تشهد أسعار مواد البناء استقرارا في أبوظبي منذ أواخر مارس حيث استقرت أسعار طن حديد التسليح عند 2450 درهما للطن وكيس الاسمنت عند 13 درهما بينما سجلت أسعار الخرسانة سابقة التجهيز زيادة محدودة بلغت 10 دراهم في سعر المتر الواحد حيث زادت من 200 درهم إلى 210 دراهم. وأرجع مقاولون استقرار أسعار مواد البناء في أبوظبي إلى محدودية الأعمال الجديدة والنشاط خلال الفترة الحالية من العام والتي تقترب من شهور الصيف كما أكدوا على أن زيادة سعر متر الخرسانة سابقة التجهيز ليست لها علاقة بحجم الأعمال بل بزيادة أسعار المحروقات عالميا. وأكد الدكتور المهندس فؤاد الجمل رئيس شركة تراست للمقاولات عضو اللجنة الفنية العليا لجمعية المقاولين في أبوظبي على أنه توجد فروق طفيفة في أسعار أنواع حديد التسليح الإماراتي والقطري والتركي وكذلك أسعار أسمنت الشركات الوطنية موضحا أن الأسعار لا تشهد تحركات فجائية بل هي ثابتة بشكل كبير منذ أكثر من أسبوعين. الشركات الكبرى وأرجع الجمل استقرار الأسعار إلى انخفاض حجم الأعمال المطروحة حاليا في أبوظبي مشيرا إلى أن الشركات شبه الحكومية تستحوذ على غالبية المشاريع الجديدة مثل شركات صروح والدار ومساندة مشيرا إلى أن شركات المقاولات المتوسطة والصغيرة تعمل من خلال هذه الشركات كما تجد لها منفذا آخر للعمل في مشاريع الفلل والبنايات السكنية التي يتم تشييدها للمواطنين. وقال الجمل: بشكل عام حالة السوق ليست نشطة والمشاريع الجديدة للشركات المتوسطة والصغرى محدودة جدا وجزء كبير من المقاولين يواجهون صعوبات بسبب وضع السوق في أبوظبي. واقترح الجمل أن تتدخل الحكومة في سوق المقاولات عبر إلزام الشركات الأجنبية الضخمة التي تستحوذ على تنفيذ المشاريع الكبرى إشراك الشركات الوطنية في تنفيذ أجزاء من مشاريعها بحيث تدب الحركة في سوق المقاولات في أبوظبي. صعوبات وأوضح عيسى العطية رئيس شركة قمراء للمقاولات أن عددا لا بأس به من المقاولين خرجوا من السوق بسبب حالته الراهنة مشيرا إلى أن حجم الأعمال في السوق محدود. وشدد على أن الشركات المتوسطة والصغيرة تواجه صعوبات حقيقية قد تعرض العديد منها للخروج من السوق مشيرا إلى أن تداعيات الأزمة المالية العالمية 2008 مازالت تضرب بالسوق بشكل واضح حيث قل عدد المشاريع مقارنة بما قبل عام 2008 كما أن عدد الشركات المتنافسة على المشاريع قد تضاعف بشكل كبير. ونوه إلى أن استقرار أسعار مواد البناء يرجع إلى ان المشاريع المطروحة للتنفيذ محدودة موضحا أن الأسعار استقرت على مستويات مرتفعة حيث ارتفع سعر طن حديد التسليح خلال الشهرين الماضيين ليصل إلى 2450 درهما كما استقر سعر كيس الاسمنت زنة 50 كيلو مترا عند 13 درهما بينما ارتفع سعر متر الخرسانة سابقة التجهيز من 200 درهم إلى 210. وأرجع العطية ارتفاع أسعار متر الخرسانة سابقة التجهيز إلى ارتفاع أسعار المحروقات عالميا. وتوقع العطية ألا يشهد السوق في أبوظبي ارتفاعات مفاجئة في أسعار مواد البناء خلال الشهور المقبلة مشيرا إلى أن حجم الأعمال يتراجع بشكل واضح خلال شهور الصيف ثم تعود حركة النشاط مرة أخرى مع بداية سبتمبر المقبل.