قتل 57 شخصاً بين مدنيين ومقاتلين وجنود في مجزرة خلال عملية اقتحام نفذتها قوات النظام السوري في بلدتين بمحافظة درعا، وفيما اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش، الطيران السوري بقصف المخابز والمستشفيات واهداف مدنية اخرى، ما تسبب بوقوع آلاف القتلى، في غارات وصفتها ب«جرائم ضد الإنسانية»، أعربت مجموعة الثماني عن صدمتها لعدد القتلى في سورية، الذين قدرتهم الاممالمتحدة ب70 الفا. وتفصيلاً، قال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان، رامي عبدالرحمن، في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس، إن «57 شخصاً قتلوا، بينهم ستة دون سن ال18 عاماً وسبع نساء، في عملية اقتحام للقوات النظامية نفذتها أول من أمس في بلدتي الصنمين وغباغب في محافظة درعا». وأوضح أن القتلى الآخرين هم تسعة جنود نظاميين و16 مقاتلاً معارضاً. وقال عبدالرحمن إن العملية بدأت بانشقاق 10 عساكر ليل الثلاثاء من مركز عسكري قريب، والاشتباه بفرارهم الى الصنمين وغباغب، ما دفع القوات النظامية الى اقتحام البلدتين. وتخللت الاقتحام اشتباكات عنيفة، واشار المرصد الى ان القتلى سقطوا في اطلاق رصاص وقصف واعدام ميداني واشتباكات بين القوات النظامية السورية ومقاتلين من الكتائب المقاتلة، كما اسفر القصف عن تهدم واحراق اكثر من 30 منزلاً. ورأى المرصد ان العملية تشكل مجزرة جديدة يرتكبها النظام في ظل صمت المجتمع الدولي. من جهتها، اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش للدفاع عن حقوق الانسان، الطيران السوري بقصف المخابز والمستشفيات واهداف مدنية اخرى، ما تسبب بوقوع الاف القتلى، داعية الى وقف هذه الغارات التي وصفتها ب«جرائم ضد الانسانية». وأكدت المنظمة ان الغارات الجوية الحكومية التي قتلت مدنيين بشكل عشوائي ودون تمييز، تندرج على ما يبدو في اطار هجمات واسعة ومنهجية ضد المدنيين سبق ل«هيومن رايتس ووتش» ان صنفتها جرائم ضد الانسانية. وقالت المنظمة، التي تتخذ من نيويورك مقراً، في تقرير بعنوان «الموت القادم من السماء»، إن الاشخاص الذين يرتكبون بشكل متعمد انتهاكات خطيرة لقوانين الحرب مسؤولون عن ارتكاب جرائم حرب. واستناداً الى تحقيق ميداني اجرته المنظمة في مناطق يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في ثلاث محافظات سورية، اشارت الى قصف اربعة مخابز ومستشفيين واهداف مدنية اخرى، موضحة ان مستشفى الشفاء في مدينة ادلب (شمال غرب) تعرض وحده لاربع غارات. وقال الباحث في قسم الحالات الطارئة في المنظمة، اولي سولفانغ: «من قرية الى قرية وجدنا شعباً مرعوباً من السلاح الجوي التابع لبلاده». واضاف «هذه الغارات غير القانونية تقتل وتجرح الكثير من المدنيين، وتزرع الدمار والرعب وتهجر السكان». ونقلت المنظمة عن ناشطين ان الغارات الجوية قتلت اكثر من 4300 مدني في كل سورية منذ يوليو 2012، تاريخ بدء هجمات الطيران. وتحدثت المنظمة عن استخدام ذخيرة ذات قدرة تفجيرية كبيرة قادرة على هدم منازل عدة في هجوم واحد. وقال مواطن من إعزاز (شمال) لمنظمة هيومن رايس ووتش إن ما لا يقل عن 12 شخصاً من عائلته قتلوا في غارة واحدة على منزلهم في 15 اغسطس الماضي. وقال الرجل الذي قدم نفسه باسم أحمد: «دفنت 12 فرداً من عائلتي، بينهم والدي ووالدتي وشقيقتي وزوجة شقيقي». وتابع «شقيقي وليد تمزقت جثته ارباً ولم اتعرف اليه على الفور. دفنا اطفال شقيقي ايضاً. كان اصغرهم بعمر 40 يوماً». وقالت المنظمة ايضاً ان احدى القنابل التي اسقطت على إعزاز كانت قنبلة انشطارية، وصل شعاع الاضرار التي تسببت فيها الى 155 متراً. واشارت الى ان الجيش السوري استخدم ايضا انواعاً اخرى من الذخيرة، مثل القنابل العنقودية والصواريخ البالستية والاسلحة الحارقة. ودعت «هيومن رايتس ووتش» المجتمع الدولي الى المساعدة على وضع حد لاعمال العنف التي تحصل في سورية. وجاء في التقرير «نظراً الى الادلة المتراكمة التي تم الحصول عليها حول ارتكاب الحكومة السورية لجرائم ضد الانسانية، تدعو منظمة هيومن رايتس ووتش الحكومات والشركات الى وقف تزويد سورية بالاسلحة والذخائر والمعدات، حتى توقف الحكومة ارتكاب مثل هذه الجرائم». وفي لندن أعرب وزراء خارجية مجموعة الثماني الذين اجتمعوا امس في العاصمة البريطانية عن صدمتهم لعدد القتلى في سورية، والذين قدرتهم الاممالمتحدة ب70 الفا، داعين كل الدول الى زيادة مساعدتها للشعب السوري. وقال الوزراء في بيانهم الختامي انهم «مصدومون لمقتل اكثر من 70 الف شخص في النزاع (السوري)، فضلاً عن وجود اكثر من مليون لاجئ سوري». ودعوا كل الدول الى ان تتجاوب قدر الامكان مع طلبات مساعدة سورية من جانب الاممالمتحدة. وكان ممثل (الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية) في لندن، وليد سفور، قد قال إن وفد الائتلاف غادر العاصمة البريطانية، بعد أن أجرى محادثات وصفها بالبنّاءة على هامش اجتماعات وزراء خارجية مجموعة الدول الصناعية الثماني الكبرى. وقال سفور ل«يونايتد برس إنترناشونال»، إن وفد الائتلاف المعارض التقى وزير الخارجية البريطانية، وليام هيغ، في جو إيجابي جداً عكس خلاله الأخير موقف حكومة بلاده المؤيد لمطالب الثورة السورية في إحداث التغيير، وطرح استفسارات كثيرة بشأن ما يتردد في الشارع السوري حيال وحدة المعارضة، وانتشار الفئات المتطرفة، وقدرة الحكومة المؤقتة على بسط سيطرتها على الأوضاع في المناطق المحررة من سورية. وأضاف أن وفد الائتلاف «عقد أيضاً اجتماعاً مع وفد ضم 35 دبلوماسياً عربياً وأجنبياً يعملون في لندن، وأجاب بشكل صريح وواضح على جميع استفساراتهم بشأن الأوضاع في سورية، قوبل بارتياح كبير من قبل هؤلاء الدبلوماسيين». وحول عدم مشاركة الرئيس المستقيل للائتلاف السوري المعارض، أحمد معاذ الخطيب، في الوفد، قال سفّور إن الخطيب كان مدعواً، وكذلك رئيس هيئة الأركان في الجيش السوري الحر العميد سليم إدريس، لكنهما لم يتمكنا من المجيء إلى لندن لأسباب تقنية.