عواصم - وكالات: عبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس عن قلقه من تصاعد التوتر في شبه الجزيرة الكورية وقال إن نشوب صراع فيها قد يسبب دمارا يفوق كارثة تشرنوبيل النووية عام 1986. وقال بوتين في مؤتمر صحفي مشترك مع المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل خلال زيارة لمعرض تجاري في ألمانيا "لن أخفي قولا بهذا الشأن.. نحن قلقون بسبب التصعيد في شبه الجزيرة الكورية لأننا جيران. "وإذا وقع أمر لا سمح الله فإن كارثة تشرنوبيل التي نعلم جميعا الكثير عنها قد تبدو كقصة للأطفال مقارنة به.. هل يوجد مثل هذا التهديد أم لا؟ أعتقد أن هناك تهديدا". ووقعت كارثة تشرنوبيل في أوكرانيا في أبريل عام 1986 لتصبح أسوأ كارثة نووية في التاريخ عندما انفجر أحد المفاعلات خلال تجربة على السلامة. وتلوثت بالإشعاع مناطق شاسعة في أوكرانيا وروسيا البيضاء وروسيا المجاورتين. وانتشر الغبار المشع أيضا في أنحاء بغرب أوروبا. وحث بوتين ولبلاده حدود مشتركة مع كوريا الشمالية كل أطراف الأزمة الكورية على التصرف بهدوء ومساندة التوصل لحل دبلوماسي "للمشاكل التي تراكمت لسنوات عديدة." وأثنى بوتين أيضا على قرار اتخذته الولاياتالمتحدة مطلع الأسبوع بتأجيل تجربة مقررة لإطلاق صاروخ في إطار الجهود لتخفيف التوتر في شبه الجزيرة الكورية. وقال بوتين "أعتقد أننا جميعا يجب أن نشكر القيادة الأمريكية على هذه الخطوة. أتمنى أن يلاحظها شركاؤنا في كوريا الشمالية وأن تستخلص منها نتائج معينة وأن يهدأ الجميع ويبدأ العمل المشترك لتهدئة الموقف. "وفي نفس المؤتمر الصحفي قالت ميركل إن كوريا الشمالية عليها أن توقف "الاستفزازات". إلى ذلك قالت متحدثة باسم القوات الأمريكية في كوريا الجنوبية إن الجنرال جيمس تورمان قائد القوات الأمريكية في كوريا الجنوبية ألغى زيارة كانت مقررة لواشنطن هذا الأسبوع بسبب التوترات مع كوريا الشمالية. وكان من المقرر أن يدلي تورمان بشهادته أمام ثلاث لجان بالكونجرس حيث كان من المتوقع أن يناقش الرد الأمريكي على تهديدات بيونجيانج. وقالت الكولونيل آمي هانا المتحدثة باسم القوات الأمريكية في كوريا الجنوبية في رسالة عبر البريد الإلكتروني "في ضوء الوضع الحالي سيبقى الكولونيل تورمان في سول الأسبوع المقبل كإجراء احتياطي". وهذه الخطوة أحدث إظهار للحذر والقلق من جانب الولاياتالمتحدة بعد أكثر من شهر من البيانات الكورية الشمالية التي تضمنت تهديدات بشن هجوم نووي على الولاياتالمتحدة والدخول في حرب مع سيول. وعدلت الولاياتالمتحدة بالفعل خططها للدفاع الصاروخي للاسكا وتقوم بنشر نظام دفاعي صاروخي في جوام وهي أرض أمريكية تقع في المحيط الهادي. وأعلنت بيونج يانج أمس سحب 53 ألفا من مواطنيها الموظفين في مجمع كيسونغ الصناعي المشترك بين الكوريتين، في خطوة زادت من حدة التوتر في شبه الجزيرة، ووسط تصريحات متناقضة أدلت بها سيول حول احتمال وقوع تجربة نووية جديدة في كوريا الشمالية. وأعلن كيم يانغ غون المسؤول الكبير في الحزب الشيوعي في بيان بثته وكالة الأنباء الكورية الشمالية "سنسحب كل موظفينا من منطقة" كيسونغ. وأضاف أن بيونغ يانغ ستعلق "مؤقتا نشاطات" هذا الموقع الصناعي الذي يقع على مسافة عشرة كلم من الحدود داخل أراضي كوريا الشمالية و"سندرس مسألة" مواصلة نشاطاته أو غلقه. وحذر كيم يانغ غون من أن "تطور الوضع خلال الأيام القليلة القادمة مرهون تماما بموقف السلطات الكورية الجنوبية". وردت سيول بشدة على إعلان بيونغ يانغ فأعلنت وزارة التوحيد الكورية الجنوبية أن "قرار كوريا الشمالية الأحادي الجانب تطبيق هذا القرار لا يمكن تبريره بأي شكل من الأشكال وستكون كوريا الشمالية مسؤولة عن كل انعكاساته. وفي سيول توالت التصريحات المتناقضة صباح الاثنين حول تجربة نووية قالت إنها وشيكة في كوريا الشمالية بعد أقل من شهرين على التجربة الثالثة. وأعلن الوزير الكوري الجنوبي لإعادة التوحيد ريو كيل-جاي أن هناك "مؤشرات" في كوريا الشمالية تدل على نشاط غير اعتيادي في محيط موقعها الرئيسي للتجارب النووية، مؤكدا بذلك معلومات صحافية وردت من قبل. وكتبت صحيفة جونغ انغ ايلبو نقلا عن مصدر رسمي كوري جنوبي أن هذه التحركات في موقع بونغيي-ري مماثلة لتلك التي رصدت قبل التجربة النووية الثالثة التي أجرتها كوريا الشمالية في 12 فبراير وأدت إلى فرض مجلس الأمن الدولي عقوبات إضافية عليها وإلى زيادة التوتر في شبه الجزيرة الكورية. وقال المصدر "إننا نراقب عن كثب الوضع الذي يشبه إلى حد كبير ما رأيناه قبل التجربة الثالثة". لكن تصريحات رسمية أتت بعد ذلك تقلل من تلك الإعلانات وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الكورية الجنوبية كيم مين سيوك إن "هناك نشاطات" في موقع بونغيي-ري و"يبدو أنها نشاطات روتينية"، بينما قالت وزارة التوحيد إن تجربة نووية تبدو "وشيكة".