غاب فؤاد الحميري غياب النجم في قمة توهجه. عاش حاملًا شعلة الثورة على الجهل والتخلف دون ملل أو كلل، عندما ملّ الكثير وأعرض الكثير وتعب الكثير، بقي فؤاد حاملًا شعلة الثورة البهية بيد، وعكاز الصبر بيد أخرى، يتكئ على وجعه، يقاوم المرض والوهن العام الذي أصاب النخبة، وهو ما كان يؤلمه. ففؤاد من الناس القلائل الذين يعيشون همّ أمتهم، ومن القادة الذين لا ينامون على الضيم. صراحة مزينة بالأدب وحسن المنطق، وثورة معممة بالحب والعطاء رجل متكامل الصفات باسق الروح ملهم متجدد الهمة وبرحيله يترك فراغا كما هو رحيل القادة المميزون رحمك الله فؤاد الحميري والعزاء لاولاده واخوانه وكافة الاسرة ولليمن وتعز خاصة.