كنت في مقالات سابقة أدعو دائماً لأن نؤصل ثقافة رياضية تعتمد على أدب الحوار وتقبل الرأي والرأي الآخر بروح المودة والمحبة بعيداً عن لغة العدائية والإقصاء والتقزيم لأن هذه اللغة لا تضر إلا صاحبها أياً كان فالاختلاف في الرأي والتحاور حوله وفيه هو نجاح للفكر والثقافة والتربية المجتمعية أما استخدام العبارات العدائية والشتم فهي بلاشك دليل ضعف الحجة والثقافة والقدرة على فهم الآخر والتحاور معه بلغة العقل والمنطق فالقرآن الكريم يأمرنا بالجدال بالتي هي أحسن فقال تبارك وتعالى (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) فالله أمرنا بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالحسنى لا أن نغضب ونطلق العنان لألسنتنا لتقول ما تقول ونعتقد أن التاريخ والشهرة حصانة ضد الغير لهذا أو ذاك بل هي حصانة للنفس لتقديم نموذج من الخلق والفكر والثقافة. ولعلنا نعلم أن كل ابن آدم خطاء، وخير الخطَّائين التوّابون وأن الاعتذار شيمة الكبار خلقاً ومقاماً وفكراً فالله تعالى أمرنا عندما نذنب أن نستغفر ووعدنا بالغفران ونحن تعلمنا من دروس التاريخ والحياة أن الكبرياء مهلكة لصاحبها فالله يقول في الحديث القدسي (الْكِبْرِيَاءُ رِدَائِي، وَالْعَظَمَةُ إِزَارِي، فَمَنْ نَازَعَنِي وَاحِدًا مِنْهُمَا أَدْخَلْتُهُ النَّارَ). ولعلي اليوم أتأسف كثيراً أن نشاهد قامات وإعلاميين ومؤسسات تعمل لكي تكون جزءاً من الخطأ وتسهم فيه وتتستر عليه وتنحاز مع طرف ضد آخر دون وجه حق بل ويضللون الآخر بتعتيم الحقيقة وإظهار المعتدي مظلوماً والمعتدى عليه ظالماً ولعلهم ينسون اليوم قول الله تعالى (وَلاَ تَكْتُمُواْ الشَّهَادَةَ وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ) وقال أيضاً تبارك وتعالى: (ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله وما الله بغافل عما تعملون) ما أقوله اليوم رسالة لكل من يعتقد أن شهرته أو تاريخه يسمح له بأن يتكبر على الناس ويسب ويشتم كيفما شاء حتى لو لم يكن يقصد فالإساءة أياً كانت من أي شخص غير مقبولة فما بالك أن تخرج من شخصيات لها تاريخ. إننا كإعلاميين نعمل في مجال علينا أن نكون فيه أمينين وصادقين نعمل بروح الأمانة قولاً وعملاً نقلاً ومضموناً وأن نكون حياديين غير منحازين فالرسول الكريم يقول (إن بين يدي الساعة تسليمَ الخاصَّة، وفُشُو التجارة، حتى تعين المرأة زوجها على التجارة، وقطع الأرحام، وشهادة الزُّور، وكتمان شهادة الحقِّ، وظهور القلم) هذه رسالة محب وأخ وصديق لأحبائي في برنامج المجلس وللقدير الكابتن خليل الزياني متمنياً أن تقدموا مثالاً للعقل والحكمة فالقادم أجمل.