| كتب نواف نايف وفهاد الفحيمان | فيما سعت وزارة الداخلية لتنفيذ الحكم فورا، عمت حالة من الغضب بين صفوف المتوافدين إلى ديوانية النائب السابق مسلم البراك بعد اعلان حكم سجنه في قضية «أمن دولة» خمس سنوات، حيث توافد نواب الاغلبية المبطلة ومجاميع شبابية في العاشرة صباحا الى الديوانية يعتريهم الغضب. ففي مجال تنفيذ الحكم حضر العقيد سالم الاحيمر إلى ديوان البراك منفردا للقبض على البراك، حيث قوبل بموجة غضب عارمة من الجمهور، بينما شدد أحد أعضاء فريق الدفاع على ضرورة احضار النسخة الاصلية للحكم، فأكد العقيد أن الحكم موجود في المخفر والقانون يؤكد رؤية المتهم للحكم داخل المخفر، وبعد تصاعد وتيرة الغضب انسحب العقيد الاحيمر منعا للمصادمات. البراك تحدث بعد اعلان الحكم، مؤكدا أن الحكم باطل وفق حيثيات التقاضي، وأنه ليس مهما الحبس خمس سنوات، «فنحن لن ننهزم امام انفسنا كما هم يريدون، أبشركم معنوياتي اقوى مما كانت قبل صدور الحكم، وانا جاهز في كل الاحوال واقول لادارة التنفيذ الجنائي انتم موظفون لكم عندي امران فنجان أشقر وحشيمة وكرامة وانا جالس 24 ساعة في الديوانية». واضاف البراك: الحكم باطل باطل باطل، لا تضعفوا فأنا استمد القوه منكم، انا صاحب قضية سياسية ومن حقي أن ادافع عن قضيتي، صاحب القضية لا يهرب ولا ينحاش واقول لادارة التنفيذ حياكم لكن عليهم إحضار الكتاب الاصلي قبل اي شيء لان الضمانات للاسف لم توفر لنا في الكويت. اليوم تتم محاسبتي منذ دخولي المجلس عام 1996، يحاكمون تصدينا لحزمة فساد لان أيدينا لم تمد لهم، هم لا يحاسبون النواب القبيضة. واضاف البراك «يريدونكم فداوية يريدون ان يحولوا الكويت الى أسياد وعبيد وسنكون شوكة سواء داخل السجن او خارجه. هم يريدون سراق المال العام والفاسدين هذه هي النوعيه التي يرغبون فيها، فمن اليوم لن نقبل ان يكون رئيس الوزراء من أسرة الحكم لانهم فشلوا فشلا ذريعا في ادارة البلد. أؤكد انا لست نادما على ما قلته ولو اتيحت لي الفرصة مرة اخرى فسأقول ما قلته وأبشركم ستصدر قرارات من اجتماع الاغلبية تتفق مع موجة الغضب العارمة فنحن شركاء حقيقيون في الحكم والمال العام، فالامر ما عاد مشيخة، والحرية والكرامة للكويتيين. واضاف ان الحراك يمرض ولكن لا يموت لان هناك ارادة حرة، فعاش الحراك وعاشت الامة وعاشت الكويت وعاش الدستور. واوضح ان الحراك اذا ما اشتعل فسوف يدخلون عليكم بيوتكم، فنحن اليوم امام فرصة تاريخية لاعادة الامور الى نصابها الصحيح، واذا ارادوا ان يحولوا الكويت الى مشيخة فهم واهمون. واختتم البراك كلامه بالقول: انا موكل امري الى الله واذا كان فيه نتيجة فستكون سنوات السجن احلى سنوات العمر، لن اكون ضعيفا خلف القضبان كما عهدتموني، وسننتصر عليهم ولن يهزمونا. قيل لي من المحامين ان الحكم غريب عجيب لم يمر مثله في تاريخ الكويت، اقول ختاما عاشت الكويت حرة وعاش الدستور. بيان ائتلاف المعارضة من جانبه أصدر «ائتلاف المعارضة» بيانا بشأن صدور حكم سجن المنسق العام مسلم البراك، عبر فيه عن أسفه، مؤكدا انه ساءه هذا الحكم لأنه أثبت ما كانوا يقولونه سابقاً وما كان يقوله كثيرون من أبناء الشعب الكويتي بأن نهج الملاحقات السياسية تجاه المعارضين والمختلفين مع الحكومة من نواب سابقين ومغردين وناشطين سياسيين هو النهج المتسيد وهو المتصدر للمشهد السياسي على ما سواه. واستنكر الائتلاف الحكم لأسباب عديدة منها ما يتعلق بالنص التجريمي للمادة 25 من القانون رقم 31 /1970 الذي يفتقر لدقة الصياغة ومخالفة القاعدة التي توجب ان تكون الأفعال التي جرمها القانون قاطعة في بيان الحدود الضيقة لنواهيها فلا تتداخل معها أفعال مشروعة يحميها الدستور فيكون تدخل المشرع متجاوزاً تنظيم الحق إلى المساس بجوهر هذا الحق بالتالي تنزلق هذه النصوص إلى هاوية عدم الدستورية. كما أن الحكم لم يراع أسباب الإباحة التي قامت معها مقتضيات الخطاب الذي وجهه النائب السابق مسلم البراك وكان على الحكم ان يعي ان القانون الجنائي يتدخل في مناطق شائكة يمارس بها الناس حقوقهم وحرياتهم مما يضع حدودا لهذه الممارسة وفق مقتضيات المصلحة العامة. ولا شك ان الخطاب يحمل من الظروف التي أحاطت به من سبب من أسباب الإباحة التي تعطل سلطة التجريم في حدود هذه الممارسة لانه تمت ممارستها كاستحقاق سياسي يهدف لانتشال البلد من حالة الفوضى وقت توجيه الخطاب. بدوره قال التيار التقدمي الكويتي إن الجميع أصبحوا مدركين مدى خطورة النهج والتضييق المستمر على الحريات العامة والملاحقات المتواصلة لشخصيات المعارضة وشبابها؛ والتوجّه الملحوظ لتحويل الكويت إلى دولة بوليسية، مؤكدا أن هذا الامر يقتضي ضرورة التصدي الشامل لهذا النهج بأكمله، والعمل على تعبئة القوى الشعبية وتوحيد صفوفها وتجاوز أي خلافات جانبية. واضاف التيار التقدمي في بيان له انه يعبّر فيه عن تضامنه الكامل مع جميع المحكومين بالسجن في قضايا الرأي وفي مقدمهم النائب السابق مسلم البراك المنسق العام لائتلاف المعارضة بعد الحكم الصادر بسجنه، مسجلا قلقه من النهج البوليسي للحكومة المتمثّل في التضييق على الحريات الإعلامية وحرية الرأي وحرية التعبير؛ وتجهيزها تشريعات جديدة لفرض المزيد من القيود عليها وعلى غيرها من الحريات العامة، واستمرارها في تلفيق الاتهامات الباطلة ضد شخصيات المعارضة ونشطائها والزجّ بهم في المعتقلات والسجون. وأكد ائتلاف المعارضة ان خياراته الدستورية والقانونية في قضية المنسق العام النائب مسلم البراك متاحة وسيذهب بها حتى مداها الأخير. مؤكدا «للجموع الوفية المخلصة أن خيارتنا الميدانية مفتوحة ومستمرة، وأولها عقد مهرجان خطابي الليلة (أمس) في ديوان البراك، وثانيها تنظيم مسيرات ليلية تبدأ من ديوان البراك إلى مبنى السجن المركزي، وثالثها تنظيم فعاليات أخرى متنوعة يعلن عنها في حينها. نواب سابقون من جانبة قال النائب السابق مبارك الوعلان إننا لن نقبل بأقل من أن نعيش بكرامة. وقال النائب السابق بدر الداهوم: احزننا الحكم السياسي الذي صدر، مسلم البراك لم يقف يوما ضد الشعب الكويتي وقد حان الوقت لرد الجميل لهذا الرجل، وان لم نقف معه فلن نجد في المستقبل من يقف معنا، اليوم جميع الشعب مدعو من الان في ديوان البراك الى نبذ الخلافات اذا لم نتكاتف