منذ سنوات حينما تم الإعلان عن فكرة المعرض المهنى، فكان لها أثر بعيد المدى وضجة كبيرة فى الشارع القطرى من كل فئات وشرائح المجتمع المختلفة وسواء كانوا قطريين أم غير قطريين، وكانت عملية الاستعداد نفسها فى تجهيز أوراقهم لتقديمها للمعرض تشابه سرعة البرق حتى يتسابق الجميع منذ بداية المعرض حتى آخر يوم، لدرجة لم تجد مكانا تضع أرجلك فيه، ونرى أن الغالبية العظمى ممن أقدموا على التقديم كانت تسيطر بداخلهم الثقة العالية والمصداقية فى جميع مؤسسات ووزارات الدولة المشاركة فى هذه البقعة وهى أن فكرة المعرض نفسها استقطاب واعطاء أكبر قدر من الوظائف والفرص للكوادر القطرية فى المرتبة الأولى ثم للمقيمين فى المرتبة التالية وهذه الرسالة النفسية والواقعية التى كان يحملها المقبلون بشراهة على المعرض المهنى ولدرجة هناك كثير من الكوادر القطرية التى كانت تذهب إلى المعرض كانت تشغل مناصب ودرجات وظيفية كبيرة ورغم ذلك كان الشخص يذهب للمعرض والسبب داخلى وهو البحث عن الأفضل من خلال العرس الوظيفى المتاح للجميع تحت مظلة واحدة، وإيمانهم بأنه سينظر فى السيرة الذاتية لهم وسيجد الشخص فرصة أكبر مما هو فيها الآن، وكل ذلك كان نابعا فى ذلك الوقت من الثقة الذائدة بكل المشاركين من جميع الجهات بالدولة. وبعد الانتهاء من المعرض تجد الغالبية العظمى فى انتظار كبير بأنه سيتم التواصل والاتصال معهم مباشرة بعد أسبوع أو أسبوعين كحد أدنى ويتفاجأ الشخص بأن يأتى العام التالى ويبدأ المعرض ولم يتم الاتصال به، ويعيد ذكرياته وزيارته للمعرض العام الماضى وتقل الهمة للذهاب له مرة أخرى، وحينما تم الحوار والنقاش مع بعض الفئات العمرية المختلفة عن انطباعهم الفكرى عن المعرض المهنى فسمعت آراء متعددة حوله ومنها أنا على مدار كذا عام أذهب للمعرض وتخصصى مطلوب ولحد الآن لم يتم الاتصال بى من أى جهة تواصلت معها، وهناك من يقول ماهى الدواعى لاقامة هذا المعرض ونتائجه واضحة بأنه عرض للديكورات والهدايا الفاخرة لكل المؤسسات والوزارات، وجانب آخر يقول لك انه عندما يتم الاعلان فى الأيام العادية عن وظائف شاغرة فى الجرائد الرسمية فلا توجد من أصله وظائف، ولكنه مجرد اعلان فقط فى الجرائد، والوظائف تم شغلها من قبل الاعلان أن ينزل فى الجريدة، وفكرة اقامة المعرض لاتختلف كثيرا عن الاعلان عن الوظائف فى الجرائد الرسمية ومنهم من يقول لك، لماذا فكرة اقامة هذا المعرض ولما لا تكون هناك مصداقية واضحة من الجهات بالشكل الطبيعى والمعتاد عن عملية التعيينات بدون اعلانات ولا معارض ولا وساطة ومصالح متبادلة كما يحدث فى الكثير من الجهات الرسمية، وتطرق جانب آخر فيذكر لك أن هناك حلقات وصل مابين العاملين فى المؤسسات بالموارد البشرية والشارع القطرى بحكم الصداقات والعلاقات الاجتماعية فيقول له أنت معتقد أن العديد من هذه الجهات تنظر فى أوراقكم وأوراق غيركم فكلها تحفظ فى صناديقها كما هى، لحين اشعار اخر وربما لا ينظر فيها، وللأسف الشديد منذ بداية المعرض تسمع العديد من الفكاهات والسخرية فى الأوساط العملية ومواقع التواصل الاجتماعى عن المعرض والهدف منه، وكانت اخرها إذا كان لديك وقت تشعر فيه بالملل فأذهب للمعرض المهنى وأذهب للجهة المعنية تقدم هدايا فاخرة وأذهب إلى الجهة الأخرى ستقدم لك هدايا أخرى والآخرون يحدثونك عن الديكورات الفاخرة التى قدمتها جهات معينة احتلت المرتبة الأولى فى المعرض المهنى واضافة أن بعض الجهات المشاركة فأنت تعلم جيدا حينما كنت تتردد عليها فى الأيام العادية فيقول لك ليست لدينا شواغر وظيفية فى الوقت الحالى وتتفاجأ أنهم مشاركون بالمعرض ويطالبون بالمئات والتخصصات المتعددة بهذه الجهة، ويذكر لك البعض من خلال اللقاءات المثمرة معهم أن بعض هذه الجهات شاركت من أجل هدف واحد فقط وهو أن يقال ويضاف لها أنها ساهمت بالمعرض المهنى وحققت الأهداف السامية التى تسعى إليها وهو استقطاب الكادر والكفاءات القطرية، ومن خلال ما تم ذكره فلا نقلل من فكرة المعرض المهنى ولا القائمين عليه من جهود واضحة ومبذولة وربما صدقت العديد من الوزارات والمؤسسات وربما خاب الأمل فى البعض الآخر فى توصيل رسالتها لشرائح المجتمع ولا نستطيع أن ننكر الجهود التى تسعى الدولة الى تسخير امكاناتها المادية فى استثمار الكوادر القطرية فى المرحلة القادمة من رؤية قطر المستقبلية ولكن كل ما نتمناه أن يكون هناك ربط بصورة أكبر بين مايقدم من خدمات وامكانات من المجتمع والمسؤولين بهذه الجهات وأن يكون هناك فى المرتبة الأولى أكبر قدر من المصداقية فى الأقوال والأفعال فى الخطط المستقبلية وذلك يرجع إلى اتساع آفاق المواطن الفكرى وسرعة البداهة فيما يتابعه من الأحداث من صدق أو تكذيب هذه الجهات وذلك من خلال تطبيق ما يقولونه من وعود وتصريحات عمت وسائل الاعلام المرئية وغير المرئية ونحن قادرون على الأفضل لما يهم المواطن والمجتمع القطرى.