رغم أن الجولة 14 من دوري اتصالات لكرة القدم "جولة مؤجلة"، إلا أن مبارياتها جاءت في توقيت حساس جداً، وكانت المواجهات المباشرة هي عنوان إثارتها، والدافع الأكبر في كيفية تحقيق الفوز، لأنها مباريات تساوي 6 نقاط، وتستحق لقب جولة "الإثارة التهديفية" والانضباط التكتيكي. فكانت مبارياتها حماسية الأداء، وحرص اللاعبون على عدم التفريط في أي بارقة أمل للبقاء في دوري المحترفين، أو البحث عن المركز الثاني، أو الوصول لمركز متقدم في جدول الترتيب، وكان المستفيد الأكبر من نتائج الجولة هو بني ياس، الذي فاز على الشباب بهدف نظيف، واحتل المركز الثاني برصيد 41 نقطة. وكانت الإثارة التهديفية حاضرة في مباراتين، انتهت الأولى بتعادل النصر والجزيرة 3-3، والثانية فوز الظفرة على عجمان 3 - 0، وسيطر التعادل السلبي على نتيجة الأهلي ضد العين (حتى إشعار آخر، وإعلان اتحاد الكرة قراره في مشكلة الحكم الجلاف)، وظهر التعادل الإيجابي بهدف في مباراة الوحدة والوصل، لكن الفوز بفارق بهدف كان عنواناً مثيراً في فوز دبي على دبا الفجيرة، والشعب على الاتحاد بهدفين مقابل واحد. منطقية وبغض النظر عن أحداث مباراة الأهلي والعين وتعليق النتيجة، فإن العين كان منطقياً في البحث عن التعادل، ليبقى متصدراً أمام طموحات الأهلي في الفوز، وفي الناحية الأخرى، كان بني ياس يكفيه الفوز بهدف ليتقدم إلى المركز الثاني، وما زال الجزيرة يبحث عن فوزه الأول مع مدربه الإسباني ميا، الذي يبدو أن إدارة الجزيرة كان عليها أن تفكر في "نصيحة نابليون في اختيار قادة جيوشه" ليكونوا "الأكثر حظاً، وليس الأكثر علماً". انضباط تكتيكي اتسم أداء الفرق التي حققت الفوز في هذا الأسبوع بالانضباط التكتيكي العالي، من خلال عدم الأخطاء الفردية المؤثرة بعد تقدمها بهدف، ثم عدم افتقادها الثبات الانفعالي نتيجة الضغط الهجومي الذي مارسه المنافس على الدفاع، ثم التوازن الدفاعي في التغطية المساحات. بحيث تضييق تلك المساحات أمام التحول الهجومي للمنافس، وأخيراً هو التوازن الذهني للاعبين في عدم الاندفاع نحو الهجوم بغية الزيادة التهديفية، وقد تكون الخبرة التكتيكية أكثر وضوحاً، حينما تكون المواجهات المباشرة للفرق في ذات المستوى فنياً. وجاء فوز الظفرة على عجمان في وقت كان فرسان الغربية الأكثر توازناً في الانضباط التكتيكي، في عدم الاستعجال في الفوز، ووضحت ثقة اللاعبين في تحقيق الانتصار من خلال أدائهم، خصوصاً في التحول الهجومي، ولحظة افتقاد الكرة في عدم اندفاعهم في الضغط المباشر، بقدر تنفيذ المهم عند الارتداد في تغطية المساحات التي تحيد البناءات الهجومية لفريق عجمان. استراتيجية وكشف فوز دبي على دبا الفجيرة، "استراتيجية" المحافظة على الانتصار، من خلال مبدأ الدفاع المتماسك الذي يحافظ على الفوز، رغم أفضلية التحول الهجومي السريع لدبا الفجيرة، خصوصاً في الدقائق العشر الأولى من الشوط الثاني، حيث كانت النتيجة لمصلحة دبا بهدف، وظهر التركيز الذهني في المحافظة على الفوز في الدقائق الحاسمة من نهاية المباراة، من خلال إصرار لاعبي دبي على التمسك بالفوز الذي يؤمن لهم موقعاً مهماً بالجدول. مفاتيح الفوز تبرز أهمية الدور التكتيكي لصناع اللعب في الفرق، هو تأثيرهم في البحث عن الحلول التهديفية أولاً في دوافع الفوز، ثم البحث عن الحلول المفاجئة في صناعة الفرص التهديفية للفريق، أو الدور الذي يمثله تكتيكياً في كيفية المحافظة على إيقاع اللعب، بحيث يستطيع الفريق المحافظة على الفوز. وفي مباراة بني ياس ضد الشباب، كان محمد أبوتريكة هو صانع الفوز، بتسجيله هدف الفوز لفريقه، لكن الأهم كان هو كيفية المحافظة على إيقاع لعب الفريق أمام لحظتي