يستقبل فوائض المأكولات والمواد الغذائية الجافة ويعيد توزيعها على المحتاجين قبل سنوات قليلة كانت الفنادق والمطاعم القطرية وكذا الأسر والأفراد يجدون صعوبة بالغة في التخلص من الأطعمة الزائدة والمواد التموينية التي غالبا ما كانت تجد طريقها نحو القمامة، لكن مؤسسات خيرية رائدة في العمل الخيري والإنساني قامت بحل هذه المشكلة وأراحت كثيرين من عناء رمي الولائم والأطعمة والمواد التموينية في سلال القمامة، حيث أنشأت مراكز وإدارات مهمتها الأولى هي حفظ الأطعمة الزائدة في الفنادق وغيرها وإعادة تغليفها وفقا للشروط الصحية وتوزيعها على المحتاجين داخل دولة قطر. ويعد «بيت الطعام القطري» التابع لمؤسسة الشيخ ثاني بن عبدالله للخدمات الإنسانية «راف» أحد الجهات الرائدة في هذا المجال الخيري والإنساني الذي استفاد من ريعه آلاف العمال ومئات الأسر المتعففة، حيث أغنى النشاط الخيري الإنساني لبيت الطعام القطري الكثير من الأسر والعمال عن مد أيديهم للغير عبر تزويدهم بكل ما يحتاجونه من طعام جاهز يتم حفظه وتغليفه وفق اشتراطات صحية عالمية، ومواد غذائية جافة تبرع بها المحسنون من أبناء هذا الشعب الكريم. «العرب» قامت بزيارة بيت الطعام القطري للوقوف على أنشطته في استقبال وإعادة توزيع الأطعمة والمواد الغذائية وطريقة توزيعها والجهود الكبيرة التي يبذلها العاملون في بيت الطعام القطري من أجل إيصال الخير إلى محتاجيه داخل دولة قطر، وقد حرص رئيس بيت الطعام القطري السيد فرج المري على شرح أهداف البيت والأنشطة التي يقوم بها منذ إنشائه حتى اليوم بالتعاون مع جهات خاصة ومدارس وفنادق ومطاعم على مستوى الدولة. أهداف بيت الطعام القطري وأثناء حديثه شرح السيد فرج المري أهداف إدارة بيت الطعام القطري التابع لمؤسسة «راف» للخدمات الإنسانية التي تسعى إلى تحقيقها لخدمة المجتمع، وأضاف: بداية نحن في بيت الطعام القطري نعمل على دعم فئتين من المجتمع، الفئة الأولى هي الأسر المنتجة القطرية التي تحتاج في مسيرة عملها وإنتاجها إلى دعم جهودها الكبيرة للارتقاء بمسيرة الإنتاج الوطني، حيث نقوم في بيت الطعام القطري بدعمها عبر تسويق منتجاتها بالتنسيق مع دار الإنماء الاجتماعي، ونقوم بعقد اجتماعات مع الأسر المنتجة المسجلة عند دار الإنماء الاجتماعي ومن ثم نقوم بعمل إعلانات تسويقية لمنتجاتها عبر الصحف المحلية وإشراكهم في المعارض التي تقام لمثل هذه المناسبات، وتزويدهم ببطاقات تجارية «بزنس كارد»، فهذه الأسر التي نقوم بتسويق منتجاتها نساعدها في ذلك عبر تقديمنا لها قوائم الطعام التي يكثر طلبها من المستهلك، وعليه فإن جانب التسويق هذا ساعد الكثير من الأسر المنتجة في إيصال منتجاتها إلى حيث من يرغب. أما الجزء الثاني الذي نقوم فيه بدعم الأسر المنتجة –يضيف المري- فيتمثل في قيام بيت الطعام القطري بالتعاقد مع هذه الأسر -قبل حلول شهر رمضان المبارك- لتوفير كميات كبيرة من وجبات إفطار الصائم يقوم بيت الطعام القطري بدفع ثمنها للأسر المنتجة وتوزيعها على الفقراء والمحتاجين والأسر المتعففة في قطر، وقد تعاقدنا مع عدد كبير من الأسر المنتجة في شهر رمضان من العام الماضي على توفير أكثر من 10 آلاف وجبة إفطار صائم تم توزيعها على الفقراء والمحتاجين، والأسر المتعففة في قطر، لهذا –يضيف المري- نكون في بيت الطعام قد حققنا هدفين رئيسيين، دعم الأسر المنتجة عبر تسويق وشراء منتجاتها من جهة، وتقديم المساعدة ومد يد العون للفقراء والمحتاجين والأسر المتعففة من الجهة الأخرى. وفي ما يخص الجهود المبذولة مع الفنادق والمطاعة لاحتواء فوائض الطعام وإيصالها إلى المحتاجين بدل سلال القمامة أكد فرج المري على أن بيت الطعام القطري يقوم في هذا المجال بجهود جبارة عبر شراكاته التي عقدها مع الفنادق، فلدينا فريق عمل مختص في مجال تغليف وصيانة فوائض الطعام يقوم بتغليفها من جديد وفقا للاشتراطات الصحية العالمية ووفقا لطريقة متبعة في التغليف والتوزيع وعدد الساعات المسوح بها والتي نعرف عن طريقها صلاحية الطعام. المواد الغذائية الجافة وحول نشاط بيت الطعام القطري في توزيع المواد الغذائية الجافة أشار فرج المري إلى أن بيت الطعام القطري لا يقتصر دوره على تقديم الوجبات الجاهزة للمحتاجين، بل إن الإدارة سعت إلى ما هو أبعد من ذلك، حيث عملنا في بيت الطعام القطري على استقبال المواد الغذائية الجافة كالسكر والطحين والأرز والألبان وغيرها من المواد الغذائية الجافة التي يتبرع بها الأفراد والمؤسسات والمجمعات التجارية الكبيرة، فهذه المواد الغذائية الجافة أكثر أهمية بالنسبة لنا لما يمكن أن تسده من حاجة الأسر المتعففة التي لا تجد ما تشتري به هذه المواد، لذا أهيب بالخيرين في هذا البلد الطيب التبرع بما يفيض عن حاجتهم من المواد التموينية الجافة لإخوانهم المحتاجين. معارض طلابية لجمع التبرعات وفي سعيها لتوسيع دائرة نشاطها نبه فرج المري إلى أن إدارة بيت الطعام القطري قامت بعقد معارض للطلاب بالتعاون مع المدارس لجمع المواد التموينية الجافة وإعادة توزيعها على المحتاجين لترسيخ فكرة التبرع والإحسان والتكافل في أذهان الطلاب الذين هم جيل المستقبل، من هنا تكمن أهمية المعارض التي نعقدها للطلاب في المدارس، وقد قمنا بتجربة رائدة وناجحة في هذا المجال مع مدرسة روضة بنت محمد الثانوية للبنات، حيث قمنا بتوزيع ورقات مطبوعة على الطلاب تبين نوعيات المواد التي نحتاجها في بيت الطعام القطري والتي تكثر الحاجة إليها لتوزيعها على المحتاجين، وتحمل الورقة المقدمة للطالب أو الطالبة جدولا يبين المواد التي يفضل التبرع بها وهي، أكياس مكرونة، أكياس أرز، علب تونة، علب سردين، علب عسل، علب حلاوة، علب مربى، أكياس طحين، علب تمر، علب فول، علب زيت، أكياس عدس، أكياس سكر، وغيرها من المواد التموينية التي يكثر استعمالها من طرف المحتاجين، وقد تجاوبت معنا طالبات مدرسة روضة بنت محمد بشكل كبير واستطعنا بفضل جهودهم جمع كميات هامة من هذه المواد التي قمنا بتثبيتها في الورقات الموزعة على الطالبات. مدرسة روضة بنت محمد وفي كلمتها في أثناء إقامة المعرض المشترك بين بيت الطعام القطري ومدرسة روضة بنت محمد أثنت مديرة المدرسة السيدة فضيلة المناعي على جهود مؤسسة «راف» للخدمات الإنسانية، خصوصا مشروع «اجعل طعامك صدقة» الذي يقوم على تنفيذه بيت الطعام القطري التابع لمؤسسة «راف»، وأكدت مديرة مدرسة روضة بنت محمد على أهمية هذا النوع من المعارض الذي يحيي سنة إطعام الطعام والذي لاقى تجاوبا كبيرا من الطالبات وأولياء أمورهن مما سيكون له انعكاس واضح ومردود خير على أفراد المجتمع، لهذا قامت المدرسة بتشكيل فريق عمل للنهوض بهذا