بعد زيارتي لتركيا كما ذكرت في مقالة سابقة -ضمن مجموعة تربوية- خلال إجازة منتصف الفصل ورؤيتنا ومعايشتنا لنخبة من التربويين ورجال الأعمال الداعمين للتعليم، أقول وبكل صراحة وصدق: إننا كمجموعة تعلّمنا من هذه النخبة كيف يكون الصدق والإخلاص والعمل الجاد المنظم الهادف لتحقيق رؤى كبيرة، وكيف يمكن للمسلم أن يصل إلى الأفضل في كل مجال. كما أتيحت لنا الفرصة لنتعرَّف على المكانة الحقيقية والتقدير الذي يكنه هؤلاء لنا خاصة أهل المدينةالمنورة، وقد كنتُ من قبل اسمع عن ذلك، لكننا في هذه الزيارة عشنا أكثر من موقف معهم تأكدنا من ذلك، إذ كانوا يسارعون إلى تقبيل رؤوسنا وأيدينا ومنهم الكبار في السن والمقام والمكانة، وكم كانت فرحتهم بنا وتكريمهم لنا خاصة عندما استضافنا أحد رجال الأعمال الذي كان يقوم بخدمتنا بنفسه، ناهيك عن أهل بيته الذين تفانوا في تقديم أفضل ما لديهم من طعام وشراب وضيافة تكريمًا للمدينة المنورة وحبهم لها وتعظيما لمقام النبي الكريم عليه الصلاة والسلام وصحابته الأبرار رضوان الله عليهم. ومن الأشياء التي عرفتها من خلال هذه الزيارة بعض جوانب الخلل الذي تسرب إلى بعض الدعاة في مجتمعنا، نتيجة الرخاء والانشغال بقضايا المعيشة وكسب المال، أو قضاء أوقاتهم في حوارات وجدال عقيم حول قضايا قديمة أو تضخيم صغار الأمور على حساب قضايا الأمة الكبيرة وقضايا المجتمع الحساسة، مما أصاب بعضهم بالترهل الدعوي، والأدهى من كل ذلك ابتلاء بعضهم بالتعالي والتعالم مع قلة بضاعته في العمل الدعوي الحقيقي والعملي والمتطور، وفي المقابل ومن خلال ما رأيناه ولمسناه من الاخوة الأتراك الذين أثبتوا لنا كيف يكون العمل الدعوي المناسب للعصر ولغته وأدواته، مع الاحتفاظ بالأصالة والتمسك بالدين والتشبث بالسنن والفرائض معًا، والحرص في تربية النشء على تعظيم كتاب الله وحفظه وفهمه والاعتزاز بتاريخ الأمة والعمل بجد وإخلاص فيما يعود على بلادهم وأهليهم وأمتهم بكل خير!! أخيرًا أوجه ندائي لكل من يهمه أمر الإسلام من أبناء الأمة الإسلامية وأقول لهم: أرجوكم استيقظوا لما يحاك ضد أمتنا الإسلامية، فالعالم متغير بل قد تغير، وكثير منا لا يزال يعيش في عالم آخر، رغم ضخامة الأحداث التي قلبت الطاولة على مستوى المنطقة والعالم كله، وأُطالبكم من هذا المنبر بالعمل الجاد لمصلحة ديننا وأمتنا الإسلامية، وأن تعووا ما يحاك ضد كل واحد منكم وضد بلادكم وأمتكم من مؤامرات لإشغالكم عن مهمتكم الدعوية والتربوية ومحاولات إشغالكم عن القضايا الكبرى ومشكلات واحتياجات أمتكم الإسلامية، وقد التأم جمع الأعداء على القصعة منذ عقود ليقضوا على الأخضر واليابس، فهل نستيقظ؟! [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (66) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain