أكد المستشار الفني للنصر السويدي غوران اريكسون أن الرياضة تلعب دورا مهما في نشر السلام حول العالم كونها قادرة على توحيد الشعوب وترتكز على احترام المنافس وخاصة من خلال كرة القدم اللعبة الشعبية الأولى في العالم والتي كان لها الفضل الكبير في التعريف بعدة دول من خلال مشاركاتها في بطولة كأس العالم. وكذلك عاداتها وتقاليدها، وأشار اريكسون إلى أن كرة القدم لغة يتكلمها كل العالم وساهمت منذ نشأتها في التعريف بقضايا الشعوب والحد من النزاعات وتسعى دائما إلى مقاومة العنصرية. وقال في هذا السياق: إن المتحدّث عن الدور، الذي يمكن أن تلعبه كرة القدم في توحيد الشعوب وإزالة الخلافات بينها لا يمكن أن يغفل المباراة التي جمعت بين ألمانيا وفرنسا خلال الحرب العالمية الأولى والتي كان لها دور كبير في إنهاء النزاع بينهما. إشادة وأشاد المدرب السويدي باستضافة الإمارات لأول ملتقى حول الرياضة والسلام في الشرق الأوسط، الذي تحتضنه دبي 23 و24 الجاري وقال : الإمارات عودتنا على المبادرات الرائدة على مستوى العالم لخدمة الشعوب، وأعتقد أن الملتقى سيسهم في وضع آليات جديدة لمزيد الاستفادة من الرياضة كأداة من أدوات نشر السلام حول العالم. وانضم اريكسون لقائمة الشخصيات الرياضية العالمية، التي تدافع عن قيم السلام من خلال كرة القدم بعد أن أعلن رئيس الاتحاد الدولي للعبة جوزيف بلاتر خلال كلمته، التي ألقاها في حفل تكريم الفائزين بجائزة "محمد بن راشد للإبداع الرياضي" أن كرة القدم يجب أن توحد الشعوب وتصنع السلام وتعطي أملا لغد مشرق. وأضاف بلاتر: "كرة القدم كانت تلعب في العراق أثناء الحرب، وتلعب بين النيران في أفغانستان وسوريا وغيرها من مواقع الحروب والدماء". أميركا والصين والحديث عن دور الرياضة في نشر السلام بين الدول يقودنا إلى الإشارة إلى الدور، الذي لعبته كرة الطاولة في عودة العلاقات بين الولاياتالمتحدةالأمريكيةوالصين بعد قطيعة استمرت 22 عاما، حيث تعود هذه القصة إلى ابريل عام 1971 عندما قام فريق كرة الطاولة الامريكى بزيارة الصين، وكان هذا اول وفد امريكى يقوم بزيارة الصين بعد تأسيس جمهورية الصين الشعبية تلبية لدعوة من الصين، وهو ما فتح أبواب التبادلات بعد قطيعة استمرت 22 عاما بين البلدين. وأطلق على ذلك اسم "دبلوماسية كرة الطاولة" وتعود تفاصيل هذه القصة إلى علاقة صداقة نشأت بين الأسطورة الراحل لاعب كرة الطاولة الصيني دونج و نظيره الأمريكي جلين كوان عندما التقيا في بطولة العالم ال31 باليابان في 1971 وتطور الأمر إلى إبداء الفريق الأمريكي رغبته في زيارة الصين فقام الاتحاد الصيني بتقديم دعوة بعد موافقة الزعيم ماو تسي تونغ، وكانت زيارة الفريق الأمريكي للصين تاريخية من واقع أنّه أول وفد أمريكي يزور الصين منذ تأسيس الصين الشعبية. وكانت كلمة الرئيس الصيني في استقبال الوفد فاتحة عهد جديد بين الدولتين حيث قال مخاطباً اللاعبين: (أنتم تفتحون باباً جديداً للعلاقات بين شعبي الدولتين، إنني على ثقة من أن غالبية شعبي الدولتين يدعمون صداقتنا). بعد ساعات من ذلك، أعلن الرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون إجراءات لتخفيف الحظر الأميركي المفروض على الصين، فاتحاً بذلك الباب للتبادل بين البلدين بعد قطيعة استمرت 22 سنة، فيما سُمي بدبلوماسية البينغ بانغ (كرة الطاولة). كأس السلام احتضنت أوغندا سبتمبر الماضي دورة في كرة القدم تحت شعار "كأس السلام للبحيرات الكبرى" شارك فيها لاعبون من شرق القارة الإفريقية و جنوبها وتحديدا من بورندي و جمهورية الكونغو و أوغندا و رواندا . و تهدف هذه البطولة لتقريب شباب دول منطقة البحيرات الكبرى، التي عاشت طوال سنوات صراعات طويلة وحروبا أهلية وكانت الرياضة أفضل أداة لتضميد جراح هذه النزاعات و دمج الأطفال، الذين جندوا من الجماعات المسلحة في الحياة المجتمعية من جديد.