعض الاختناقات المرورية وفي الوقت الذي لم يتم افتتاحه بالكامل هو ظلم كبير وطالما انتظرنا أكثر من ثلاث سنوات فإنه يجب علينا الانتظار لشهور قليلة سيتم فيها افتتاح الطريق بشكل كامل وبعدها ستظهر النتائج التي لن تخفى على أحد وسيراها الجميع. وتابع: مازالت هناك الكثير من الاعمال الانشائية التي تتم حاليا خاصة في الطرق الخدمية والعلوية ومن ثم فنقل حركة المرور الى داخل الانفاق تعد مرحلة مؤقته في سبيل الانتهاء من المشروع برمته حيث إن الكثير من العابرين للطريق والذين كانوا يستخدمون الطرق العلوية من أجل الوصول لمناطق فرعية بات لزاما عليهم استخدام الانفاق في الوقت الحالي حتى يصلوا إلى المخارج التي يريدونها وقد يستغرق هذا بعض الوقت وقد يحدث بعض الاختناقات والتكدس فيها نتيجة لعدم اتساعها أو لأنها ليست مجاورة للمسار الذي يتم تشغيله حاليا وتحتاج إلى تخفيض السرعة كثيرا حتى يمكن الدخول للمناطق المطلوبة والخروج من الطريق الرئيسي.