كان العين المستفيد الأكبر من الجولة العاشرة لدوري اتصالات للمحترفين لكرة القدم التي كانت احتفالية بامتياز بعدما أرادتها لجنة دوري المحترفين والأندية المتبارية مناسبة للاحتفاء باليوم الوطني ال 41 لدولة الإمارات وتحت شعار "روح الاتحاد" . عزز العين صدارته بعدما رفع رصيده إلى 25 نقطة ليسجل الفارق الأكبر مع أقرب مطارديه هذا الموسم وهو ثلاث نقاط مع بني ياس الذي استفاد من تعادل النصر والأهلي ليصعد إلى مركز الوصافة برصيد 22 نقطة . ولم يكن العين يظن أنه سيواجه مقاومة من الشعب الذي استضافه في معقله استاد "القطارة"، لكن حساباته لم تكن صحيحة، ذلك ان "الزعيم" ورغم فوزه 2-،1 إلا أنه عانى كثيراً أمام "الكوماندوز" بعدما بدا الأخير فريقاً متماسكاً ولم ترهبه أبداً نتائج مضيفهم حين سجل 21 هدفاً في أربع مباريات خاضها فوق ميدانه مع الأهلي والظفرة والوصل واتحاد كلباء . ووقع العين ضحية للترشيحات التي صبت في مصلحته، ولم يكن السؤال قبل المباراة هل سيفوز، بل كم سيسجل من أهداف؟ كما خدعه تسجيله هدفا مبكرا بعد مرور 14 دقيقة من عمر اللقاء عبر هدافه الغاني جيان، لذلك كاد يدفع ثمنا غاليا للاسترخاء في أكثر من مناسبة ولاسيما في الدقائق العشر الأخيرة عندما قلص "الكوماندوز" الفارق وكان قريباً من التعادل لو أصابت كرة اللبناني حسن معتوق المرمى والتي ذهبت إلى جانب القائم رغم سهولة مهمته . وعلى العموم حقق العين الأهم وهو الفوز بغض النظر عن المستوى الفني الذي قدمه، وربما كان عرضه الهزيل أمام الشعب مفيداً له وجرس إنذار له قبل المراحل الثلاث المصيرية التي سيخوضها قبل ختام مرحلة الذهاب، إذ يتوجب عليه مواجهة بني ياس والوحدة والنصر على التوالي، وهي مباريات من العيار الثقيل قد يرسم الفوز فيها أولى ملامح الدرع الحادية عشرة التي ينتظرها "الزعيم" بفارغ الصبر، ويرى أنه الأحق بها نظير ما يقدمه من مستوى ثابت هذا الموسم . في المقابل، كان بني ياس يعود بفوز كبير وثمين من الغربية بعدما تجاوز الظفرة 3-،1 في مباراة لم يتصورها "السماوي" بأن تكون بهذه السهولة بعدما ظهر معاناة أصحاب الأرض مع الأخطاء الدفاعية القاتلة . واللافت في المباراة هي الاستراتيجية التي اعتمدها مدرب بني ياس التشيكي جوزيف بعدما أبقى المصري محمد زيدان على مقاعد الاحتياط ولم يدفع به إلا في الدقيقة ،81 وذلك لأسباب فنية تتعلق بالمباراة ورغبته باشراك لاعبين في الأمام يجيدون الارتداد السريع مثل عدنان حسين وأحمد علي . ويقدم بني ياس كرة قدم واقعية، عبر توازن في كافة الخطوط والاعتماد كثيرا على الحضور البدني للاعبين الذين يشاركون في التشكيلة الأساسية ومدى فائدتهم للعب الجماعي، لذلك فإن اشراك نواف مبارك وأحمد علي وعدنان حسين والأسترالي نيكولاس في الوسط صب في هذا الاتجاه . وكانت قمة المرحلة هي المباراة التي جمعت الأهلي وضيفه النصر في استاد راشد وانتهت بالتعادل 2-،2 في "ديربي" حمل بصمة تكتيكية واضحة للمدربين الإسباني كيكي فلوريس والإيطالي والتر زينغا . وظهر في الديربي أن الفريقين يتجنبان الخسارة بأي ثمن، حتى ولو غالا أحياناً في الدفاع وعدم المغامرة الهجومية، وهو ما يفسر ندرة الفرص السانحة للتسجيل للطرفين مقارنة بمبارياتهما التسع السابقة هذا الموسم . كما يظهر العمل التكتيكي من خلال فرض رقابة متحركة في كل أرجاء الملعب على المهاجمين البرازيليين أدينالدو غرافيتي في الأهلي وبرونو سيزار في النصر، حتى بدوا أحياناً أنهما مجرد ضيفين على المباراة . وزاد من رتابة الديربي هجومياً، هو أن صانعي الألعاب في الفريقين التشيلي لويس خيمنيز والعراقي نشأت أكرم لم يجيدا القيام بمهتمها في التوزيع والتمريرات الحاسمة إن كان عبر الكرات القصيرة والطويلة، بعدما منعتهما التكتلات في الوسط من لعب هذا الدور . وعلى العموم خرج الأهلي والنصر بنقطة لم ترض طموحهما التنافسي بعدما ابتعد الأول بفارق 6 نقاط عن المتصدر والثاني بفارق 4 نقاط، لكن النقطة كانت أفضل من لاشيء في ظل معادلة أن اللقاء جمع فريقين قويين ومنافسين على اللقب . وفقد الجزيرة فرصة جديدة لتأكيد أنه تعافى من مرضه الفني وأنه قادر على المنافسة بعدما تعادل على أرضه مع دبي الذي أثبت بدوره أنه "الحصان الأسود" للبطولة والمفاجأة السارة لدورينا . ويقدم دبي بداية موسم هي الأفضل له منذ مشاركته في دوري الدرجة الأولى ثم المحترفين، ووصل إلى النقطة 14 التاريخية بالنسبة له بعد مرور 10 جولات فقط . والمثير في دبي أنه لايوجد نجم واحد بل يلعب كمجموعة واحدة، وإن كان الغيني سيمون علامة فارقة من خلال المجهود الخرافي الذي يقدمه في كافة جبهات الملعب . وخسر الوحدة أمام عجمان ليفقد فرصة المنافسة على اللقب حتى اشعار آخر، ان لم يكن نهائيا بالنظر إلى فارق النقاط العشر مع الصدارة والمستوى الهزيل وغير المستقر للفريق . بدوره، دخل عجمان المنطقة الدافئة بوصوله إلى النقطة ،11 وهو نفس حال الشباب الذي عاد بفوز غريب من دبا الفجيرة . وأهدر دبا الفجيرة نقطة ثمينة إن لم يكن ثلاث نقاط بعدما تقدم حتى الدقائق الأخيرة، وكان قريباً من تعزيز تقدمه لولا رعونة السوري عبدالرزاق الذي سدد كرة خارج المرمى وهو قريب منه . في المقابل، سجل الشباب هدفين من تسديدة حيدروف البعيدة و"صدفة" البرازيلي ادغار الذي وجد الكرة أمامه من دون أي رقابة ليضعها في المرمى . وبقي اتحاد كلباء كذلك في دوامة الهبوط بل زاد عليها بخسارة جديدة أمام الوصل الذي كان يحقق فوزه الأول بعد غياب طويل عن لغة الانتصارات .