لندن - 8 - 4 (كونا) -- أعربت ملكة بريطانيا الملكة إليزابيث الثانية عن تعازيها في وفاة رئيسة الوزراء السابقة البارونة مارغريت تاتشر التي رحلت عن عمر ناهز 87 عاما بعد إصابتها بسكتة دماغية. ونقل قصر باكنغهام عن الملكة القول إنها ستوجه رسالة خاصة إلى أفراد أسرة تاتشر تشدد فيها على تعاطفها معهم في هذه الأوقات الحزينة. وقال القصر الملكي في بيان له إن الملكة حزينة جدا لوفاة البارونة مارغريت تاتشر مضيفا أن "جلالتها ستوجه رسالة لعائلة الفقيدة". وكانت الحالة الصحية للمسؤولة السابقة التي أطلق عليها لقب (المرأة الحديدية) تدهورت في السنوات الماضية ولم تكن تظهر في العلن إلا نادرا خلال السنوات الأخيرة. ونكس العلم البريطاني فوق قصر باكنغهام ومقر الحكومة في 10 دونينغ ستريت فيما وضعت الزهور أمام منزل تاتشر الكائن بحي (تشيلسي) في غضون ساعة من إعلان وفاتها. من جانبه قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) إن "اليوم هو يوم حزين حقا لبلادنا.. لقد فقدنا رئيسة وزراء عظيمة وقائدة عظيمة ومواطنة بريطانية عظيمة". وأضاف "بصفتها أول رئيسة وزراء لنا فإن مارغريت تاتشر نجحت على عكس كل التوقعات والشيء الحقيقي حيال مارغريت تاتشر هو أنها لم تتول قيادة بلادنا فقط وإنما أنقذت بلادنا وأعتقد أن الجميع سيتذكرها بأنها أعظم رئيس وزراء بريطاني في وقت السلم". وأضاف "اليوم ينبغي أن ينصب معظم تفكيرنا على عائلتها فلقد فقدنا شخصية كبيرة في الحياة العامة لكن عائلتها فقدت أما وجدة محبوبة ويجب أن نفكر فيها اليوم". وأكد أن "إرثها يتمثل في حقيقة أنها حافظت على بلادها على ما يرام وأنقذت بلادنا وأظهرت شجاعة كبيرة في القيام بذلك". وأضاف "الناس ستعلم خلال القرون القادمة ما فعلته وحققته من إنجازات في عقود". وأشار إلى أن تاتشر كانت أول رئيسة وزراء وأول زعيمة سياسية تفوز في ثلاثة انتخابات عامة متتالية في بريطانيا. واستقالت تاتشر التي حصلت على لقب بارونة من رئاسة الوزراء في نوفمبر 1990 بعد سنة شهدت خلالها تراجعا لحظوظها السياسية. وواجهت تاتشر خلال تلك السنة سلسلة من الاستقالات المؤثرة داخل حكومتها وتعرضت قراراتها السياسية لانتقادات علنية من قيادات حزبها الذي سجل فشلا ذريعا في الانتخابات الفرعية وسط أجواء من الصراع الداخلي به وشعور في البلاد بأن المواطنين فاض الكيل بهم بعد 11 عاما من بقائها السلطة. إلا أن التاريخ سيسجل دون شك أن تاتشر كانت إحدى أعظم الشخصيات البريطانية الرائدة في وقت السلم. وأصبحت البارونة تاتشر واسمها مارغريت روبرتس نائبا محافظا عن منطقة فينشلي شمال لندن في عام 1959 وتقاعدت من مجلس العموم في عام 1992 . ونجحت خلال توليها وزارة التعليم في تحدي رئيس الوزراء الأسبق إدوارد هيث لتتولى قيادة حزبها في عام 1975 . كما نجحت في الفوز في الانتخابات العامة في أعوام 1979 و1983 و1987. وقامت البارونة تاتشر بخصخصة العديد من الصناعات المملوكة للدولة. وكانت تاتشر أيضا في السلطة عندما أقدمت المملكة المتحدة على شن حرب مع الأرجنتين على خلفية النزاع على السيادة على جزر فوكلاند في عام 1982 . وتولت البارونة تاتشر منصب رئيس الوزراء في بريطانيا في الفترة بين عامي 1979 و1990 لتكون أول امرأة تشغل هذا المنصب. وولدت مارغريت هيلدا روبرتس في عام 1925 في بلدة لينكولنشاير التابعة لمنطقة بغرانثام بانجلترا. وسرعان ما برزت وظهر نبوغها بفضل الأخلاق الحميدة والعمل الجاد وحب الوطن وغير ذلك من الصفات التي غرسها فيها والدها ألفريد روبرتس الذي كان يدير محلين للبقالة ومكتب بريد وأصبح عمدة للبلدة في عام 1943 . وفي عام 1951 تزوجت دينيس تاتشر رجل الصناعة الناجح بينما كان يكبرها بنحو عشر سنوات لكنها على عكس المعتقدات الشائعة لم تحصر نفسها واهتماماتها في نطاق الزواج فحسب. وركز دينيس الذي يوصف بانه يملك شخصية مستقلة على التجارة وعمله في حين وجهت تاتشر اهتماماتها نحو مسيرتها السياسية. ودخلت مجلس العموم في عام 1959 كعضو عن فينشلي وهو المقعد الذي شغلته طوال رحلتها في رئاسة الوزراء التي تولتها بينما كانت تبلغ من العمر 53 عاما.(النهاية) ح ا / ط م ا كونا081902 جمت ابر 13