حاتم جمال الدين الغموض يحيط بمصير مهرجان القاهرة للإذاعة والتليفزيون، فى ضوء التصريحات الاخيرة التى أدلى بها د.ابراهيم أبوذكرى رئيس اتحاد المنتجين العرب، والتى أكد فيها أن مونديال الدراما العربية الذى ينظمه الاتحاد بالتعاون مع وزارة الإعلام ليس بديلا عن مهرجان الإذاعة والتليفزيون، ولكن لم يخرج علينا أحد من المسئولين فى ماسبيرو ليقول لنا إن كانت الوزارة التى يضم هيكلها إدارة مركزية للمهرجانات يراسها وكيل وزارة، ستستأنف هذا النشاط الذى يمثل نقطة تلاقى مع المبدعين العرب فى مجالات الإعلام المختلفة، أم أنها ستوكل هذا النشاط لمؤسسات خاصة وتكتفى بدور الداعم الرسمى وفق الرؤية التى طرحها أنس الفقى وزير الإعلام فى آخر وزارات الحزب الوطنى النحل. وكان الفقى قد اعلن فى آخر دورات المهرجان المتجمد عن نيته لتفكيك المهرجان إلى عدد من المهرجانات المتخصصة، والتى ستوزع على مدار العام، ليخلص المهرجان من حالة التكدس التى يعانى منها، سواء فى أقسام المهرجان ولجان تحكيمه وعدد الجوائز، والنشطة الموازية له. وكانت البداية من وجه نظره فى اقامة مهرجان خاص للدراما التى سرقت الاضواء من باقى أقسام مهرجان بفضل بريق نجومها واهتمام الجمهور بها، كذلك طرح فكرة مهرجان اخر للأفلام الوثائقية، والذى واجه اعتراض من وزارة الثقافة التى تنظم مهرجان دولى للأفلام التسجيلية والقصيرة فى الإسماعيلية. ومن بين الأفكار التى طرحها الفقى لحل أزمة المهرجان هو الاعتماد على القطاع الخاص، وأن يقف دور وزارة الإعلام عند حد الرعاية وتقديم الدعم، وهى نفس السياسة التى تتبعها الوزارة بمنح اتحاد المنتجين العرب الرعاية والدعم الإعلامى، ولكنها فى النهاية لم تشر إلى باقى الأنشطة والمسابقات التى من شأنها خلق حالة تنافسية تحفز على الإبداع والتطوير فى الإنتاج الإذاعى والتليفزيون وفنون الإعلان، وغيرها، ولم يقل أحد إن كانت ستقيم لها الوزارة مهرجانات أو مسابقات جديدة، سواء بشكل مباشر أو عبر دعم مؤسسات خاصة. مصادر مطلعة أكدت أن وزير الإعلام الحالى صلاح عبدالمقصود لن يقترب من هذا الملف، وذلك لاعتقاده بأن مهرجان الإذاعة والتليفزيون كان مجرد سبوبة يتم من خلالها صرف مكافآت ضخمه لبعض المسئولين والمقربين، مما جعله نشاطا مشبوها يسىء لكل من يقترب منه، ومن باب درأ المشبوهات فإن الوزير لن يعر هذا الملف اهتماما، وسينتظر مشروعات مشابهة لمونديال الدراما العربية بحيث تدار شئونها المالية خارج مسئولية الوزارة. وتأكد هذا الاتجاه من بيان أبوذكرى الذى تم توزيعه عبر إدارة الصحافة والمهرجانات فى ماسبيرو، والذى اشار فيه إلى رعاية وزارة السياحة ووزيرها هشام زعزوع للمونديال، والتى ستتولى إقامة حفل الافتتاح فى منطقة بانوراما أهرامات الجيزة فى إطار حملات الترويج للسياحة المصرية التى تنظمها هيئة تنشيط السياحة، كما أشار إلى أن رعاية وزارة الإعلام ستنحصر فى دعم المهرجان عبر التغطيات الإعلامية فى قنوات ماسبيرو ومحطاته الإذاعية، أما عن مهرجان القاهرة للإذاعة والتليفزيون فسيظل مجرد ورقة يتم اللعب بها فى نطاق الاستهلاك الإعلامى، كلما أحتاج المسئولين فى ماسبيرو الحديث عن الريادة والتفوق ومشروعات التطوير.