ينشغل الوسط الرياضي العراقي هذه الأيام بالكابتن رعد حمودي الذي أعلن عدم ترشيحه لمنصب رئاسة اللجنة الأولمبية العراقية في انتخابات المكتب التنفيذي للأولمبية التي ستقام الشهر المقبل ، وهذا الأمر انعكس تداعياته على من يريدونه ومن لا يريدونه ومن يقفون موقف الحياد في النظر إلى ضرورة استقالته من عدم ضرورتها . عبدالجبار العتابي - بغداد : وسط حالة الإستعدادات للدخول في انتخابات اللجنة الأولمبية العراقية ، تطل الترشيحات للرئاسة هاجساً للوسط الرياضي ، فهناك من يرى أن إعلان رعد جاء لأنه وجد نفسه خاسراً إذا ما دخل الانتخابات بناء على معطيات عمله خلال السنوات الأربع الماضية ،وتخلي الذين من حوله عنه، فيما يرى آخرون أنها مناورة منه لكسب بعض التأييد أو التعاطف معه وسط طرح أسماء مرشحين من المقربين منه والعاملين معه ، لكن الأخطر في القضية ما رأه البعض من أن عدم رغبته في إعلان ترشيحه من جديد كنوع من نكران الذات فيما الحقيقة أنه عقد صفقة مع الشيخ أحمد الفهد الأحمد الصباح رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي للتدخل عند الحكومة العراقية من أجل ثنيه عن عدم الترشيح ومساعدته أيضًا في تمكينه الفوز بالمنصب. خسارة الاسم والتاريخ يؤكد أغلب المهتمين والمتابعين للشأن الرياضي الخاص بعمل اللجنة الأولمبية العراقية بدقة وتأمل أن قرار رعد حمودي بعدم الترشيح لرئاسة اللجنة الأولمبية العراقية مجدداً لا يدعو إلى الاستغراب ، فهذا متوقع منه لاسيما أنه خلال السنوات الأربع لم يقدم شيئًا للرياضة العراقية، فضلاً عن انه صار يعرف أن أسمه وحده لم يعد كفيلاً بتحقيق الفوز ، كما في المرة الأولى ، بعد أن عرف الجميع أن رعد حمودي فشل إداريا وفنياً ،ويوضح الكثيرون أن بروز أسماء أخرى تنافسه على الرئاسة من اقرب العاملين في مكتبه التنفيذي جعل الأمر يبدو وكأن الخسارة ستلحق به بشكل مؤكد ، لذلك ، كما يتوقعون ، كان رعد ينظر إلى الوضع القائم بشيء من اليأس ، لانه لا يريد أن يدخل الانتخابات ويخرج منها خاسراً تاريخه وأسمه ، وحسب المعلومات التي لدى البعض : ان رعد استشار المقربين منه باحتمال الفوز أو الخسارة واكدوا له أنه لن ينجح هذه المرة لأسباب عديدة ،منها أن هناك من يناصبه العداء بشكل شخصي ، وهناك من يرى أنه لم يستطع قيادة الرياضة العراقية إلى ما تصبو إليه ، بل أنه زاد الأمر سوءاً حين وضع اللجنة الأولمبية العراقية تحت جناح وزارة الشباب والرياضة ، وصار يتلقى الأوامر منها على عكس الحقيقة التي هي أن الأولمبية مستقلة وأهميتها أكثر من أهمية الوزارة ، ومن هنا يشيرالبعض أنه يمكن القول إن رعد حمودي تيقن تماماً انه لو اشترك في الانتخابات سيخرج خاسراً منها ،لذلك قرر احترام تاريخه وأسمه وعدم الترشيح ، لأن عدم الترشيح سيضعه في مكان أعلى من المكان الذي ستضعه فيه الخسارة ، وقد أشار البعض إلى أن رعد حمودي ليس لديه في العراق سوى حقيبته ومتى ما خسر فسوف يحملها ويمضي إلى حيث عائلته في عمان . توقعات بعدم ترشيح رعد فقد أكد الأمين المالي للجنة سمير الموسوي ل (إيلاف) أن الكثير توقعوا عدم ترشيح حمودي إزاء التراجع الملحوظ بالعمل الأولمبي في الدورة الماضية ، وقال الموسوي ، وهو المرشح لرئاسة اللجنة الأولمبية في الانتخابات المقبلة : اعتقد أن الوقت مازال متاحاً للكابتن رعد حمودي للإعلان عن ترشيحه للرئاسة ، فالوقت لم يحن بعد ، على الرغم من تضارب الأنباء وتعدد الاقاويل حول القرار الذي من الممكن أن يتخذه بعدم الترشيح لولاية جديدة. واضاف : الكثيرون يتوقعون ألا يقدم رعد حمودي على الترشيح مرة أخرى للرئاسة بعد التراجع الملحوظ في العمل الأولمبي في الدورة الماضية، فالأولمبية خلال السنوات الأربع .. لم تقدم شيئًا للرياضة العراقية، بل انني لا انكر أن اللجنة الاولمبية الحالية أسهمت بشكل كبير في حدوث العديد من الانتكاسات للرياضة العراقية، وذلك بسبب غياب التخطيط والتفكير بتحقيق الإنجازات وعدم وجود شخص قيادي فيها يستطيع من قيادتها إلى بر الأمان،؟ مبيناً أن القرار في اللجنة الأولمبية ضعيف للغاية، وذلك بسبب سيطرة المتنفذين مع وجود بعض الاشخاص غير القادرين على إدارة العمل الرياضي . الموقف ما زال غامضاً أما الدكتور طالب فيصل، رئيس إتحاد ألعاب القوى ، فأشار إلى موقف رعد الغامض من ناحية الترشيح ، وقال : لم يصدر حتى هذه اللحظة أي بيان رسمي يؤكد فيه رعد ترشيحه من عدمه ، ليترك الأمر مبهمًا حتى اللحظات الأخيرة من إنطلاق الانتخابات ، وربما قد يخشى حمودي من حدوث تأثيرات أو إغراءات على أعضاء الهيئة العامة، ما يعني توجههم لمرشح آخر، أو أنه يشعر بأن الجهة المقابلة المنافسة له على الانتخابات تكون الأقوى وبالتالي صعوبة التباري معها في ميدان الانتخابات . واضاف : لكن مع ذلك مازال هناك متسع من الوقت وقد يعلن رعد حمودي ترشيحه بأي لحظة . وساطة الشيخ أحمد الفهد إلى ذلك قال رياضي ، طلب عدم ذكر اسمه: إن رعد حمودي قد رتب وضعه مع الشيخ أحمد الفهد خلال زيارته الأخيرة لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ، والزيارة في مجملها لها علاقة بهذا الموضوع،من أجل أن يضغط المالكي على الجهات المعنية لإعادة إنتخاب رعد للأولمبية بدعم من الشيخ الفهد. وأضاف : أما تصريحات رعد حمودي بعدم الترشيح فهي (وهمية) ،ونحن نعلم جيداً ما أسباب الزيارة التي قام بها رعد مع رئيس إتحاد كرة القدم العراقي ناجح حمود قبل مدة من زيارة الفهد لبغداد ، والكل يعرف قوة العلاقة ما بين رعد والشيخ أحمد الفهد الذي يريد أن يبقى رعد على رأس الأولمبية العراقية ، وبالتأكيد أن رعد يريد الأولمبية و (ويقاتل) من أجل البقاء فيها، وانا اعتقد أن الامر بيد الشيخ ، وسوف ترون أن ما ذكرته هو الصحيح ، اما ما صرح به رعد من عدم ترشيح نفسه فهذا له أغراضه وهو تحديداً نوع من التمويه. سحب البساط من تحت اقدامه من جانبه، أكد الزميل الصحفي هاشم البدري رئيس تحرير جريدة (فرسان سبورت) على أن المخاوف من الفشل ربما تدفع رعد إلى عدم الترشيح فعلاً ، وقال : لا نعلم ما الذي تحمله لنا الأيام المقبلة من مفاجآت ومتغيّرات وأحداث قد تكون مفاجئة وغير مفاجئة للجميع، إذ أن مسألة عدم ترشيح حمودي لولاية ثانية تبدو منطقية ازاء الحراك الدائر في البيت الأولمبي، والذي أثر على سير وتقدم عجلة الرياضة العراقية إلى الأمام في ظل المتغيرات والمعطيات الجديدة بعد أن أيقن الرئيس الحالي وبفضل قراءته للمشهد الانتخابي للدورة الحالية من أن ما يحصل ويدور لا يصب بصالحه ولا يخدم ترشيحه لولاية جديدة بمعرفته أو عدم معرفته بما يدور خلف الكواليس من تجاذبات وتقاطعات أثرت سلباً بشكل وآخر على مسيرة التجربة الديمقراطية التي خرجت عن المألوف واصبحت ميدان للتناحرات واختلاف الرؤى.. وأضاف : أعتقد كما يعتقد غيري إن لم نكن جازمين من أن خشية وتردد حمودي من المجهول يعد أحد الأسباب الرئيسة لعدم ترشيحه لولاية أخرى، كما أن مخاوف الفشل في الانتخابات المقبلة يعد ايضًا واحداً من اهم أسباب تخلي الرئيس الحالي في الابتعاد