فهناك عامل المزلقان وهو بالطبع غير متعلم وهو بالطبع أيضا بدرجة خفير بدون تأهيل أو تدريب أو حتي توعية شفهية يتولي العمل علي الشادوف وهذا الشادوف عبارة عن حديدة طويلة بزراع تغلق يدويا وحسب حصافة هذا العامل وقدراته الذهنية والجسدية وعمره الذي عادة مايكون في أواخره ومع هذه العملية الروتينية تتداخل عوامل أخري منها عامل السيمافور فاتح الاشارات والتحويلة الذي تلتبس عليه حتما مواعيد القطارات مع السهو ومشكلات الحياة فهناك قطار كل ربع ساعة أو نصف ساعة قادم أو راحل ربما بحياة الناس في لحظة من الضعف الذهني. وفي غيبة الرقابة الدائمة عليه وعلي عامل الشادوف تقع حادثة ومائة حادثة أخري. لا أحد يتخيل أن تدار خطوط القطارات بهذا الشكل البدائي دون ميكنة مثلما يحدث في خط المترو الذي يديره جهاز الكمبيوتر لذلك يستحيل حدوث صدام بين القطارات المتعاقبة كل3 5 دقائق علي مدي وقت التشغيل منذ الخامسة فجرا وحتي الواحدة من صباح اليوم التالي بما يشبه الجنون في حساباتنا البدائية ويكتفي بخبيرين أو3 خبراء لمراقبة الكمبيوتر والحركة من حيث الأداء والكهرباء فلا نجد مدير محطة يصفر لخروج أو دخول القطار ولكنها التكنولوجيا في مقابل ثقافة الشادوف التي مازالت تسيطر علي كل مفاهيمنا في الأداء والعمل وحتي في المنافسة الدولية الغائبة عنا فإذا عددنا درجة الاهمال ومسئوليه في هيئة السكة الحديد فإننا نجد المسئول عن الحادث6 أجهزة رقابة علي عامل التحويلة والشادوف أو المزلقان وهم الرئيس المباشر ووزارة الداخلية وهندسة الحركة ورئيس القسم ومهندس المنطقة والملاحظ لو كان هؤلاء يقومون بعملهم ماحدثت المأساة التي ندفع ثمنها الآن.. أقول: إذا كان هناك نحو1200 شادوف رسمي ومثلها غير رسمي يعبره الناس بلا رقابة فإننا نحتاج الآن لمواجهة هذه الثقافة البدائية بأجهزة حديثة تغلق أوتوماتيكيا وتكشف حركات القطارات وتشغيل المزلقانات ذهابا وعودة وتسهل تحديد السيد المسئول عن مصائبنا شبه اليومية.