تشجيع المواهب الفنية الشابة وإبرازها وتمكينها، هدف يتعزز سنوياً لجائزة الشيخة منال للفنانين الشباب من خلال فئاتها الثلاث: الفنون الجميلة، والتصوير الفوتوغرافي، والوسائط المتعددة "ملتيميديا" . وفي خطوة إضافية لدعم الموهوبين عرضت الجائزة الأعمال الأولى الفائزة في دورتها السابعة العام الماضي في معرض "آرت دبي 2013" الذي انتهى مؤخراً لتسليط مزيد من الضوء عليها في خطوة تؤكد أن مساندة الجائزة للمبدعين لا تنتهي بإعلان فوزهم أو تميزهم، إنما هي نهج متواصل . أشارت منى بن كلي، المدير التنفيذي لنادي دبي للسيدات، إلى أنه انطلاقاً من إيمان حرم سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير شؤون الرئاسة، سمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة مؤسسة دبي للمرأة، بأهمية الفنون في بناء حضارة المجتمعات والارتقاء بالإنسان، انطلقت جائزة الشيخة منال للفنانين الشباب عام 2006 بهدف ترويج ثقافة الفنون الجميلة، وتشجيع وإبراز الفنانين الشباب الواعدين في الإمارات، وتلقى الجائزة ومنذ انطلاقتها اهتماماً كبيراً من طلاب وطالبات الجامعات في اختصاصات الفنون الجميلة والتصميم والوسائط المتعددة . وأوضحت أن الجائزة في دورتها السابعة استقبلت أكثر من 500 عمل فني من 22 جنسية، وشكلت المنافسة تحدياً كبيراً من ناحية إعطاء الأولوية للأعمال التي تفوقت فيها حرية التعبير والرأي مع طريقة صياغة النص المصاحب، ومعايير التقنية الفنية العالية والفكرة الجديدة والمبدعة . ونحن راضون عن الأعمال الفائزة، لحرفيتها العالية، وهي شاهد على نجاح الجائزة . عكست اللوحات الفنية الثلاث الفائزة بالمراكز الأولى التي عرضت في"آرت دبي" رؤية جديدة للفن يقدمها الشباب بأسلوب معاصر، ومنهم سيف محيسن، سنة رابعة هندسة معمارية في الجامعة الأمريكية في الشارقة، الحاصل على المركز الأول، فئة الفنون الجميلة، عن اللوحة التي شارك بها . اللوحة بعنوان "بورتريه ذاتي رقم 3 من سلسلة بلا عنوان" وصوّر فيها نفسه مرات عدة إلى أن حصل على اللقطة المناسبة، واقتبس منها "بورتريه" لنفسه لتوثيق مرحلة معينة من حياته، حسب وصفه . وفي ما يتعلق بتقديم لوحته للجائزة قال: أخبرني أصدقائي والملمون بالفن بموضوع الجائزة، وتشجعت للمشاركة بها، وأردت أن أقدم عملاً مختلفاً باستخدام السكين بدلاً من القلم أو الريشة لإضفاء الإحساس عليها، عبر الندبات التي تركتها على اللوحة . رشا الدقاق، الفلسطينية السورية والموظفة في شركة "براند يونيون للغرافيك والديزاين"، والحائزة على المركز الأول، فئة التصوير الفوتوغرافي، شاركت بعمل "قد تستيقظ في وطن" وهي عبارة عن صورة سرير في منطقة زراعية بعد سقوط المطر، للإشارة إلى أكثر من 60 سنة من تشريد الشعب الفلسطيني في المهاجر، واستطاعت عبر دقة تعبيرها أن تحصد هذا المركز . وفي ما يتعلق بالخبرة التي تحملها في هذا المجال قالت: أملك موهبة التصوير منذ وقت طويل، وكنت أجري محاولاتي باستمرار، وحصلت على محاضرات فيها أثناء دراستي الجامعية، وفي السنة الماضية زارنا وفد من جائزة الشيخة منال للفنانين الشباب في الجامعة لتشجيعنا على المشاركة، ولكن لم تسنح لي الفرصة، وبعد أن تخرجت وتوظفت شاركت بها، وحصلت على المركز الأول . وأضافت: أطلعتني الجائزة على قدراتي الفنية، وولّدت في نفسي اندفاعاً للمشاركة في مسابقات أخرى . علي أمينو مونغونو، مهندس معماري ومخرج سينمائي، كان أكثر حظاً من سابقيه لحصوله على أكثر من جائزة، وهي المرتبة الأولى فئة الوسائط المتعددة، عبر فيديو بعنوان "الأبرياء" والمركز الثالث في الفنون الجميلة بمشروع بعنوان "عليمينو أونوغومنيا" وجائزة أخرى في فئة "فاين آرت" في التصوير الفوتوغرافي عن مشروعه "تزامن التوقعات" . وتأتي تجربته كإشارة واضحة لكل شاب وشابة إلى أنه من الممكن الإبداع في أكثر من جانب . وعن طريقة مشاركته بالمسابقة، قال: علمت بموضوع الجائزة عن طريق الجامعة الأمريكية في الشارقة، وبادرت للمشاركة فيها بأكثر من عمل في أكثر من فئة، مستفيداً من تجاربي المتنوعة في مجال الفن، ونلت حظي كمبدع شاب جمع بين التصوير الفوتوغرافي والفيديو في جائزة واحدة . وأوضحت أمنية العفيفي، خريجة وسائط متعددة من الجامعة الأمريكية في الشارقة، أنها حصلت على المركز الثاني في مسابقة الوسائط المتعددة عن فيلمها القصير "الحرمان من النوم" الذي أشارت فيه إلى المسؤوليات الكثيرة الملقاة على عاتق طلاب السنوات الأخيرة في الجامعة، والحرمان من النوم، وذلك من وحي معاناتها من تلك المرحلة في حياتها . وقالت: تساهم الجائزة في تسليط الضوء على الشباب وأعمالهم الفنية وتظهرهم للناس، وشجعني حصولي على هذا المركز في المضي بتقديم أعمال جديدة والمنافسة بها على الجوائز . ندى خالد، خريجة فنون بصرية من جامعة زايد، الحاصلة على المركز الثاني في فئة "فاين آرت" شاركت بعمل يجمع مجموعة صور ورقية لها من مراحل عمرية مختلفة . وعن سبب اختيارها لهذه الفكرة قالت: أردت أن أعكس نفسي في صورة مؤلفة من العديد من الصور في قالب فني يعكس جمالية إحساس الفنان في التعامل مع فكرته عبر صورته . وقدّمت أمل الخاجة، طالبة فنون تشكيلية سنة أخيرة في جامعة زايد، الحاصلة على المرتبة الثانية في فئة "فاين آرت" فكرة أخرى غريبة من نوعها من خلال قطعة فنية بعنوان "مليون قطعة صغيرة" وهي عبارة عن كتاب للكاتب جيمس فري، الذي قرأته ونال إعجابها، ثم قامت بتفريغه من الداخل والإبقاء على بعض الجمل المختارة منه . وعن النتيجة التي خرجت بها بعد هذه العملية قالت: حصلت على بعض الجمل يمكن تطبيقها على أي شخص .