أظهر تقرير جديد أصدرته منظمة الصحة العاليمة أن الأمراض غير المعدية مثل أمراض القلب والشرايين، وكذلك أمراض السرطان تتصدر قائمة الأمراض القاتلة في أوروبا . وذكر تقرير أن متوسط عمر الرجال الأوروبيين ظل يقل عن النساء وذلك على مدار "جيل كامل" . وبالرغم من أن الأوروبيين الآن يعيشون أطول وحياة أكثر صحة، فإن هناك فجوات واسعة، وأحيانا تتنامى، بين المناطق والنوعين، بحسب ريتو ساندانا، التي أسهمت في إعداد التقرير لدى تقديمها له في لندن . تزايد متوسط العمر بمقدار خمسة أعوام خلال الفترة من 1980 حتى 2010 ليصل إلى 80 عاماً بالنسبة إلى النساء و5 .72 عام للرجال . وهناك تسع من أعلى عشر دول من حيث متوسط العمر، في أوروبا . وقالت ساندانا: "لكن في المتوسط، يأتي الرجال بعد النساء بجيل كامل حتى ،2010 ولم يصلوا (الرجال) إلى المتوسط المتوقع الذي تمتعت به النساء عام 1980" . وأضاف التقرير الذي شمل 53 دولة أن "تقليص الفجوة بين الرجال والنساء يحتاج إلى إجراء على صعيد المحددات الاجتماعية، بما في ذلك توازن أكثر بين النوعين في الأدوار والسلوكيات" . وقالت كلوديا شتاين، مديرة الأبحاث والإبداع في المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية، إنه ضمن سياسة الصحة الجديدة لعام ،2020 تتطلع منظمة الصحة العالمية أيضاً إلى النظر في مسألة الرفاهية . وقالت شتاين: "ما قمنا بدراسته خلال أكثر من 65 عاماً هو الموت والمرض والإعاقة، وقد حان الوقت أن ندرس مسألة الرفاهية كذلك" وستركز السياسة أيضاً على حق الحصول على رعاية صحية . ويأتي نحو 80 في المئة من نسبة الوفيات في المنطقة نتيجة للأمراض غير المعدية مثل أمراض القلب والسكتات الدماغية والسرطان، ويرتبط ذلك بمخاطر صحية رئيسية مثل التدخين وتناول الكحوليات . وقال أندي هاينز، من كلية لندن للصحة والطب الاستوائي، إنه من المثير أن "استهلاك الكحول في المنطقة الأوروبية هو الأعلى على مستوى العالم" . وأوضح أن ذلك سبب 5 .6 في المئة من الوفيات خلال العقد الماضي . ويستهلك الأوروبي العادي 6 .10 لتر من الكحول النقي سنوياً . كما تواجه المنطقة أيضاً تحديات جديدة بسبب زيادة المسنين والاتجاه نحو التحضر . ويشكل الذين يبلغون من العمر 56 عاماً أو أكثر 15 في المئة من السكان في ،2010 ومن المتوقع أن يشكلوا 25 في المئة بحلول عام 2050 . وبحسب التقرير، يعيش نحو 70 في المئة من السكان حالياً في مناطق حضرية . ومن المتوقع أن تزيد النسبة ومن ثم تتزايد المشكلات الصحية ذات الصلة بالسمنة وعدم الرياضة وتلوث الهواء . وأضاف هاينز أن نسب تلوث الهواء في 35 دولة تتجاوز عتبة المسموح به . وعقبت سوزانا جاكوب مديرة منظمة الصحة العالمية في أوروبا على نتائج التقرير بقولها: "هناك تباينات مستمرة وواسعة الانتشار في قطاع الصحة في المنطقة وتزداد سوءا في بعض الحالات" . وأضافت "هذا ظلم ويجب أن يحظى بالأولوية لدينا لمعالجته بشكل جماعي" . يذكر أن التقرير الأوروبي لمنظمة الصحة العالمية يصدر كل ثلاثة أعوام ويشمل نحو 900 مليون شخص .