لعل أجمل الأعياد وأجلها بعد تفكير في مسيرة البشرية والحضارة الإنسانية هو عيد المعلم فهو بالاسم والفعل يحكي حكاية التكوين، تكوين العقل والفكر والحضارة.. ولأن أعياد الكون مواسم ابتسامات وحكايات أفراح وقصائد حروفها توحي بالتقديس والإجلال.. تجولنا في ربوع الحالمة لمشاركة المعلمين عيدهم وأخذ انطباعاتهم بمناسبة زادتهم تشريفاً وتعظيماً.صدق التوجه البداية كانت مع الدكتور محمد سعيد الحاج نائب عميد كلية التربية جامعة تعز الذي أبدى إعجابه بالفعاليات التي تقام احتفاءً بالمعلم، باعتباره المحور الرئيسي في العملية التعليمية وتكريمه يعد تكريماً للعلم، وعبر الحاج عن سروره أكثر بالحضور الرسمي والشعبي الذي تخلل تلك الاحتفالات، وهذا إن دل فإنما يدل على صدق التوجه نحو الاهتمام بالعملية التعليمية. كما أفصح الحاج عن أمله بأن يتم تنفيذ المرحلة الثالثة من الاستراتيجية العامة للأجور خاصة مع هذا الغلاء المتفشي.. وأن يتم ذلك تزامناً مع الاحتفالات التي تقام في كل المحافظات تكريماً للمعلم، فإعطاء المعلم حقوقه خير تكريم وتقدير لجهوده. تكريم للمصنع من جهته الأستاذ مروان عبدالنور الشميري مدير إدارة التربية والتعليم، مديرية صالة عبر عن سعادته بهذه المناسبة فتكريم المعلم تكريم للمصنع الذي يصنع العقول ويربي أجيال المستقبل.. فالمعلم يعد المرتكز الأساسي في تقديم الشعوب ورقيها، وبإشراف المعلم وكفاحه الطويل تجني الشعوب والدول الثمار في كل المجالات، فهو المعد الوحيد للمهندس والطبيب والقائد.. الخ. وأضاف الشميري: نحن نقف بإجلال في عيدك أيها المعلم، رافعين الرؤوس لأنك علمتنا دائماً أن نكون رافعي الرؤوس، واسمح لنا في عيدك أن نحيي في شخصك كل من يبني ويعطي ويرفع راية الأمة وراية الوطن، وراية الإنسان وكل من ينير شمعة بدلاً عن أن يلعن الظلام. وأردف الشميري:إن المعلمين يحتلون مواقع الصدارة في كل شيء فبهم تترسخ مبادىء وقيم الولاء والانتماء لهذا الوطن الذي أعطانا الكثير وحث الشميري المعلمين على أداء رسالتهم والاضطلاع بمسئولياتهم تجاه إعداد أجيال واعدة بالخير لهذا الوطن في مختلف المجالات. وأكد الشميري ضرورة أن يكون المعلمون عند مستوى المسئولية الملقاة على عاتقهم، والعمل بإخلاص وتفان في أداء رسالتهم السامية التي هي أعظم رسالة بعد رسالة الأنبياء.. مضيفاً: أن نجاح أي إنسان من أبناء الوطن هو ثمرة من ثمار جهود المعلم الذي هو أساس بناء الإنسان. الوارث الحقيقي الشيخ عبدالحميد الطيب تربوي قديم قال: يكفي فخراً أن الله رب العالمين فضل العالم على الجاهل، وكذلك رسوله صلى الله عليه وسلم حينما حصر مهمته بقوله: “إنما بعثت معلماً”.. ويضيف الشيخ عبدالحميد: التعلم أساس تقدم الشعوب، وبقدر العلم يكون الوعي، ويكون التقدم، وبقدر استشعار الأمانة والإخلاص لله يكون العطاء وتكون الثمرة.. ويهنئ الشيخ عبدالحميد المعلم.. لأنه الوارث الحقيقي للرسول صلى الله عليه وسلم حينما قال: العلماء ورثة الأنبياء.. وختم الشيخ عبدالحميد حديثه بهذه الأبيات الشعرية التي جادت بها قريحته بهذه المناسبة العظيمة. أهدي تحياتي لكل معلم في عيده ويومه المبتسم هو مانح أغلى الهبات لمن يرى في العلم والتثقيف أعظم مغنم هو منقذ الجهلاء من آفاتهم والجهل ينفث سمه كالأرقم هو راهب للعلم في محرابه متجرد لله شأن المحرم هو لسان الشعب مرشد جيله والمنقذ في الموقف المتأزم ومدافع عن وحدة الشعب إذا لعب الهوى بالجاهل المتوهم وهو الذي يدعو لوحدة صفه يزن الأمور بكل رأي محكم هو للشعوب يمينها وسلاحها وسبيل نعمتها وإن لم تنعم إن المعلم شعلة قدسية تهدي العقول إلى السبيل الأقوم ما أشرقت في الكون أي حضارة إلا وكانت من ضياء معلم أكرم به وجهاده ونضاله أكرم بمن صنع الرجال وأعظم عطاء بلا حدود يقول الأستاذ محمود عبدالوهاب مستشار في مكتب التربية: إن عيد المعلم مناسبة ملائمة لنقول لكل معلم: أيها المعلم أنت الحياة كلها وأنت الوطن.. أنت القصيدة التي تنحني لها الجباه وأنت أغنية العطاء، أنت الرمز والمثل والأمل في بناء جيل واعٍ مؤمن بقضايا أمته، أنت فوق اللغات وفوق العطاء, لأن عطاءك لا يضاهيه عطاء، ومهما بجلناك واحترمناك نرى أنفسنا عاجزين عن إيفائك حقك، وكلماتنا قاصرة في مكافأتك عن عملك ولكنك علمتنا أن المعطي والمضحي لا يطلب جزاءً ولا ثواباً على عطائه لأنه يعطي للعطاء. حجر الزاوية قائد أحمد شمسان مدرس قال: المعلم هو حجر الزاوية في بناء الأجيال والاحتفال بيوم المعلم وتكريم المبرزين منهم هو تكريم للمعلم.. وأضاف قائد: إن تكريم المعلم لا يكون إلا حينما تتم المعرفة والوعي عند المجتمع بقيمة العلم والمعلم وهذا ماهو ملموس في مجتمعنا اليمني.. وعبر شمسان عن سعادته بهذه المناسبة مع رجاء بأن يعطي المعلم حقه مادياً ومعنوياً حتى يعطي بسخاء وتكون الثمرة يانعة يجنيها الجميع دون استثناء.