يزور الرئيس السوداني عمر حسن البشير جنوب السودان اليوم، للمرة الأولى منذ انفصال الجنوب، وهي زيارة تثير آمالا بأن يتخذ الخصمان السابقان خطوات لإقامة تعايش سلمي. واتفق البلدان في مارس على استنئاف تدفقات النفط عبر الحدود واتخاذ خطوات لنزع فتيل التوتر الذي خيم على العلاقات بينهما منذ أن استقل جنوب السودان في يوليو 2011 في أعقاب اتفاقية أنهت حربا أهلية استمرت عقودا. لكنهما لم يتوصلا بعد إلى اتفاق بشأن النزاع على أبيي ومناطق أخرى على حدودهما المتنازع عليها والتي تمتد لمسافة 2000 كيلومتر. وكان البشير خطط للسفر إلى جوبا قبل عام لكنه ألغى الزيارة عندما تفجر قتال على الحدود بين البلدين كاد أن يتحول إلى حرب شاملة. وقال وزير الإعلام في جنوب السودان بارنابا ماريال بنجامين، إن البشير -الذي سيرافقه وفد كبير- سيناقش مع نظيره الجنوبي سلفا كير اتفاقات نفطية وأمنية والتجارة عبر الحدود وأيضا النزاعات الباقية على مناطق بما في ذلك منطقة أبيي. وترك انفصال جنوب السودان قائمة طويلة من النزاعات بلا تسوية ومنها مناطق متنازع عليها وقيمة الرسوم التي ينبغي أن يدفعها جنوب السودان -الذي ليس له منفذ بحري- مقابل تصدير نفطه عبر أراضي السودان. وكان أحدث بلد في أفريقيا قد أوقف انتاجه النفطي بالكامل والبالغ 350 ألف برميل يوميا في يناير من العام الماضي في ذرة النزاع حول رسوم استخدام خط الأنابيب، وهو توقف ألحق ضررا باقتصاد كل من البلدين. واتفق الجانبان فيما بعد على استئناف شحنات النفط ومنح الإقامة لمواطني كل من البلدين في البلد الآخر وزيادة حجم التجارة عبر الحدود وتشجيع توثيق التعاون بين مصرفيهما المركزيين. واستأنف جنوب السودان الأسبوع الماضي انتاجه النفطي ومن المتوقع أن تصل أول شحنة من الخام إلى مرفأ التصدير في ميناء بورسودان السوداني على البحر الأحمر بحلول نهاية مايو. وسحب البلدان أيضا قواتهما من مناطق الحدود وفقا لاتفاق تم التوصل إليه بوساطة الاتحاد الأفريقي في سبتمبر. والزيارة السابقة للبشير إلى جوبا كانت في التاسع من يوليو 2011 لحضور الاحتفالات بالانفصال الرسمي لجنوب السودان. وقتل حوالي مليوني شخص في الحرب بين شمال وجنوب السودان، والتي أذكتها انقسامات بشأن الدين والنفط والعرق والايديولوجية، وانتهت في 2005 باتفاقية مهدت الطريق إلى انفصال الجنوب. المصدر : الإمارات اليوم الإماراتية للأخبار العاجلة أضف الإماراتية بالبلاك بيري PIN:29B53A9E