يصاب المواطن الخليجي بقلق شديد عندما يستمع الى نسب الطلاق في دول مجلس التعاون الخليجي، فالنسب قد تفوق 40 % في بعض الدول والبعض بين 30 % و40 %.. ودولة مثل المملكة العربية السعودية تبين ان هناك تباينا كبيرا بين منطقة الى أخرى، ففي الشرقية تصل الى 60 % أما في الرياض وهي العاصمة فتصل الى 50 % حتى تصل الى مكةالمكرمة حيث تصل الى 15 %. فهذه النسب أثرت على حياتنا الزوجية بشكل كبير، حتى صارت سببا في عزوف بعض الشباب والشابات عن الزواج، واستسلام بعض الأزواج للطلاق لأن هذا مصير غالبية المتزوجين. بل نجد بعض الإعلانات المخيفة عن اوضاعنا فتشاهد اعلانا مثل "الطلاق الخطر القادم...في دول الخليج" ومؤتمرات وندوات.. وفي الأمس القريب سمعنا من أحد المشايخ في محاضرة عامة يقول ان نسب الطلاق قد وصلت الى 64 %. والسؤال الذي يفرض نفسه هل هذه النسب صحيحة وهل نسبة الطلاق في دول الخليج العربي المعروفة بالتزامها بقيمها الدينية، وما غرسه فينا هذا الدين العظيم من قيم اسرية من احترام وتقدير الزوجين لبعضهما البعض؛ تصل الى نفس الدول التي لا تقدس الزواج وليس لديها اي قيم للحياة الاسرية. فالولايات المتحدةالأمريكية تصل نسبة الطلاق فيها الى 49 % والمجر 46 ٪ وألمانيا 41 ٪ وسويسرا 40 ٪ هل هذا يعقل؟!. واذا بدأنا ننظر الى كيفية استخراج النسب فنجد انفسنا امام مشكلة كبيرة، وهي ان الذين يتحدثون عن نسب الطلاق قراءتهم غير صحيحة عن نسب الطلاق فكيف تتم هذه القراءة.. كيف تتم قراءة نسب الطلاق؟! تسمع عند الكثير لا اقول من العامة بل منهم من يدعي التخصص يقول ان نسبة الطلاق تصل الى 50 %، فتسأل المتخصص كيف تم استخراج هذه النسبة فيتفضل ويقول حسبنا نسب الزواج في سنة 2011 مثلا، ومن ثم حساب عدد المطلقين في نفس السنة واستخراج النسبة من العددين وهذا هو موطن الخطأ. فالمطلقون في سنة 2011 ليسوا جميعا متزوجين في سنة واحدة، فكيف احسب نسب الطلاق وانسبها لهذه السنة. وهذه هي الطامة الكبرى والطريقة الخاطئة. فالنسب المئوية لا يتم استخراجها بهذه الطريقة ابدا. فالصحيح هو متابعة الفوج فمثلا اذا اردت ان استخرج نسب الطلاق سنة 2008 فعلي ان اتابع الفوج اي الذين تزوجوا في نفس هذه السنة حتى خمس سنوات قادمة باشخاصهم هم، من غير ادخال اي متزوج في سنة اخرى ثم بعد خمس سنوات نحدد النسبة، وهي ولله الحمد والمنة لا تزيد عن 6 % وتقل النسبة الى 2 % بعد الخمس سنوات. نعم نقول لمن يتحدث عن هذا الموضوع ان نسب الطلاق لا تزيد عن 6 % فقط، فنحن في خير ونعمة من الله تعالى، فلا نريد التضخيم والمبالغة واقول اتقوا الله في مجتمعاتكم فليس هذا الاسلوب الصحيح في علاج الموضوع. وهناك من يسأل هل معنى ذلك انه ليس هناك مشاكل في البيوت وهناك استقرار تام؟ اقول نعم هناك مشاكل وأحزان وآلام في داخل بعض البيوت. قد يتأثر الشخص بشكل البيت وبنيانه وما يملك اصحاب هذا البيت من مال وعقار وخدم.. ولكن البعض ولا اقول الكل يتمنى ان يستبدل بما يملك كلمة طيبة لم يسمعها من سنوات.. نعم هناك تحديات تواجه الاسر الخليجية منها غياب ممارسة الوالد لمسئولياته، حيث أصبحت الأسرة تدار بشكل كبير من طرف المرأة، وأصبح هناك نوع من القصور في ممارسة الزوجين لأدوارهم داخل الأسرة، إضافة إلى غياب الحوار الأسري.. الذي يؤدي للاسف الشديد الى انعدام الحب بين الزوجين والخيانة الزوجية والاستغلال المادي... وغير ذلك من الأمور الظاهرة لدينا في المجتمع الخليجي.