كأن الشعب السوري المعذب كان ينقصه أن يفرض نفسه عليه ذلك الكيان الذي بات عبئا ثقيلا وكريها على الإسلام والمسلمين وهو القاعدة، حيث أعلنت القاعدة في العراق التي تسمي نفسها بدولة العراق الإسلامية ومن طرف واحد توحدها مع جبهة النصرة بسوريا وهي جماعة إسلامية غالبها من السوريين ذوي التوجه الإسلامي، فخرجت مباشرة إعلانات من قيادات بجبهة النصرة بأنها لم تكن على علم مسبق بما أعلنته القاعدة، وإن كان قد خرج صوت شاذ يبايع الظواهري، وهي بذلك لم تقدم فقط كل الحجج التي كان يريدها أعداء الثورة السورية لرفع الدعم عنها إنما أكثر من ذلك هي تهدد وحدة صفوف الثورة السورية لأن السوريين يعرفون فظاعة ما فعلته القاعدة في العراق لأنهم استقبلوا ملايين النازحين من العراق بسببها، فالقاعدة أعلنت منذ بداية الغزو أن من أهدافها إقامة حرب طائفية كبرى وهذا ما حصل ونتج عن ذلك مقتل أكثر من مليون عراقي ولم يستهدفوا فقط الشيعة والمسيحيين إنما حتى شيوخ السنة الذين رفضوا مبايعتهم، ولفرط بطشهم بالناس قامت حتى المناطق السنية التي خرجت منها المقاومة للغزو بالاستعانة بالأمريكيين لكي ينقذوهم من القاعدة وهكذا تكونت ما تعرف بالصحوات وهي جماعات سنية مسلحة غير نظامية واجهت القاعدة،. متى سيعي أتباع القاعدة أنهم باتوا عبئا على الإسلام والمسلمين وباتوا الحجة التي يتحجج بها الأعداء للبطش بالمسلمين؟. لما نصح المسيح أتباعه أن لا يتبعوا المضلين باسم الدين، سألوه: كيف نعرفهم؟، قال (من ثمارهم تعرفونهم). فهل هناك ثمرة واحدة إيجابية تولدت عن القاعدة وفكرها ؟، ولهذا يجب على قيادات الثورة السورية أن يقدموا مصلحة شعبهم ويعلنوا براءتهم المطلقة من القاعدة[email protected]