السادة: الدوحة أضحت المكان الأفضل للاستثمارات وصناعات المستقبل تناولت جلسة العمل الأولى من فعاليات اليوم الأول من منتدى الأعمال والاستثمار القطريببرلين موضوع الاستثمار في المستقبل: رؤية قطر 2030. وقال السيد يوسف حسين كمال وزير الاقتصاد والمالية في كلمته أمام حضور الجلسة إن قطر أصبحت تمتلك العديد من الشركاء العالميين في مختلف القطاعات، ومن بينها النفط والغاز والمال، مما جعلها تتم خبرتها إلى جانب قدرات المال والنفط والغاز والسوق الواسعة، وهي أمور مكنتها من مضاعفة النمو 16 مرة في السنوات الخمس عشرة الأخيرة ليصبح حجم ميزانيتها 60 مليار دولار كحد أدنى بعدما كانت لا تتجاوز 5 مليارات دولار قبل 15 عاما. ومن جانبه قال الدكتور محمد بن صالح السادة وزير الطاقة والصناعة إن دولة قطر تركز على الاستثمار في المستقبل، إذ تحولت في العقود الخمسة الماضية من دولة صغيرة إلى أكبر دولة تستفيد من طاقة الغاز والبترول، مستعرضا التطورات التي شهدتها قطر في إنتاج النفط والغاز خلال العقود الخمسة الماضية. وقال إن تحول قطر إلى أكبر مصدر للغاز الطبيعي يؤكد أن الدولة عندما تركز على مواردها فسوف تقوم بالنهوض بنفسها، مشددا على أن قطر تقوم بتطبيق استراتيجية رؤيتها للمستقبل من خلال رؤية قطر 2030 التي تتسم بالمشاركة الفعالة والإدارة الحكيمة وقد نجحت من خلال ذلك بالاستثمار بالمستقبل، مما يجعل من دولة قطر المكان الأفضل للاستثمارات والصناعات للمستقبل. تعزيز العلاقات ومن جانبها، قدمت السيدة آن روث هيركيز وزير الدولة في الوزارة الاتحادية للاقتصاد والتكنولوجيا الألمانية، الشكر لقيادة دولة قطر وقطاع الإعمال على عقد المنتدى الاستثماري في برلين، مما يؤكد الوضع الممتاز للعلاقات بين البلدين. وقالت إن هنالك المزيد من الفرص لتعزيز العلاقات، مشيرة إلى أن حجم الصادرات الألمانية للسوق القطرية بلغ 900 مليون دولار في العام 2011، ويوجد تعاون علمي وتكنولوجي كما يوجد مشاريع كبرى في البنية التحتية والبحث العلمي إضافة إلى أن الشركات الألمانية استثمرت بقوة في إنشاء مطار حمد الدولي والميناء الجديد ومترو الأنفاق والتحضيرات لكأس العالم 2022، وأشادت بالاستثمارات القطرية في بلادها والتي بلغت 13 مليار يورو مما يعكس الثقة المتبادلة، لافتة إلى أن ألمانيا تبقى موقع جذب للاستثمارات القطرية. تنويع الاقتصاد وقال الدكتور إبراهيم الإبراهيم المستشار الاقتصادي لسمو الأمير إنه يمكن تقسيم الاستثمارات القطرية إلى قسمين، وهما تطوير قطاع الطاقة خلال الفترة المقبلة والمرحلة الثانية تهم الرؤية الوطنية 2030. وأشار الإبراهيم إلى أن قطر أضحت اليوم من أول المصدرين في الغاز، حيث تضاعفت الصادرات خلال الأعوام القليلة الماضية، ونما الاقتصاد الوطني بنسبة %10 خلال العامين الأخيرين، ساهم فيها القطاع الطاقي بنحو %60 من الادخارات الوطنية وتعمل الدولة على تطوير القدرات الوطنية في جميع الاتجاهات وهو نتاج تفاعل بين القيادة والشعب القطري. وتحدث الإبراهيم عن الرؤية الشاملة من حيث التنمية الشاملة للإنسان.. قائلا في ذات السياق: «نسعى أن تكون البلاد ذات مستوى معيشي كبير، وسيأتي ذلك من خلال استبدال الطاقة كمصدر رئيسي إلى قطاعات أخرى». وقال إن مستوى الاستهلاك للموارد الطبيعية الجديدة يجب أن يكون مستداما وينعكس بمستوى ادخار عال. إلى ذلك، بين الإبراهيم أن الرؤية الوطنية هي تحديد الاستثمار الداخلي لتطوير الاقتصاد بين عامي 2011–2016، مبينا أن هناك نحو 170 مشروعا في القطاعات الإنتاجية المختلفة خاصة التعليم والصحة والبيئة والرياضة