اللعب الهجوم والدفاع، فكان الدور التكتيكي في المحافظة على توازن إيقاع اللعب في ظل الأجواء التي لعبت فيها المباراة، خصوصاً عدم المجازفة في ضياع الكرة، ثم كيفية المساندة في التوجيهات في تغطية المساحات الدفاعية للمحافظة على فوز الفريق أمام الضغط الهجومي للشباب. ورغم أن ديوب سجل هدفين من أهداف الظفرة الثلاثة، إلا أن الدور الذي لعبه روديغو لاعب الظفرة أمام عجمان في المهام التكتيكية في المحافظة على توازن الفريق، خصوصاً في التحول الهجومي السريع، كان واضحاً في البناءات الهجومية لفريق الظفرة، الذي كان أكثر إصراراً وثقة في تحقيق الفوز. ووضحت المسؤولية الكبيرة التي تحملها لاعبو الفريق في تحقيق الفوز في أداء روديغو في التحرك الذكي في استحواذ الفريق على الكرة، ويعد أبو تريكة ورودريغو أهم مفاتيح اللعب القادرة على صنع الفارق عبر الأدوار التكتيكية في الفريق. جرأة هجومية في مواجهة النصر والجزيرة محصلتها 6 أهداف "الإثارة التهديفية"، تصلح عنواناً لمباراة النصر ضد الجزيرة التي انتهت بالتعادل المثير 3 - 3، ومحصلة (6 أهداف)، ولكن الأفضل عنوان "الجرأة الهجومية"، وخاصة مع الابتعاد عن اللعب التكتيكي الحذر، من خلال اللعب المفتوح، فالفريقان يبحثان عن الفوز، خصوصاً الجزيرة، الذي افتقد إلى الثقة الهجومية في لاعبه أوليفيرا الذي استعاد بعضاً من فورمته التهديفية، وكان على مبخوت النجم الذي لا يمكن لأي مدرب في الجزيرة أن يستغني عنه. وفي النصر، أزعجت تحركات الياباني مورموتو دفاع الجزيرة، وتركزت تحركات حبيب الفردان في صناعة اللعب الهجومي وتغيير اتجاه اللعب بفعالية. أجواء مناخية ولم تساعد الأجواء المناخية الفريقين على الأداء بالشكل الذي يرغب به الفريقان، إلا أن الأهداف الستة التي تقاسمها الفريقان، كانت كافية في تغيير الكثير من ملامح الأداء، بعد تقدم أي منهما على الآخر، حتى إن دوافع اللاعبين في الفوز كانت تتغير مع متغيرات النتيجة، وكان التعادل 3 -3 نتيجة مرضية للطرفين. أفضلية الوحدة "اللعب الحذر" كان عنواناً واضحاً في أداء الوحدة ضد الوصل، رغم أفضلية الوحدة، بفضل تحركات إسماعيل مطر، الذي كان أكثر لاعبي الفريق فاعلية في اللعب الهجومي، سواء بالتمرير أو بالتسديد أو بالتوغلات الفردية، أمام التماسك الدفاعي للفريقين، وكانت التسديدات المباشرة هي السلاح الفني الذي لجأ إليه لاعبو الفريقين في محاولات إنهاء الهجمات، إلا أنها لم تكن فعالة بشكل مؤثر، فاكتفي الفريقان بالتعادل بهدف لكل منهما، وكانت النقطة "عادلة". كوزمين لعب بالتوازن الدفاعي للحفاظ على «النقطة» رغم مفاجأة كوزمين مدرب العين باللعب أمام الأهلي بتشكيلة غاب عنها المبدع عمر عبد الرحمن في بداية المباراة، إلا أن المحافظة على التوازن الدفاعي كان فعالاً أمام هجوم الأهلي من أجل الحفاظ على نقطة التعادل. ولكن حينما دفع بمفاتيح اللعب الهجومي عمر والوهيبي، قام كيكي مدرب الأهلي بالرجوع إلى التوازن في منطقة وسط الملعب، خصوصاً أن الفوز كان صعباً أمام تكتيكات كوزمين بتبديلاته الذكية في المحافظة على "تعادل بطعم الفوز"، والمحافظة على فارق النقاط في صدارة الجدول، واستمر التعادل بعد تكتيكات شطرنجية ذكية بين هجوم كيكي وتوازن كوزمين، ولكن النتيجة الحقيقية ما زالت معلقة، في انتظار قرار اتحاد الكرة بعد حادثة الجلاف. رغم جراءة كيكي مدرب الأهلي في خطته من أجل الفوز على العين، خصوصاً في الشوط الأول، باللعب برأسي حربة، غرافيتي وأحمد خليل، إلا أن دفاع العين كان منسجماً ومتماسكاً في تنظيمه، وكانت المواجهات الفردية لمصلحة مهاجمي الأهلي، وأدت الأخطاء الفردية في بعض الأحيان إلى الانفلات الذهني للاعبي الفريقين.