المعرض المشترك مع مؤسسة راف، وكان عمل الفريق عبارة عن تجميع تبرعات في صورة مواد تموينية جافة يقوم بيت الطعام القطري فيما بعد بتوزيعها على الأسر المتعففة في قطر، لذا أتقدم بخالص الشكر والتقدير لفريق عمل مدرسة روضة بنت محمد والطالبات وأولياء الأمور والقائمين على بيت الطعام القطري ومؤسسة راف للخدمات الإنسانية الرائعة. أما رئيس بيت الطعام القطري السيد فرج المري فقد أكد في كلمته على أهمية عمل الخير عموما وإطعام الطعام خصوصا لما ورد فيه من أحاديث شريفة تحث عليه، وأردف: يهدف بيت الطعام القطري من معرضه المشترك مع مدرسة روضة بنت محمد إلى تحقيق عدة أهداف تعود بالفائدة على الجميع طلاب مدارس ومحتاجين، ومن تلك الأهداف على سبيل المثال لا الحصر: إطعام الأسر المتعففة، وإحياء سنة التكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع، ولعل أهم شريحة من شرائح المجتمع تحتاج إلى زرع هذه المبادئ السامية في أذهانها هي شريحة النشء التي يجب تعزيز القيم لديها، خصوصا جانب التكافل الاجتماعي الذي تعود فائدته على المجتمع، وللوصول إلى هذا الهدف –أي التكافل الاجتماعي- جاءت فكرة جمع التبرعات العينية من الطعام من طلبة المدارس لإحياء سنة الإطعام من جهة ولمنح الطلاب دورا فاعلا في إطعام الأسر المتعففة وفئات المجتمع المحتاجة، ومن ضمن الأهداف التي تم تحقيقها من إقامة المعرض المشترك مع مدرسة روضة بنت محمد: ترسيخ قيمة الإنفاق والتصدق لدى الطلاب وتحفيزهم على هذه الأنشطة الخيرية، ومشاركتهم في العمل التطوعي الخيري، حيث قامت الطالبات في المدرسة بتنظيم فعاليات المعرض، والمشاركة في الأنشطة المجتمعية في محيط المدرسة من خلال قيام الطالبات بتوزيع جزء من المواد التموينية المتبرع بها في المعرض على المحتاجين في محيط المدرسة. طلاب المدارس كما أقام بيت الطعام القطري معرضا مدرسيا بالتعاون مع مدرسة أبي أيوب الأنصاري لذات الغرض الذي كان مع مدرسة روضة بنت محمد، حيث تفاعل الطلاب وأولياء أمورهم وإدارة مدرسة أبي أيوب الأنصاري مع المعرض, وجمعوا الكثير من المواد الغذائية الجافة لصالح الأسر المتعففة في قطر، وهو ما عده رئيس بيت الطعام القطري فرج المري إنجازا لطلاب هذه المدرسة يضاف إلى سجل المدرسة المشرف، وبعد نهاية المعرض واستلام التبرعات حرصت مديرة مدرسة أبي أيوب الأنصاري السيدة فاطمة راشد السليطي على تقديم شكرها لمؤسسة راف للخدمات الإنسانية ممثلة في إدارة بيت الطعام القطري على ما تبذله من أعمال إنسانية داخل وخارج دولة قطر، وأكدت على أن مشاركة مدرسة أبي أيوب الأنصاري في مثل هذه المعارض والمشاريع الخيرية وسام شرف تضعه المدرسة على رأسها، لأن خدمة الأسر القطرية المتعففة واجب على كل من يستطيع ذلك، وأضافت أن مدرسة أبي أيوب الأنصاري مستعدة دائما للعمل مع الجهات الخيرية القطرية في كل ما من شأنه تخفيف أعباء الحياة أو إدخال الفرح والسرور على قلوب المجتمع القطري وغيره. الطلاب بدورهم عبروا عن سرورهم بهذه المشاركة التي أتاحتها لهم مدرسة أبي أيوب الأنصاري، وعبروا عن استعدادهم الدائم لتكرار هذه التجربة النبيلة التي جعلتهم يشعرون بأنهم قدموا خدمة لمجتمعهم وهم فخورون بذلك، وأبدى الطلاب سرورهم بتجاوب أولياء أمورهم مع هذه المبادرة الطيبة التي دعتهم إليها إدارة بيت الطعام.