عاش العراق، من أقصى جنوبه في البصرة إلى أقصى شماله في كركوك يوماً دامياً راح ضحيته 57 شخصاً وإصابة 303 آخرين بجروح، بعدما هزّ أكثر من 25 انفجاراً مختلفاً. وأكدت مصادر أمنية وطبية أنّ موجة الهجمات التي استخدم في معظمها سيارات مفخّخة وضربت بغداد وكركوك، التي شهدت أقوى التفجيرات، وصلاح الدين والموصل والناصرية والبصرة والعمارة وسامراء وبعقوبة والفلوجة والطوز استهدفت مدنيين وقوات الأمن على حد سواء. وأعلنت مصادر أمنية وأخرى طبية أنّ عبوة ناسفة داخل سيارة انفجرت قرب القنصلية الفرنسية في الناصرية (305 كيلومترات إلى الجنوب من العاصمة بغداد) موضحة أنّ الهجوم أسفر عن مقتل شخص وإصابة آخر بجروح. ووفقاً لمصادر مطلعة، لم يكن القنصل الفخري الفرنسي موجودا في المكتب عند وقوع الانفجار. وفي وسط المدينة نفسها، قالت المصادر الأمنية إنّ سيارة مفخخة انفجرت قرب فندق الجنوب، ما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة اثنين آخرين. وفي البصرة (550 كيلومتراً جنوبي بغداد)، قتل ثلاثة أشخاص وأصيب عشرون آخرون بجروح ، في انفجار سيارة مفخخة قرب سوق المسطر الشعبي وسط المدينة. وفي العمارة التي تبعد نحو 300 كيلومتر عن العاصمة جنوباً، قال مسؤول محلي لشؤون الأمن إنّ سيارتين مفخختين استهدفتا مدنيين في سوق شعبي عند مرقد الإمام علي الشرقي، ما أدى إلى مقتل وجرح عدد كبير من المدنيين. وأكّد الطبيب المسؤول عن دائرة صحة محافظة ميسان علي العلّاق إنّ «مستشفى العمارة تسلمت 14 جثة و60 جريحا بينهم عدد من النساء». تفجيرات شمالية وفي دوران لبوصلة الانفجارات شمالاً، قضى في أعمال العنف التي شهدتها مدينة كركوك (240 كيلومتراً شمالي العاصمة بغداد) 19 شخصاً، فضلاً عن 56 جريحاً. وأعلنت الشرطة العراقية مقتل سبعة متطوّعين لحماية المنشآت النفطية وجرح العشرات في تفجير سيارة مفخخة استهدفت تجمعا قرب بوابة شركة نفط الشمال، إذ أوضح ضابط شرطة رفيع المستوى في الجيش العراقي، رفض الكشف عن هويته، أنّ السيارة كانت متوقّفة داخل مرآب السيارات عند الباب الخلفي لشركة نفط الشمال الواقعة على بعد 15 كيلومترا شمال غربي المدينة، موضحاً أنّ التفجير وقع في وقت مبكّر من صباح أمس لدى تجمع المتطوعين. من جهته، أكّد الطبيب عثمان عبد الرحمن من مستشفى كركوك أنّ سيارات الإسعاف نقلت العديد من الجثث وعشرات الجرحى معظمهم في حالة حرجة، مردفاً أنّ «جميع الضحايا من المتطوعين». ووفقاً لمراسل وكالة «فرانس برس» فإن أشلاء جثث الضحايا تناثرت في موقع الانفجار، مضيفاً أنّ «الانفجارات أدت إلى احتراق عدد كبير من السيارات على جانبي الطريق الرئيسي وسط المدينة». على الصعيد ذاته، أعلنت مصادر أمنية وأخرى محلية مقتل أربعة أشخاص وإصابة نحو 40 آخرين في ثلاث هجمات متفرقة في ذات المدينة التي عاشت أجواء فوضى غير مسبوقة حالت دون التحقق من الحصيلة النهائية للتفجيرات. وفي أعقاب التفجيرات بدت المدينة شبه خالية من سكانها الذين فرّوا من الشوارع بعد الأضرار الجسيمة التي ألحقها الانفجاران بعدد من المباني الحكومية بينها دائرة الاستثمار. ولم تستثن دوامة العنف منطقة الطوز جنوبي كركوك، إذ حصدت ثلاثة قتلى وإصابة 20 آخرين في انفجار عبوة ناسفة قرب استعلامات مركز الشرطة.. فيما أكّد مصدر مطّلع إصابة عشرة أشخاص في هجوم بسيارة مفخخة استهدف موكب لحمايته صباح أمس. وأصيب ستة جنود في تفجير مفخخة استهدف دورية للجيش عند ناحية الرياض (30 كيلومتراً غربي كركوك) حصاد أرواح وشهدت مدينة الموصل مركز محافظة نينوى تفجيرا مزدوجا بعبوتين ناسفتين أصيب خلاله أربعة مدنيين بجروح. وفي تلعفر شمال غرب بغداد، أعلن الملازم أول عبد غايب من الشرطة مقتل شخصين وإصابة سبعة آخرين بجروح في انفجار سيارة مفخخة مركونة في قرية حسن كوي الواقعة في قضاء تلعفر، فيما أكّد طبيب من مستشفى تلعفر تلقي جثتين ومعالجة سبعة جرحى أصيبوا في الانفجار. سامراء وبعقوبة لم تكونا استثناء من قاعدة العنف المتفشي، ففيما أعلن مقدم في شرطة سمراء أنّ «سيارة مفخّخة مركونة على الطريق الرئيسي جنوبالمدينة، انفجرت ما أدى إلى مقتل ضابط شرطة برتبة عقيد وشرطي وإصابة اثنين من رفاقهما بجروح».. أشار عقيد في شرطة بعقوبة أنّ جنديا قتل وأصيب 17 شخصا بينهم امرأة وسبعة من عناصر الأمن بانفجار خمس عبوات ناسفة في مناطق متفرقة في بعقوبة وحولها. وفي منطقة التاجي شمالي بغداد، قتل شخص وأصيب سبعة آخرين على الأقل بجروح في انفجار ثلاث سيارات مفخخة استهدف أحدها دورية للشرطة». على الصعيد ذاته، هزّت انفجارات ناتجة عن انفجار سيارات مفخّخة مناطق متفرقة أخرى من العراق موقعة قتلى وجرحى في صفوف المدنيين من أبرزها مدينة الفلوجة .
