نعرف أن قرارات صدرت بأن يكون لكل وزارة أو هيئة أو مؤسسة حكومية ناطق رسمي، فإذا لم يتحدث هذا الناطق المفترض خلال الأزمات فما حاجتنا به؟ هل يتوقع أن مهمته، أو أننا سنسمعه، حين يمتدح ويلمع ويمجد إدارته ومسؤوليه فقط؟.قبل أيام، تساءلت في هذه المساحة: هل على كل حاكم إداري أن يقوم بجولات سرية للوقوف على حقيقة بعض الأمور؟ وكان تساؤلي عطفا على الجولة السرية التي قام بها الأمير خالد الفيصل لتفقد الوضع المتردي في حيي الحرمين والأجاويد نتيجة طفح المياه الجوفية، ووجه خلالها على الفور الشركة الوطنية للمياه بمعالجة الوضع، وبدورها وعدته بتنفيذ التوجيه خلال أسبوع، رغم أنها الجهة التي تعرف كل تفاصيل المشكلة ومسؤولة عن حلها، منفردة أو بالتنسيق مع أي جهة أخرى ذات علاقة.واليوم أسأل: هل على الحاكم الإداري أن يكون ناطقا باسم كل الإدارات الغائبة عن المشهد خلال الأزمات؟، أي هل كان على الأمير خالد الفيصل أن ينوب عن شركة المياه الصامتة عن الحديث إلى المجتمع عن حيثيات وأسباب أزمة المياه في جدة؟. نعرف جيدا أن خالد الفيصل مسؤول المبادرات الذي لا ينتظر أحدا، لكنه مؤسف في نفس الوقت أن شركة المياه، أو وزارة المياه تحديدا، احتجبت عن الناس وقررت الصمت والانزواء أمام مشكلة متفاقمة يريد الناس معرفة أسبابها على الأقل وماذا سيتم بشأنها، ليستمر قلقهم المتزايد حتى صرح الأمير خالد الفيصل يوم أمس ل(عكاظ) تصريحا وافيا شافيا، بين فيه أسباب المشكلة وحلولها العاجلة والآجلة، ووعد بحسمها خلال أربعة أيام، بعد أن تحدث حديثا إنسانيا يؤكد للمتلقي أنه يشعر به كإنسان قبل أن يكون مسؤولا.وبقدر ما نزجي الشكر للأمير خالد على تصريحه الذي أراح الناس، بقدر ما نؤكد أن هناك خللا كبيرا في الشعور بالمسؤولية والوفاء بها لدى كثير من الجهات التي لا تقيم للمواطن وزنا ولا تعطيه اعتبارا حتى في الأزمات الخانقة والمشاكل المتفاقمة التي يصيح بسببها حتى (ينشف حلقه)، رغم أن كل ما يريده أحيانا هو المعلومة الصحيحة عن حقيقة الوضع لا أكثر. ولذلك يبدو من الضروري مراجعة هذا الاستهتار بالمجتمع بوضع عقوبات على صمت الإدارات خلال الأزمات مثلما هناك عقوبات على سوء الأداء والإخلال بالمسؤولية. [email protected] للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة