في مدينة المبرز بمنطقة الإحساء بالسعودية تأسس نادي المبرز عام 1958م ثم تغير اسمه في ستينيات القرن الماضي ليصبح الفتح ومنذ أربع سنوات صعد للمشاركة في الدوري السعودي للمحترفين وتولى قيادة تدريبه التونسي فتحي الجبال ويضم نخبة مميزة من اللاعبين السعوديين المغمورين الذين أصبحوا بعد الفوز نجوماً يشار لهم بالبنان وأربعة لاعبين محترفين هما البرازيلي ألتون جوزيه والكنغولي دوريس سالمو والأردني شادي أبوهشهش والسنغالي كيمو سسوكو، في الموسم الماضي بدأت بوادر تألقه عندما قارع الكبار وحصل على المركز الثالث في دوري كأس خادم الحرمين الشريفين، وفي الموسم الحالي فاجأ الجميع بانتصاراته على أندية كبيرة مثل الهلال والاتحاد والنصر والشباب والأهلي واستمر في تألقه حتى حسم لقب دوري زين السعودي قبل نهايته بجولتين ولم يخسر حتى الآن سوى من فريق الشباب السعودي وحقق إنجازاً تاريخياً لمنطقة الإحساء لم يكن أحد يتوقعه وسيشارك في بطولة أندية آسيا للمحترفين في الموسم القادم، وقدَّم لاعبوه مستويات متميزة وأصبحوا نجوماً في سماء الكرة السعودية وذلك بفضل الروح المعنوية العالية وإصرارهم على الفوز ويعتبر سابع ناد سعودي يحصل على الدوري بعد الهلال والأهلي والاتحاد والشباب والنصر والاتفاق وسجل اسمه بأحرف من نور في تاريخ سجلات الدوري السعودي وحقق حلماً كان صعب المنال في وجود أندية كبيرة، وهذا الإنجاز التاريخي لم يأت وليد صدفة أو ضربة حظ بل جاء بتخطيط سليم مدروس وعمل احترافي منظم وفكر إداري استثماري من قبل مجلس الإدارة وتكاتف الجميع ووقوفهم خلف فريقهم خاصة مساندة جماهير النادي ودعم رجال الأعمال من عائلة الراشد والجبر والعفالق وغيرهم لإدارة النادي والاستقرار في الجهازين الإداري والفني واستقطاب لاعبين مميزين أسهم في قوة الفريق، وإدارة شابة برئاسة المهندس عبدالعزيز العفالق عرفت كيفية التصرف في حدود الميزانية المرصودة للفريق ولم تبالغ أو تغالِ في الصرف بل خططت وفق الميزانية. لقد غيَّر نادي الفتح (النموذجي) موازين القوى في كرة القدم السعودية بحصوله على هذا الإنجاز الكبير وعلو كعبه وأصبح ضلعاً ثابتاً في الدوري السعودي للمحترفين وسيمثل السعودية في دوري أندية آسيا الأبطال للمحترفين رغم قلة الإمكانات وقدَّم دروساً مجانية لكي تستفيد منها الأندية التي تريد أن تحذو حذو فريق الفتح النموذجي صانع الإنجاز التاريخي وتفوَّق على أندية تاريخية تملك إمكانات عالية ومنشآت رياضية كبيرة وميزانيات ضخمة وجماهير غفيرة، لقد تعاطف الجميع مع النموذجي وكنت أنا من ضمن الحريصين على متابعة مباريات النادي خاصة مباراة الأهلي التي لم أتمكن من حضورها في أرضية الملعب بسبب ظروفي الصحية. تجربة الفتح ظاهرة فريدة يجب الاستفادة منها خاصة في التخطيط والتنظيم واستعمال الفكر وكيفية التصرف في حدود الميزانية المرصودة. مبروك لأهل (الإحساء) هذا الإنجاز التاريخي.