الأمير بندر بن سلمان في افتتاح لقاء المحكمين الخليجيين في مسقط: عبدالرحمن الشمراني (الرياض) أكد صاحب السمو الأمير الدكتور بندر بن سلمان بن محمد مستشار خادم الحرمين الشريفين ورئيس فريق التحكيم السعودي والرئيس الفخري لمركز التحكيم التجاري لدول مجلس التعاون أن النظام في الشريعة الإسلامية يتشابه مع القوانين الأخرى بما يزيد على (90 في المئة) من واقع الدراسات فكانت المفاجأة كبيرة على فقهاء القانون وشراحه.وقال الأمير بندر بن سلمان في كلمته في افتتاح اللقاء العاشر للمحامين والمحكمين لدول مجلس التعاون الخليجي الذي افتتح الثلاثاء الماضي في العاصمة العمانيةمسقط تحت عنوان (نحو دعم وسيادة القانون)، بحضور وزير العدل العماني الشيخ عبدالملك بن عبدالله الخليلي (تركيز وسائل الإعلام على تلك الاختلافات أعطت انطباعا للآخرين بأن الفارق كبير بين النظام في الشريعة الإسلامية والقوانين الأخرى، ولهذا يجب على الجميع الدفاع عن أنظمتنا وقوانيننا باعتبار أنها أفضل من الأنظمة الأخرى لما تتميز به من مرونة قادرة على التكيف على اختلاف الأماكن والعصور، هذا هو شرع الله الذي أنعم علينا به وجعله للناس كافة في العالم أجمع).وأوضح الأمير بندر بن سلمان أن لقاء المحامين والمحكمين في دول الخليج العربي ينبثق من أواصر المحبة والإخاء والترابط بين هذه الدول التي يجمعها الدين واللغة والمصاهرة والعادات والتقاليد والمصير المشترك إن شاء الله.وقال (لقد تعلمنا من قادة دولنا الخليجية أن نكون يدا واحدة، وبها تكون لنا العزة والأنفة والسؤدد والريادة في شتى الميادين)، مؤكدا أن الله من علينا بالأمن والاستقرار وازدهار الاقتصاد في دولنا الخليجية وذلك نتيجة لتمسكها بعقيدتها وتلاحم شعوبها مع قادتها وتميزها بأنظمتها الإسلامية العادلة وسيادة القانون.كما خاطب المحكمين والمحامين قائلا (على عاتقكم دور كبير ومهم في قول كلمة الحق والحكم به وإعطاء الاستشارات الصحيحة والدفاع عن كل ذي حق وتسخير قدراتكم لخدمة دينكم ووطنكم ومن لجأ إليكم بعد الله يطلب النصرة ومساعدته على اقتضاء حقه من خلالكم). واعتبر سموه التحكيم رافدا من روافد القضاء وليس منافسا له بل سند له يعطى الأطراف حرية في اختيار المحكمين ومراكز التحكيم والقانون الواجب التطبيق، ويتمتع التحكيم بالسرية والسرعة ولذلك أقرته دول العالم كافة كل حسب نظامه وثقافته.وقال الأمير بندر بن سلمان (إن سيادة القانون الذي لا يتعارض مع الشريعة الإسلامية هو سر النجاح الذي تتطلع له الأمم والشعوب وبقاؤها واستقرارها وازدهارها، إن أعظم الحضارات في العالم وصلت إلى ما وصلت إليه بسيادة القانون إذ بدونه تعم الفوضى ولغة القوة وشتات المجتمعات والصراعات، مشيرا إلى أن النظام الإسلامي أثبت للعالم بأسره قدرته على التعامل مع الأنظمة العالمية والقانون الدولي والتطورات الحديثة والتعاملات التقليدية، بل الإلكترونية وحفظ حقوق الإنسان، بل والحيوان والبيئة في وقت السلم والحرب والحياد).كما أشاد بما توليه حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين والنائب الثاني من دعم لجميع القطاعات ومنها التحكيم والمحاماة (مايحظى به مرفق القضاء جدير بالشكر والعرفان، وكذلك قادة دول مجلس التعاون الخليجي الذين يسعون لازدهار أوطانهم) مقدما شكره وتقديره إلى حكومة سلطنة عمان وعلى رأسها جلالة السلطان قابوس بن سعيد على حسن الاستقبال وكرم الضيافة وحسن الوفادة. كما شكر الشيخ عبدالملك الخليلي وزير العدل لرعايته اللقاء وحضوره، وجمعية المحامين والغرفة التجارية في عمان، وشكر أحمد نجم الأمين العام لمركز التحكيم الخليجي الذي يسعى إلى جمع كلمة الخليجيين في مجال التحكيم والمحاماة وأعضاء المركز والعاملين فيه (أتمنى لكم لقاء موفقا وناجحا ومباركا وأن نستفيد من تجارب بعضكم البعض خلال هذه الندوة).