موفق الربيعي يتشفى في صدام في الذكرى العاشرة لسقوط نظامه: بدا مرتبكا وكان علينا تذكيره بنطق الشهادة عند تنفيذ الحكم باعدامهلندن 'القدس العربي': يزعم الدكتور موفق الربيعي انه عندما قاد صدام لحبل المشنقة (31 كانون الاول (ديسمبر) 2006) لم يداخله اي حس بالانتقام منه، بل بالاحتقار له. لكنه كما يشير تقرير صحافي في صحيفة 'اندبندنت' البريطانية يحتفظ في غرفة الضيوف في المقر الذي يقيم فيه منذ عشرة اعوام وتحت حراسة شديدة، على الرغم من رحيل صدام، بقايا تمثال الاخير. وقصة هذا التمثال كما يقول ان الامريكيين خلعوا تمثالا لصدام من احد القصور ونقلوه للكويت، لكن الربيعي قرر اعادته والاحتفاظ به في بيته لحين انشاء متحف خاص تحفظ فيه 'بقايا العهد البعثي المتغطرس' كما يقول. وعن الحبل حول عنق التمثال يؤكد انه نفس الحبل الذي ربط فيه عنق صدام عندما اعدم حيث قال 'آه، لقد طلبت من رجالي احضاري قطعة من الحبل بعد ان انزلوا جثة صدام'، مضيفا ' لقد وجدت من المناسب لف الحبل حول عنق تمثال صدام'. وليست هذه هي المرة الاولى التي يتحدث فيها الربيعي عن لحظات صدام الاخيرة والتي بثت وعرفها العالم صبيحة عيد الاضحى عام 2006، فقد نقلت المصادر الاعلامية تصريحاته مباشرة بعد الاعدام قوله ان صدام كان خائفا ومرتبكا ولا يصدق ما يحدث له، لتتغير الرواية بعد ظهور الشريط المسجل للاعدام. وفي الذكرى العاشرة لغزو العراق، قدم الربيعي اكثر من مقابلة مع صحف بريطانية منها واحدة مع صحيفة 'ديلي تلغراف' في الشهر الماضي وكرر ما قاله لصحيفة 'اندبندنت' امس حيث قال ان صدام لم يكن متدينا وكان 'علينا ان نذكره بان ينطق الشهادة'. ويقول الربيعي انه كان يأمل من ان يظهر صدام نوعا من الندم على الجرائم البشعة التي ارتكبها، ومئات الالاف من ابناء شعبه الذين قتلهم هو وزبانيته' لكن 'لم يكن هناك اي شيء، ما رأيته انه لم يكن رجلا متدينا، وكان علينا ان نذكره بنطق الشهادة، حيث كان سيقابل الموت'. ويقول الربيعي الذي عاش في بريطانيا اكثر من 24 عاما قبل ان يعود بعد الغزو ويتولى مركز مسؤول الامن القومي في الحكومة الانتقالية 'لم اكن ابحث عن الانتقام للثلاث مرات التي قام فيها هو وبلطجيته بحبسي وتعذيبي'. وهو نفس ما قاله لصحيفة تلغراف انه لم يكن يبحث عن تصفية الحسابات او التشفي. ويقول الصحافي ان الربيعي اراه صورة لدفعته التي تخرجت من جامعة بغداد عام 1972 وقال ان كل الاطباء فيها ال 340 لا يزال منهم عشرة احياء فقط اما البقية فقد قتلوا اثناء الانتفاضات المتكررة للشيعة والاكراد التي قمعها صدام وبعضهم بعد الغزو الانكلو- امريكي، وقلة منهم من مات بشكل طبيعي. وعلى الرغم من اعتراف الربيعي بالاخطاء التي ارتكبتها الحكومات العراقية المتعاقبة بعد الغزو الا انه يرى ان التخلص من صدام كان قرارا صائبا 'لقد ارتكبنا الاف الاخطاء، ولكنني لا ازال اعتقد اننا فعلنا الصواب بالتخلص من صدام وحزبه البعثي الاجرامي'. ويعتقد الربيعي ان صدام كان يمثل تهديدا للعالم على الرغم من انه لم يتم العثور على اسلحة الدمار الشامل حيث قال ان الرئيس العراقي السابق كان 'سيعيد بناء برنامج اسلحة الدمار الشامل حالة تم رفع الحصار عن العراق، حيث كانت هناك ضغوط دولية تدفع باتجاه رفعها'. كان يحمل القرآن بيده اليسرى ويقول الربيعي انه حضر وقائع جلسات محاكمة صدام الذي كان يستحضر الدين والاسلام في مرافعاته امام القاضي. ويزعم الربيعي ان النوم كان يغادر عينييه بعد هذا. ويمضي الربيعي في نقد صدام للقول ان الاخير الذي كان يحمل القرآن في كل جلسة، كان يحمله باليد اليسرى والطريقة هذه تعد اهانة للاسلام. وعلى الرغم من معارضة الربيعي للاعدام الا ان تنفيذه في حالة صدام يعتبر ضرورة، ومن اجل قمع المقاومة التي اندلعت في البلاد بعد دخول الامريكيين بغداد عام 2003. ويلقي الربيعي العنف على صدام حيث يقول 'لا نزال نعاني من العنف حتى اليوم لكن جذوره نابعة من الدمار النفسي الذي تركه صدام وحزب البعث على الشعب العراقي خلال 35 عاما من الحكم'. ويقول ان العراق يحتاج الى اصلاح جذري لنظامه التعليمي كي يدرس الاطفال التسامح وتقبل الاختلافات في الرأي حيث يقول ' اننا لم نتعافى بعد من صدمتنا، وامامنا عمل كبير لانجازه، وان لم نغير طريقتنا في التفكير فالامور ستزداد سوءا' ويعتقد الربيعي ان الغرب تخلى عن العراق وكان على الولاياتالمتحدة البقاء من اجل حراسة الاجواء العراقية، ولو اتفق الامريكيون والحكومة العراقية على اعادة نشر القوات في 2011 لما قامت ايران ببناء جسر جوي اعطى الحياة لبشار الاسد واطال عمره في السلطة. واجب حمايتنا ويقول ان البريطانيين والامريكيين قدموا خدمة للمنطقة بالاطاحة بصدام حسين ولكن لا يزال عليهم واجب حماية العراقيين وتوفير الامن لهم. وبالتذكير بما قاله الربيعي في 'ديلي تلغراف' عن اعدام صدام حيث قال' لقد اصبت بالدهشة' حيث اعتقد ان الاعدام 'عرضا مسرحيا، كان مثل رجل يقدم عرضا، وبدا مهووسا بارثه وبالطريقة التي سيتذكره بها الناس'، وفي الوقت الذي كان يهتف فيه صدام هتافات التحدي نسي كما يقول النطق بالشهادة. وقال الربيعي في نفس المقابلة 'كانت تلك الغرفة حافلة بالموت، لكنه لم يطلب الرحمة، ولم ار ندما على وجهه'. وتحدث الربيعي عن التعذيب النفسي والجسدي والعقلي الذي تعرض له اثناء حكم صدام حيث اعتقل ثلاث مرات قبل ان يهرب الى بريطانيا ويكمل دراسته العليا في جامعة ادنبرة. واثنى في المقابلة على توني بلير رئيس الوزراء البريطاني حيث قال 'توني بلير، الله يحفظ قلبه، اتخذ القرار كي يحرر الشعب العراقي'.