اشتعلت المدن العراقية صبيحة أمس،قبل أيام قليلة من انتخابات مجالس المحافظات التي ستجرى في 20 ابريل، بعمليات تفجيرية أدت إلى قتل وجرح العشرات، ولم تفرق بين المدن طائفياً، إذ قتل 50 شخصا على الأقل وأصيب أكثر من 300 آخرين بجروح في سلسلة هجمات نفذت بواسطة 21 سيارة مفخخة وشملت مدناً سنية وأخرى شيعية.. وفي مقابل هذه الهزة الأمنية الدامية طالب رئيس المجلس النيابي أسامة النجيفي أجهزة الامن بأن تكون أكثر استعداداً لصد مثل هذه الهجمات التي يبدو أنّها تستهدف الانتخابات. ووقعت التفجيرات المنسقة التي نفذ 20 منها بسيارات مفخخة وثلاثة بعبوات ناسفة ووقعت في عموم العراق، في ذروة الحركة الصباحية. وقال مسؤولون ان التفجيرات وقعت في مدن: كركوك وطوز خرماتو وسامراء والحلة والناصرية جنوب بغداد وتكريت والموصل شمالي العراق، فيما انفجرت ثلاث عبوات ناسفة في مدينة بعقوبة شمالي شرقي العاصمة بغداد. ووقعت ثلاثة هجمات بسيارات مفخخة في قضاء في طوز خرماتو (175 كيلومتراً شمال بغداد) ادت الى مقتل ستة اشخاص واصابة ستين اخرين بجروح، حسبما اكدت مصادر أمنية وطبية. وفي الناصرية (305 كيلومترات جنوبي بغداد) اصيب 15 شخصاً في انفجار سيارتين مفخختين.. اما في كركوك، فقتل خمسة أشخاص بينهم شرطي وأصيب 26 آخرين في أربعة اعتداءات بسيارات مفخخة. واستهدف أحدها دورية تابعة لقوات البشمركة الكردية جنوبيالمدينة. وفي العاصمة بغداد، قتل 15 شخصا واصيب 56 آخرون في انفجار ست سيارات مفخخة وقع أحدها في المرآب الواقع في محيط مطار بغداد الدولي. وقال رئيس سلطة الطيران المدني ناصر بندر إن الحركة في المطار لم تتأثّر وبقيت «الملاحة تسير بانسيابية والمسافرون يدخلون ويخرجون من المطار بصورة اعتيادية»، مشيرا الى ان «التفجير وقع خارج المطار وتسبب بخسائر طفيفة». وافاد مراسل «فرانس برس» بأن ست سيارات مدنية واربع اخرى تابعة لشركات حماية خاصة احترقت اثر التفجير، في مرآب المطار. ووقعت التفجيرات الأخرى في سوق شعبي في منطقة ام المعالف وسيارة اخرى في منطقة الشرطة الرابعة فيما انفجرت سيارتان مفخختان قرب مسجد الامام علي في منطقة العبيدي. وفي تكريت (170 كيلومترا شرقي العاصمة) استهدفت سيارة مفخخة مقر ائتلاف الجماهير العراقية الذي يتزعمه محافظ صلاح الدين احمد عبد الله ما اسفر عن اصابة اثنين من حراس المقر، وأضرار بليغة في المنطقة السكنية المحيطة. وفي سامراء (110 كيلومترات شمالي بغداد)، انفجرت سيارة مفخخة يقودها انتحاري مستهدفة نقطة تفتيش للشرطة، ما أدى إلى اصابة 12 شرطيا بجروح. وفي ديالى (شمالي شرقي بغداد)، قتل العقيد في الشرطة حامد العتبي في انفجار عبوة لاصقة بسيارته الخاصة في بهرز الواقعة جنوبي بعقوبة. كما اصيب تسعة أشخاص بينهم أربعة من الشرطة في انفجار عبوتين ناسفتين. وفي الموصل (350 كيلومترا شمالي بغداد) قتل جندي وأصيب جندي وشرطي بجروح لدى محاولتهم تفكيك سيارة مفخخة عند ناحية تلعبطة غربي المدينة. واصيب اثنان من عناصر شرطة المرور إثر قيام دورية للجيش بقتل انتحاري يرتدي حزاماً ناسفاً في منطقة الشلالات، شمالي الموصل. وفي محافظة بابل (100 كيلومتر جنوبي بغداد)، اصيب 17 شخصا بجروح بينهم ثلاثة من عناصر الشرطة في انفجار شاحنة صغيرة في قضاء المسيب، حسبما افاد ضابط برتبة نقيب في الشرطة. وفي حادث منفصل، انفجرت سيارة مفخخة قرب مطعم في ناحية الشوملي الى الجنوب من الحلة ما أسفر عن إصابة عشرة اشخاص اثنان منهما بحالة خطيرة.من جانب آخر أدان رئيس البرلمان العراقي أسامة النجيفي الانفجارات. وقال في بيان صحافي «ندين ونستنكر التفجيرات الإجرامية التي طالت المواطنين الأبرياء في مناطق عدة من البلاد ، ونؤكد أن الاستهدافات البشعة التي تكررت كثيرا وراح ضحيتها أبناء بلدنا بمختلف مكوناته لابد أن تنتهي لينعم المواطن بالأمان والاستقرار». وأضاف القول: «من المفترض أن تكون أجهزتنا الأمنية أكثر استعدادا وجاهزية لصد مثل هذه الهجمات التي تحصد أرواح الأبرياء مرارا وتكرارا، ونطالبهم ببذل الجهود لملاحقة المنفذين وتقديمهم للقضاء لينالوا جزاءهم العادل». وتأتي الهجمات مع اقتراب موعد اجراء انتخابات مجالس المحافظات العراقية المقرر في السبت المقبل 20 ابريل الحالي. اشتباك أعلن مصدر في شرطة محافظة صلاح الدين أمس أن خمسة مسلحين قتلوا، فيما أصيب أربعة من عناصر الشرطة العراقية باشتباكات في وسط سامراء. ونقل موقع «السومرية نيوز»، عن المصدر قوله إن «مسلحين مجهولين هاجموا صباح أمس نقطة تفتيش تابعة للشرطة في منطقة الرصاصي في سامراء، ما أسفر عن إصابة أربعة من عناصر النقطة»، مضيفاً القول إن «عناصر النقطة أطلقوا النار على المسلحين ما اسفر عن مقتل خمسة منهم». وقال المصدر ، أن «قوة أمنية طوقت مكان الحادث، ونقلت المصابين إلى مستشفى قريب والجثث إلى الطب العدلي، فيما شنت حملة تفتيش بحثا عن المنفذين». بغداد- يو.بي.آي