الدوحة تحتضن اجتماعات مجلس إدارة مؤسسة الاتصالات الفضائية قالت الدكتورة حصة الجابر الأمين العام للمجلس الأعلى للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في كلمة افتتحت بها أعمال الجمعية العمومية السادسة والثلاثين للمؤسسة العربية للاتصالات الفضائية «عرب سات» إن هذه الأخيرة تعتبر من أنجح المشروعات العربية المشتركة متمنية المزيد منها في كافة المجالات. أضافت الجابر: «المؤسسة العربية للاتصالات الفضائية «عرب سات» تعد شاهدة على واحدةٍ من أهم النجاحات العربية، ونموذجًا للتعاون العربي المشترك في مجال التكنولوجيا الحديثة». واستضافت قطر ممثلة في المجلس الأعلى للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات اجتماعات مجلس إدارة المؤسسة العربية للاتصالات الفضائية «عرب سات» وجمعيتها العمومية, خلال الفترة من 7 إلى 10 أبريل الحالي, تلبية للدعوة التي تقدمت بها قطر خلال انعقاد الجمعية العمومية لمؤسسة عرب سات في دورتها السابقة في العاصمة اللبنانيةبيروت في أبريل من العام الماضي، حيث استلمت قطر أمس رئاسة الدورة الحالية من لبنان. إلى ذلك، أوضحت الجابر أن الاجتماعات الدورية والسنوية للمؤسسة العربية للاتصالات الفضائية هي خير مثالٍ على الإرادة العربية لتكريس التعاون المشترك وطموح الأمة العربية بأسرها للمشاركة وبقوة في مشاريع مماثلة مستقبلية واعدة؛ حيث إن تلك المشروعات تشكل عاملا أساسيًا في تطوير المجتمعات العربية. وبينت أن «عرب سات» تلعب دورًا رياديًا في مخاطبة الرأي العام العربي والعالمي؛ إذ أتاحت بث القنوات الفضائية العربية التي تحمل الصورة الصادقة والواقعية للمواطن العربي وتعكس الروح الحقيقية للخطاب العربي. وقالت: «إن اجتماعات العام الحالي تنعقد وسط تنام ملحوظ وتطور ملموس لوسائل الاتصالات والبث, وهو ما يفرض علينا كصناع قرار الاستعداد لمرحلةٍ جديدةٍ تتطلب ليس فقط تحديثا وتطويرا شاملا ومستمرا لمستوى الاتصالات الفضائية على الساحتين العربية والدولية, بل تطوير السياسات التي نتبناها من أجل خلق مجتمع معرفي». وذكرت الأمين العام للأعلى للاتصالات أن دولة قطر تسخر كافة إمكاناتها من أجل خدمة هذه المنظومة العربية, بغية تحقيق النجاحات والوصول إلى الأهداف المرجوة في ظل العلاقات الطيبة وروح التعاون المشترك التي تسود بين الدول الأعضاء. وقالت: «سنظل نتابع وباهتمام بالغ كافة خطط التطوير الاستراتيجي للمؤسسة العربية للاتصالات الفضائية «عرب سات»، وسنواصل دعمنا لها بما يمكنها من أداء مهامها بكفاءة في عالم يتسم بتلاحق وسرعة التقدم التكنولوجي على كافة الأصعدة». إنجازات من جهته، صرح خالد بن أحمد بالخيور الرئيس التنفيذي ل «عرب سات» قائلاً «شهد عام 2012 وبداية 2013 إنجازات هامة بالنسبة لعرب سات، منها إنجاز مشاريع تصنيع وإطلاق أقمار الجيل السادس والاستحواذ على ملكية هيلاس سات اليونانية, والدخول في شراكات استراتيجية مع مقدمي خدمة البث التلفزيوني عالي الوضوح مثل MyHD, ومشاريع أخرى جار العمل على استكمالها، وتبوأت المؤسسة المركز السابع عالميا, وذلك استكمالا لاستراتيجية المؤسسة القاضية بالتوجه نحو العالمية, وتحقيق مراكز متقدمة ضمن الخمسة الأكبر عالميا في مجالنا». وتم خلال الجمعية العمومية ل «عرب سات» المنعقدة يوم أمس المصادقة على الحساب الختامي للمؤسسة لعام 2012، واعتماد ميزانية 2013، وانتخاب كل من الأردن وموريتانيا أعضاء جددا لعام 2013، واستمرارية عضوية كل من السودان وسلطنة عمان، وإعفاء دولة فلسطين من مستحقات عرب سات عليها بإجماع كافة الدول الأعضاء». التقنيات بدوره، قال عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة, وزير الثقافة والإعلام السعودي: «لقد كان لعرب سات الفضل في إدخال تقنية البث الفضائي الرقمي إلى العالم العربي منذ بدايتها, وأسهمت في الرقي بمستوى هذا البث إلى ما وصل إليه اليوم من التلفزيون عالي الدقة وغيره من التقنيات الحديثة. ونوعت المؤسسة خدمات البث الفضائي في المنطقة العربية وطورتها لإيصال رسالتنا العربية الإعلامية إلى العالم أجمع على أفضل وجه ممكن». وأشار إلى أن ما تقوم به «عرب سات» منذ إنشائها في ربط العالم العربي ببعضه وإيصاله للعالم بأحدث التقنيات هو الذي جعل هذه المؤسسة المثال الحي الذي يحتذى به كمثال ناجح للعمل العربي المشترك. وقال: «لا بد لنا أن نستفيد من إمكانات هذه المؤسسة في خدمة قضايانا العربية والإسلامية والمحافظة على قيمنا ومبادئنا». دعم ودعا الوزير السعودي جميع شركات ومؤسسات الإعلام والاتصالات في الدول الأعضاء لدعم هذه المؤسسة واستخدام جميع إمكاناتها المتاحة ومواقعها المدارية ليس فقط من منطلق أنها مؤسسة عربية تديرها كفاءات وعقول عربية, ولأنها تفي بجميع احتياجات المستخدمين من خدمات الاتصالات والإنترنت ذات النطاق العريض وجميع خدمات البث التلفزيوني والإذاعي على أسس تجارية وتنافسية بحتة. وأشار عبدالعزيز خوجة إلى أن ما تقوم به وزارة الثقافة والإعلام السعودية ليس ببعيد عن طبيعة عمل عرب سات. وقال: «نحن في المملكة أكبر مستخدمي أقمار المؤسسة في مجال الإعلام, سواء كان ذلك من خلال قنواتنا العمومية التي تديرها هيئة الإذاعة والتلفزيون أو من خلال الشبكات والقنوات الخاصة التي تملكها رؤوس أموال سعودية». وزاد: «تربطنا بهذه المؤسسة علاقات وثيقة منذ إنشائها في عام 1975. كما أننا نبث مباريات وفعاليات الدوري السعودي لكرة القدم بشكل حصري على أقمار عرب سات في المنطقة العربية، ونخطط حاليا مع «عرب سات» لإنشاء منصات للبث المباشر من داخل المملكة العربية السعودية للقنوات الإذاعية والتلفزيونية». من جهته، أشار وزير الاتصالات والمعلومات الليبي, المهندس أسامه عبدالرؤوف إلى ضرورة دعم مؤسسة «عرب سات» عربيا وإقليما, معربا عن شكره لرئيس وأعضاء مجلس الإدارة والجهاز التنفيذي وكافة العاملين, لما يبذلونه من جهد في سبيل تحقيق التقدم لهذا المشروع المشترك. وأضاف أن ليبيا الحرة الجديدة تسعى للنهوض بقطاع الاتصالات والمعلوماتية، وقال: «نعكف حاليا على تنفيذ مشروعات كبيرة من خلال شركات الاتصالات في كل المجالات, المتمثلة في شبكات الألياف البصرية على المستوى الوطني والدولي, ومنظومات التقنية الحديثة المتطورة للهاتف المحمول من الجيل الرابع, وتقنية الإنترنت». وأشار إلى أن وزارة الاتصالات والمعلوماتية تقوم بوضع سياسات وتوجهات لتطوير التعاون الدولي والإقليمي, وبالأخص للمنطقة العربية, من خلال البنى التحتية القائمة لمنظومة الاتصالات الأرضية والفضائية, وفي هذا الإطار ستعمل الوزارة على توطيد ودعم مؤسسة «عرب سات» لما لها من دور حيوي وريادي في هذه المنطقة, من خلال التواصل واللقاء والمساهمة في جميع الأنشطة التي نقوم بها.