رصد محللون ماليون عدداً من العوامل الإيجابية في أسواق الأسهم المحلية في الأسبوع الماضي أهمها زيادة قيمة التداولات الأسبوعية الإجمالية إلى نحو 2.7 مليار درهم، قائلين إن من الظواهر الإيجابية التي دفعت الأسهم للصعود إعلان بنوك محلية عن سداد مبكر لأموال الدعم الحكومي كافة إلى وزارة المالية قبل مواعيد استحقاقها وأضاف المحللون أن مؤشرات الأسواق المحلية تمكنت من العودة لمستويات مرتفعة كانت سجلتها قبل سنوات. صعود المؤشرات وتفصيلاً، قال رئيس قسم البحوث في شركة مباشر للخدمات المالية، عمرو حسين الألفي، إن «مؤشر سوق أبوظبي أنهى تعاملات الأسبوع مرتفعاً بنسبة 2.2٪ (68.6 نقطة)، ليغلق على 3127.36 نقطة، كما أنهى المؤشر العام لسوق دبي المالي تعاملات الأسبوع مرتفعاً بنسبة 5.1٪ (95.4 نقطة)، لينهي تداولات الأسبوع عند مستوى 1975.79 نقطة»، مضيفاً أن «قيم التداولات خلال الأسبوع سجلت ما يقارب 2.7 مليار درهم (ما بين 814 مليون درهم لأبوظبي و1.850 مليار درهم لدبي)». وأوضح الألفي، أن «بنك دبي الإسلامي كان السهم الأكثر دعماً لصعود المؤشرات في سوق دبي بعد أن ارتفع بنسبة 17.9٪ ليغلق على 2.57 دراهم في نهاية الأسبوع»، عازياً الارتفاع إلى سداد البنك كامل مبلغ الوديعة المستحقة لوزارة المالية بقيمة 3.753 مليارات درهم قبل تاريخ الاستحقاق إثر حصوله على الموافقات التنظيمية والحكومية، في خطوة تظهر قوة الوضع المالي للبنك، ووفرة السيولة النقدية لديه. وأشار إلى أن «تجاوز طلبات الاكتتاب على الصكوك التي أصدرها البنك بقيمة مليار دولار أخيراً 14 ضعفاً أسهم في زيادة نسبة كفاية الشق الأول من رأس المال في البنك من 13.9٪ إلى 18.7٪، وذلك استناداً إلى حجم الميزانية العمومية للعام المنتهي 2012، ما يعزز قدرة البنك على تحقيق النمو مع استمرار تحسن أوضاع السوق». وبرأي الألفي، فإن تعاملات الأجانب أسهمت في تحسن أداء الأسواق المالية المحلية وصعود الأسهم منذ بداية العام. ودلل على ذلك بتقرير لإدارة سوق دبي المالي، أظهر أن «صافي الاستثمار الأجنبي المتدفق إلى السوق، خلال الربع الأول، بلغ نحو 497.1 مليون درهم». وأكد أنه «في ما يخص التطورات الأسبوعية في سوق أبوظبي فقد سدد مصرف أبوظبي الإسلامي أموال الدعم الحكومي كافة إلى وزارة المالية، والتي بلغت قيمتها 2.2 مليار درهم ، حيث أفاد المصرف بأن هذه الأموال التي حصل عليها في ديسمبر 2009 على شكل الشق الثاني من رأس المال، تستحق في نهاية عام 2016»، موضحاً أن «سهم البنك ارتفع بنسبة 6.7٪ خلال الأسبوع تأثراً بهذا الخبر الإيجابي ليغلق على 3.65 دراهم». نشاط التداول من جهته، أكد المحلل المالي علاء الدين علي، أن «المؤشر العام لسوق دبي المالي ببلوغه بنهاية جلسة تداول الخميس الماضي مستوى 1975.79 نقطة يكون قد عاد إلى أعلى مستوياته في الربع الثالث من عام 2009». وأوضح أن «مؤشر سوق أبوظبي للأوراق المالية أنهى تعاملاته الأسبوعية عند أعلى مستوياته منذ عام 2009 بارتفاع نسبته 2.2٪، وذلك بعد أن واصل مساره الصاعد للجلسة الرابعة على التوالي». وأضاف أن «إعلان بنوك محلية في الأسبوع الماضي عن سداد مبكر لأموال الدعم الحكومي كافة إلى وزارة المالية قبل مواعيد استحقاقها ومنها دبي الإسلامي ومصرف أبوظبي الإسلامي، أعطى رسالة إيجابية للمستثمرين مفادها قوة الوضع المالي لتلك البنوك وتوافر السيولة لديها». التحول إلى الأسهم من جانبه، توقع كبير الاستراتيجيين في بنك ساراسين، فيليب بايرتستشي، أن «تقدم أسواق الأسهم الناشئة عموماً (ومن بينها أسواق الإمارات) أداء أفضل من البورصات العالمية، وذلك على الرغم من أدائها الضعيف نسبياً خلال الربع الأول من العام الجاري (مقارنة بنسب صعود مؤشرات البورصات العالمية)». وقال إنه «من المتوقع أيضاً أن تكون مؤشرات الأسهم العالمية في نهاية العام الجاري أقل مما كانت عليه في بداية العام»، موضحاً أن ما يسمى «التحول الكبير» من السندات إلى الأسهم لن يحدث كما كان متوقعاً.