ونواجه الحكومة الفاسدة التي تريد ان تكمم الافواه. من جانبه قال النائب السابق خالد شخير إن الحكومة بعد ما حدث اليوم ستسمع اكبر مما قاله البراك، اليوم سأضع ستاند امام الديوان وسأعيد كل خطاب مسلم البراك، وسترون اليوم (أمس) بعد صلاة المغرب. بدوره قال النائب السابق محمد الخليفة ان سجن البراك هو سجن الاحرار، وسجنه يؤثر على الحراك السياسي. فهو دافع عن الحق ولن نسكت لاننا اذا صمتنا سيضيع البلد، هذه هي البداية يا شعب انتفضوا للدفاع عن كرامتكم. واضاف الخليفة: لن نرضى بما تقومون به والحراك ان ادى الى صدام فأهلا بالصدام. من جهته قال النائب السابق خالد الطاحوس إن خطابه الليلة (أمس) سيكون خطابا غير مسبوق فالخطاب مباشر وصريح وبعده ستعج الشوارع، سيحتشد ونعم الليلة ستعج الشوارع بعد هذا الخطاب وسنرفض الأحكام التي لن تمر علينا. من جهته قال النائب السابق فيصل المسلم إن الحكم باطل ويكرس نهج القمع في الكويت، هذه المحاكمة لم توفر بها اي ضمانات بمحاكمة عادلة، والشعب يعبر عن استيائه الليلة (أمس). ووجه المسلم رساله للشعب الكويتي «لا تنكسروا فهو حكم سياسي، المطلوب الواجب من الشعب وهناك سيكون اجتماع طارئ لكتلة الغالبية، يجب تحديد جلسة سريعة للاستئناف». من جانبة قال النائب السابق عبدالله البرغش: «البلد ضاع واليوم القضية ليست سياسية والله ما فينا خير اذا تخلينا عن مسلم». وقال النائب السابق عبيد الوسمي إن ردود الفعل الشعبية سترسم الخريطه لافتا الى ان الحكومة تملك كل شيء والشعب لا يملك سوى الحراك. مضيفا «احمل الشعب الكويتي مسؤولية مايحدث فالموقف لابد ان يتخذ جماعيا وسيحدد ماذا يحدث» لافتا الى ان الواقع السيئ لا يتغير بالاقوال. وأضاف الوسمي أنه سبق واعلن عدم قبوله لما يحدث من انتقائية وتعسف وسجن للشباب «ونقول لمسلم البراك ان ما حدث هو رسالة لكل مواطن كويتي وليس مسلم واطلب من الجميع التواجد وابداء الرفض لما يحصل». من جانبه اكد النائب السابق فلاح الصواغ ان هذا الحكم جائر مشددا على ان كتلة الغالبية متماسكة ورموز الفساد تتكالب عليها من اجل ان يستمر ظلم الشعب الكويتي فهذا اليوم يوم العزة والكرامة والكويت تستحق الكثير. واضاف ان عبيد الوسمي ووليد الطبطبائي هما عيون الغالبية التي نرى بها ولن يستطيع احد تفريقنا مهما فعل فالتغريدات والحملات المشوهة لن تنال منا ورسالتنا اليوم ان الحراك سوف يستمر وسنرسم حراكا جديدا لاننا نحمل الامانة فنحن لن نخاف السجن ولن ترهبنا الاحكام مثل هذا الحكم السياسي فالحكومة لا ترى الا بعين الظلم ولا يجوز ان نصمت فأموال البلد تذهب للمتنفذين واذا تحرك الشعب الكويتي فنحن في المقدمة. من جانبه قال النائب السابق وليد الطبطبائي ان الحكومة تريد سلب سلطة الشعب ويجب ان يلتفت الجميع الى رفضنا القاطع للاحكام السياسية لانها محاكمات بعيدة عن المهنية فهذا الحكم مرفوض شكلا وموضوعا. واضاف «نؤكد اننا في كتلة الاغلبية وقعنا على اننا جميعا نتبنى خطاب ندوة كفى عبثا شكلا ومضمونا فهذا الوقت وقت الوقوف في وجه الاحكام داعيا الى مسيرة من ديوانية البراك الى السجن المركزي.