العم سالم .. ليس حكاية منفردة .. إنها حكاية كل الوجوه .. التي سكنت وتسكن عمق هذا المجتمع !! .. حكايتنا نحن .. لأن سالم نحن أو نحن سالم!! . (1) ** حكايات ( سالم ) مرت بكل الفصول وعاشت و لا زالت تعيش فينا .. كل الأزمنة ! لم يستكتبها بقدر هي ماتستكتبه لأنها – شيئاً أو كلاً – من مفاصل حركته في زمنه ومكانه !! (2) ( سالم ) الوجه الحقيقي لإنسان هذا البلد كيف كان يعيش حياته ؟ بكل بساطتها بكل عفويتها وكيف يعيش حاضره الآن ؟ بكل تعقيداته و في ظل هذا الكم من متغيراته !! (3) ( سالم ) .. وجه القرية القديمة .. كان يصبح على ( التهليلة ) أو صياح الديك .. وصباح برائحة القهوة ومذاق الدخن .. يسرح بغنمه في البراري .. يهطل المطر يصلح السواقي ويزرع الأرض .. في المساء يعود ويعود معه التعب والحكايا المنثورة على طرف ( القبس ) (4) ( سالم ) .. وجه القرية القديمة .. كان عالمه أرضه و أغنامه .. وكانت له بورصته الخاصة ( سوق القرية ) .. يبيع السمن والحبوب .. ويشتري الأرز و العطر .. !! (5) حياة ( سالم ) في قريته القديمة .. كانت سهلة ، بسيطة .. عفوية أحلامه عادية و ليست لديه مشاكل معقدة .. لهذا عاش ( سالم ) حياة تعايشية ليست قلقة وليست تصادمية لأنه ليس فيها ما يدعو للقلق أو إلى التصادم !! (6) فجأة تتغير معالم القرية .. وتتغير ملامحها ومذاق حياتها تحول الدخن إلى ( الهمبرغر ) والأحلام الصغيرة أصبحت بحجم أطماع الهوامير والحياة المسالمة تحولت إلى تصادمية .. وأصبح الإنسان غير الإنسان .. و نخرت ( المتغيرات ) حلم الطهر لسواقي التبر !! (7) ( سالم ) .. وجه المدينة القديمة .. ليس بأقل إشراقاً من وجه ابن القرية القديمة .. صباحه نور ونفسه سرور .. أحلامه لم تتعدَّ مداءات الأزقة الضيقة .. والحارة الفواحة بطيب ناسها .. (8) إنسانية المدينة القديمة تثير الإعجاب إلى حد الذهول .. جار يسمح لجاره بأن يبني له مسكناً فوق سقف بيته .. وآخر يملأ زنبيل أرملة مدلول بالمقاضي !! ويذهب دون أن ينظر إلى الأعلى!! وبائع يرفض زبوناً ويوجهه إلى جاره بحجة أنه رزقه الله .. وجاره لم يستفتح بعد !! وجيران يتشاركون الفرح و الحزن .. فمن تلاقي الأيدي والمشاعر لا تدري.أيهم صاحب الفرح وأيهم المصاب بالحزن ؟! (8) ( سالم ) .. بائع الحارة القديمة .. كان يباشر دكانه بنفسه وأبناؤه معه : يمارسون ذات المهنة .. على طريقة : « صنعة أبوك لا يغلبوك» .. فلم تكن هناك بطالة .. ولم يبحثوا عن ( حافز ) (9) و ( سالم ) .. الذي كان يؤثر جاره في الاستفتاح .. لم يعرف الغش .. ولم يكن محتاجاً إلى تكثيف المراقبين .. و لا إعطاء صلاحيات جديدة لوزارة التجارة لإغلاق محله !! (10) و( سالم ) .. كان هو من يقوم بالبناء .. وأكثر معاونيه من أبناء وطنه و حتى إن وجدت ( قلة ) فهي قد تشربت من ذات المنهل .. ولم يكن سالم يقبل أي غش في العمل .. لأنه يشعر بوطنه في ذاته .. لذا لم يتعثر مشروع ولم تتصدع جدران ولم يسقط سقف فوق رؤوس أهله !! (11) اليوم ... غاب وجه ( سالم ) ... غابت الهوية وغاب الحس الوطني ..وتحولنا إلى ( غريبيين) في مشاريعنا وأعمالنا وخدماتنا وحضر الفساد ..وكأن مشاريع الضباب لوطن آخر غير وطننا نحن !! (12) اليوم اختلف وجه ( سالم ) .. جرفه التيار .. وحولته ( المتغيرات ) إلى صنيعة وجه آخر غير الذي قد كان ولن تفلح ( نزاهة ) في ترقيع ما أفسده التغيير. (13) أن أردتم التطور أعملوا على استعادة روح سالم وليس على مقاضاة فعله وهذه مسئولية مجتمع بكل شرائحه ومؤسساته .. للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (35) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain