الثلاثاء 09 أبريل 2013 09:02 مساءً وكنت أعرف أين أجد الناطق الرسمي،بالتأكيد إنه في أزقة الميناء حيث الأجساد المتعبة تجرجر أحزانها،وتختزن رفضها وقهرها....في الأسواق الفقيرة والأحياء المحرومة من بديهيات العيش والصحة العامة...في عيون أهلها المقهورة الملئية بالدمع والغليان..في مقاهي الصيادين الخالية إلا من الأسقف المهترئة المنشورة تحت الشمس مع مآسيهم كل صباح...مع الدولة التي تهملهم وتقتلهم بالبطيء... إنّ الكلّ يتحدث عن كثرة المكونات الحراك،وتجدهم مشغولين بتصريحات من يمثل تلك المكونات،حتى أنني أشعر بالإرهاق الشديد لذاكرتي،فكثرة التصريحات،والمد والجزر الحاصل لمكونات الحراك تصيبك بالذهول تارة؛ وتارة أخرى تجد نفسك مرغما على الضحك...لكنهم لم يذهبوا إلى أبناء الشعب،إلى المتعبين من عمال وصيادين وفلاحين وباعة متجولين وباعة صحف..أولئك الذين لاتكتب الصحافة عنهم عادة إلا في صفحات الجرائم،حيث يموت بعضهم قاتلاً أو مقتولاً أو مسحوقاً تحت آلة يديرها،أو خلال مظاهرة للكادحين..أولئك الذين يعيشون ويموتون كالعصفور دون أن نسمع عنهم شيئاً..أولئك الذين يتحدث الجميع باسمهم"باسم الشعب" وتعقد الصفقات باسمهم،وتسن الشرائع باسمهم!! أبناء الشعب يرمون العتب كله"على القادة" وينسون أنهم هم مسؤولون عن "القادة"،عن محاسبتهم وتقويمهم،هذا معناه ببساطة أن المسؤول الحقيقي والمذنب الأول في حق الشعب هو الشعب نفسه،وبالتالي فإن على أبناء الشعب أن يراجعوا الأسس التي ينظرون عبرها إلى ممثليهم الذين لايمثلونهم حقا. إني لأتساءل:لو تم إلغاء كافة مكونات الحراك الحالية؟وجئنا بمجلس جديد يحاكي نبض الشارع وزخمة،ويعبر عن تطلعات السواد الأعظم من الجنوبيين،فماذا يحدث؟ أكاد أجزم أنّ الامور سوف تسير على نحو أفضل..وعلى كل حال ليس في الإمكان أبشع مما هو كائن. في وجه كل أبناء الشعب الذين نقلت وجعهم بكل أمانة،أصرخ بكل أمانه:أنتم المسؤولون الحقيقيون،فكفوا عن الشكوى،فصورة الزعيم الجنوبي الذي تحمله تلك الناس الطيبه؛ والموطنين الشرفاء تثير دهشتي باستمرا......لماذا يحملونه بدلا من أن يحملوا همومهم إليه؟لماذا يحملونه بدلا من ان يحملهم؟أليس القائد رجلا كالبشر،ميزته الوحيدة أنه نذر نفسه لخدمة الناس؟ربما كان الإنسان هو الوحيد بين حيوانات الطبيعة كلها الذي يرضى بحمل سيده على كتفه! لم يحدث قط أن شاهدت قطيعا من السباع مثلا يحمل الملك السبع على أكتافه..فلماذا ينفرد الإنسان بهذا السلوك الهزلي؟