وهو أمر يعني وجود مشكلة خطيرة وممتدة تتعلق بعدم الاهتمام بالعنصر البشري بداية منذ اختياره للعمل في هيئة السكك الحديدية ومدي مطابقته لشروط الوظيفة التي سيعين بها, ومرورا بالدورات التدريبية التي يحصل عليها لتطوير مهاراته طوال فترة عمله, وانتهاء بجدية مراقبته للتأكد من مدي التزامه بأداء عمله كما ينبغي وذلك من جانب المستويات الاشرافية المتعددة في الهيئة. ولذلك فإن حادث أسيوط المأساوي الذي أطاح بعشرات التلاميذ أمس وغطت دماؤهم القضبان لن يكون الأخير, مثلما لم يكن الأول, وتاريخ حوادث القطارات في مصر خلال السنوات الأخيرة يؤكد ذلك, من حادث احتراق قطار أمام قرية كفر عمار بالعياط عام2002 الذي أطاح وقتها بوزير النقل الدكتور إبراهيم الدميري إلي حادث تصادم قطارين أمام قرية الرقة بالعياط عام9002 الذي أطاح بالوزير محمد لطفي منصور, وكلها كانت نتيجة اخطاء بشرية. والحل يكمن في ضرورة اهتمام المسئولين عن وزارة النقل وهيئة السكك الحديدية بالعنصر البشري الاهتمام الأمثل, بداية من خفراء المزلقان وحتي سائقي القطارات وصولا إلي الفنيين والمهندسين والمستويات الإدارية المختلفة حتي رئيس الهيئة. وذلك بالاهتمام بعمليات التدريب المستمر والتأكد من مدي الصلاحية للعمل, وتفعيل عمليات الإشراف والمراقبة وسرعة ميكنة العمليات الفنية في السكك الحديدية بقدر الإمكان لتجنب الاعتماد الكامل علي العنصر البشري. هذا هو الطريق الصحيح للتخلص من معظم حوادث القطارات التي باتت تحصد أرواح المصريين بأعداد كبيرة كل عام.. ونحن لا نتعلم الدرس من كل حادث يقع.. فيتكرر مرة أخري.