والمستوى الاجتماعي إلى جانب المسائل الاقتصادية.. وقال إن هناك فرصا رائعة أمام المستثمر الأجنبي خاصة الألمان للتعاون معنا لتحقيق هذه المشاريع وألمانيا مساهمتها ستكون هامة. وأضاف الإبراهيم: «نحتاج إلى مشاركة تكنولوجية وخبرات ألمانيا، يمكننا الاستفادة من البحث والتطوير ويمكن أن تساهم الشركات الألمانية في هذا المجال.. نود أن نستفيد من ذلك من خلال المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، والبنية التحتية الحالية تحتاج إلى تطوير وهو ما جعل قطر تنظر إلى الشركات العالمية في هذا السياق.. تريد قطر أن ترى توازنا في هذا المجال للحفاظ على رؤوس الأموال المتنوعة». مضاعفة الاستثمار من جانبه، قال الدكتور حسين العبدالله عضو جهاز قطر للاستثمار إنه في عام 1995 بلغ الاستثمار القطري 8 مليارات دولار، لكن حاليا وصل إلى 190 مليار دولار، لذلك نحن نعمل في خضم رؤية وقيادة حكيمة لأنه من الصعب فهم أساليب الاستثمار.. ويضيف العبدالله أن قطر تقوم حاليا بكل ما في وسعها للقيام بالاستثمارات رغم وجود الأزمة المالية العالمية، وقد قام الجهاز ببناء بنيته التحتية حيث قمنا بالاستثمار في أسهم الشركات الطاقية.. وأضاف بالقول: «نحن نعتقد أن سكان العالم سيصل إلى أكثر من 9 مليارات نسمة، وبالتالي فإن الطبقة المتوسطة ستتمتع بمستوى معيشي أفضل، لذلك نسعى إلى تقديم الأفضل.. الجهاز يركز حاليا على مجال العقارات والأسهم والبنية التحتية بالإضافة إلى ذلك نحاول اقتناص الفرص في الأماكن التي تمر بأزمات.. نحاول التركيز على شركات ليس فقط لها عمل في أوروبا بل نركز على شركات تعمل في السوق الألمانية وخاصة القطاع العقاري في ألمانيا لأن الأسعار انخفضت عن مستوى عام 1994 وهو ما يجعل الفرص جيدة أمامنا». وقال السيد أندرو سوايجر نائب رئيس إكسون موبيل إن العالم يبحث عن طريق للنمو منذ عقدين من الزمن، لكن قطر من خلال رؤيتها الوطنية وجدت الطريق الأمثل بفضل القيادة الحكيمة لسمو للأمير. وبين أن قطر تتموقع بين سوقين هامتين للغاز وهما الآسيوي والأوروبي.. واتبعت طريق القيام بشراكات هامة ووضع أسس اقتصادية متينة نتيجة الأرباح المتراكمة لقطاع الغاز ومشتقات قطاع الطاقة.. وبين أن قطر تركز على قطاعات التنمية المستدامة في التعليم والصحة، وشركة إكسون موبيل ستواصل التزامها بمواصلة الدعم في هذه المجالات. وأضاف: «نعمل على نقل القدرات والإمكانات التكنولوجية في الأمن والقدرات الفنية والبيئة لتجهيز الأجيال القادمة».. وبين أن الشراكة مع قطر متواصلة وسيتم تكثيفها لتطوير صادرات الغاز. شراكة فاعلة وبين السيد آندي براون الرئيس التنفيذي للاستكشاف والإنتاج في شل العالمية أن الشركة من أكبر المستثمرين الأجانب، منها مشروع «اللؤلؤة جي تي أل» باستثمار يزيد على 18 مليار يورو، وذلك يعود إلى التزام سمو الأمير بجعل قطر شريكا في التنمية العالمية والبيئة الاستثمارية الجيدة التي توفرها الدوحة من خلال حماية حقوق المستثمرين. وبين براون أن قطر تتسم بعدم وجود الفساد والرشوة، وعلى سبيل المثال لقد شجعتنا قطر للبترول على الدخول في كذا مجال وهي تحترم المسائل البيئية أكثر من أي دولة أخرى في العالم، حيث لا يوجد أي تسريبات غازية.. وقال إن هناك شراكة مع قطر للبترول للتوسع في الصين وعدد من الدول العالمية.. وتحدث أن الرؤية الوطنية تعمل على نقل الخبرة ويوجد بشركة شل نحو 300 قطري على مستوى عال من المهنية، وقامت الشركة بتدريب نحو 100 قطري العام الماضي.. ودعا الشركات الألمانية إلى مشاركة قطر في هذه التنمية الكبرى خلال العقود القادمة.