يتحدثون كثيرا عن (القسوة) ويعزونها إلى انعدام (الحس الإنساني) تارة.. وإلى (الجفاف) العاطفي مرة أخرى.. وإلى مرض آخر اسمه.. التلذذ بتعذيب الإنسان الآخر.. وقد يعزونه إلى أسباب أخرى ذميمة.. تلتقي جميعها عند شيء واحد هو.. أن القلب الميت.. لا يعترف بالحب.. ولا يؤمن بتفهم أوضاع الناس.. ولا يتقبل مبرراتهم.. بأي حال من الأحوال.. لكن هؤلاء وأولئك.. لا يسألون أنفسهم أسئلة من نفس النوع.. مثل: ولماذا يتسبب الإنسان في قسوة الآخر عليه؟ خمولا.. أو بلادة.. إفلاسا.. أو لا مبالاة؟ ولماذا يخطئ هو.. بحق نفسه.. فلا يقوم بما هو مطلوب منه.. حتى يتجنب تلك القسوة.. وربما ما بعد القسوة أيضا..؟ فإذا جاءت الإجابة سقيمة كالعادة (ظروف نفسية) فإن الرد عليه يصبح هو: أي ظروف نفسية تتحدث عنها.. وكأنك الوحيد في هذا العالم الذي لا تبتسم له الحياة.. وكأنك الوحيد الذي يريد أن يكيف هذا العالم على هواه.. وكأنك الوحيد الذي لا يفعل إلا ما يريد هو.. وما يتجاوب مع رغباته.. أو مع ما يحقق مصالحه.. فقط.. فلو سلمنا بدور الحالة النفسية لأحدنا فإن علينا أن نهدم هذا الكون وأن نبنيه من جديد.. وذلك خارج نطاق قدرتنا.. وذلك فوق كل سنن الأرض.. وتلك مسألة غير قابلة للتحقيق.. فبدلا من أن تغير كل العالم.. فإن عليك (فقط) أن تغير نفسك.. وسوف ترى أنك في مقدمة الصفوف..***ضمير مستتر: (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)[email protected]للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ،636250 موبايلي، 737701 زين تبدأ بالرمز 400 مسافة ثم الرسالة