عن التصدي لمهمة قيادة البيت الأولمبي العراقي ، لا سيما وهو قامة رياضية شامخة لا يحبذ إدخال نفسه في زوايا ضيقة - تأتي عليه بالاخفاق والفشل بعد انفراط عقد المكتب التنفيذي الذي أصبح شخوصه يغني كل واحد منهم على ليلاه بما يظهرعلى واجهة الاحداث، والتي لم تعد خافية على أحد بعد نشر الغسيل عبر وسائل الإعلام المختلفة - ما يضعف من إمكاناته وقدراته على أقل تقدير أمام خصومه في البيت الأولمبي العراقي الذين عقدوا العزم على سحب البساط من تحت اقدامه ، مراهنين على ما اعترى مهمة هذا البيت من اخفاقات سابقة القت بظلالها على مسيرة الرياضة العراقية بأسرها وبما صرف عليها من مبالغ خيالية طائلة تفوق التوقع والمعقول.. نأمل أني يتجاوز الأولمبي اخفاقات المرحلة الماضية في التصدي للمهام المؤكلة والمناطة به بوجود حمودي وبدونه خدمة للرياضة العراقية. إنفلات الامور من يده فيما قال الرياضي كريم نافع العذاري : واقع السنوات الأربع الماضية غير جيد لعدة أسباب منها الوضع السياسي المرتبك والتناحرات والتسقيطات وتأثير بعض من الكيانات السياسية المتنفذة على رجال الاولمبية وقادة المناصب الرياضية الرئيسية ، وعلية تأثرعمل رعد وباقي أعضاء الأولمبية بالعمل السلبي واخفاقهم بالعمل الذي يتمناه الشارع الرياضي ، ومن هنا فالإنجازات تأثرت سلباً بشكل أو بآخر . وأضاف : أما مستوى أداء رعد شخصياً كرئيس للأولمبية فأعتقد أنه متوسط وليس جيداً ، ولكن الأمور قد فلتت من رعد في كثير من الاحيان بتأثيرات جانبية كثيرة، واذا ما فاز هذه المرة ، فأنه طول عمره سيظل يحلم أن يأخذ منصباً رياضياً مهما وسيعود إلى الأردن ويعود إلى عهده السابق كرجل تجارة . الجهل والتآمر اما الكابتن صالح حميد ، عضو الهيئة الإدارية لنادي الكرخ فقال : لا شأن لي برعد حمودي سواء رشح نفسه أو لم يرشح ، هذه ليست مشكلتي ،لانني أريد من يستطيع النهوض بواقع الرياضة العراقية وينتشلها ، يجيئون ويذهبون ولا فائدة تذكر ،ولكن .. من المؤكد أن العمل في الاجواء التي تحيط بالبلد وما يحدث من خلل في منظومة الأخلاق والنهج ، لا تساعد في إيجاد مناخات لأي عمل سواء كان تدريبياً أو إداريًا، ونحن بحاجة لإعادة القيم والمبادىء التي يمكن من خلالها البقاء دون تراجع أو السير بخطى بطيئة للنمو الفكري ، وما أراه أننا فقدنا فلسفة التنافس إلى لغة الصراع بل تعدى هذا الصراع في التسمية من صراع المصالح إلى صراع الفجور ، وهو ما يحذر منه القرآن الكريم ، بحيث يفقد الانسان قيم الرجولة في مواجهة الخصوم ويتبع أساليب رخيصة في الهجوم، وبذلك لا ارى أي شيء حققناه من خلال السنين الماضية سوى كثرة الألبسة والمؤتمرات وقلة العمل ، ولا ارى أي تقدم سنجنيه في مستقبل ساد فيه الجهل والتآمر على العمل والوحدة والألفة ، واعتقد جازماً أن كثرة المؤسسات الرياضية وتعددها وتداخل الصلاحيات والمصالح سيؤدي إلى كارثة ، وزارة الشباب، اللجنة الأولمبية ، البارالمبية ،لجنة الشباب والرياضة لمجلس النواب، لجنة شباب والرياضة لكل محافظة، لجنة الرياضة في أسبوع، لجنة الرياضة النسوية، لجنة حقوق الرياضيين ، لجنة (كلشي وكلاشي) !! وكلها لا نراها سوى بالمؤامرات والكلام الكثير ، فلم أسمع صرخة ضمير ميت للرباع الراحل (عبدالواحدعزيز) صاحب الإنجاز الأولمبي الوحيد لا يشمل بقانون منح بسيط ولا يلبي احتياجات طفل ، هل هذا هو ما أردناه للرياضة ، الكل يتملق لهذا الشخص كونه مسؤولاً ، وليس لأنه نظيفاً أو متميزاً ، وهو في حقيقة الأمر غبي بلباس أمير !!