صديقي..قد تعتقد أن عنوان رسالتي فيه خطأ أو أني نسيت وضع حرف الواو بين السائق والشيخ، وحتى لا يلتبس عليك الأمر، أطمئنك إلى أنني لم أنس ولم أخطئ، وأن عنوان الرسالة صحيح تماما، وسأروي لك الحكاية:ذات صباح، وصل لجارنا الطيب جدا سائقه القادم من بعيد (خالد)، فانتقلت مهمة إيصال الأسرة والأبناء من جارنا الطيب جدا إلى سائقه الجديد.وبدأت رحلة العمل إلى أن تأخر المؤذن عن المسجد، فتقدم السائق (خالد) ليغطي غياب المؤذن، لكن رداءه وشكله لم يكونا مطابقين، لهذا قيل له: (كيف تؤذن وأنت ببنطال وأمرد)؟هذا السؤال غير مظهر (خالد)، وأصبح مطابقا للعب دور المؤذن إن غاب، مع الوقت ومع تغيير المظهر أصبح (خالد) يلعب دور الإمام إن تأخر، فيصلي بأهل الحارة، لكنه لم يستطع أخذ مصطلح (الشيخ) رغم مظهره، لأن قدومه للحي لم يكن بصفته مؤذنا أو إماما للمسجد، أو كما يقال لا يمكن للإنسان الهروب من ماضيه.وهذا ما دفع (خالد) للهروب من ماضيه، وانتقل لمسجد آخر بعيد عن الحارة، وبدأت تخرج حكايات بأنه خريج إحدى أعرق الجامعات الإسلامية، وهناك من أكد أنه من الإخوان المضطهدين من حكم العسكر في ذاك الوقت، هذه الحكايات حولته وبسهولة إلى (الشيخ خالد).بين حين وآخر كانت تصلني قصص (الشيخ خالد)، وأنه أصبح يقرأ ويعالج المرضى، وأن الطلب عليه مهول بعد أن أصبحت (الزبيبة بجبينه) أكثر وضوحا، فيما بعد أصبح البعض يتناصحون بأن يأخذوا الماء الذي يقرأ وينفث فيه (الشيخ خالد)، وأنه علاج ناجع لكل الأمراض.بعد سنوات من هذا العمل الجديد ودون مقدمات لم تعد تصلني قصص وأخبار (الشيخ خالد)، حتى هو اختفى تماما، كنت أتوقع بعد التغييرات في بلده أن يكون حضوره طاغيا بعد تلك الحكايات التي رويت عنه وحولت صفة عمله، لكن المفاجأة أنه لم يكن حاضرا، وما زلت لا أعرف إلى أين رحل بعد أن اغتنى، وإلى أين مضى؟والأهم: هل ما زال يحفظ الجميل لجارنا الطيب جدا الذي لعب دورا كبيرا في تغيير حياة (خالد)، إذ جاء سائقا واختفى شيخا؟.التوقيع : صديقك[email protected]للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة