أجد ومعي الكثيرون أن هناك مظاهر سلبية في كثير من الأحيان ما تشوه الصورة وتؤثر على سلامة الأمن المجتمعي وترهق الذوق العام وتجعله أسيرا لتراكمات طالت كثيرا بينما كان بالإمكان استئصالها في وقت مبكر وهي ليست على همة القادرين والمخلصين بشيء عزيز.ويؤسفني أن أقول إننا دائما ما نأتي في أعقاب الحدث وليس قبله ولو بقليل ولا أريد أن أقول بعد خراب بصرة.. وكيما أقرب الصورة من أذهان القراء والمسؤولين فإن هناك نقطتين سلبيتين الأولى منظر أنابيب الغاز.. تلك القنابل الموقوتة المنتشرة في منازلنا وأحيائنا وشوارعنا والتي لديها قابلية الانفجار في كل لحظة.. ويشهد التاريخ بعواقب وخيمة من جراء انفجار هذه الأنابيب.. والثانية شكل وايتات نقل الصرف الصحي.. وهي ظاهرة مشينة تسيء إلى المجتمع وتشكل خطرا لا يخفى على العارفين بمضاعفاتها الصحية والبيئية والحضارية.. ولعل ما يجري الآن من خطى حثيثة في سبيل إيصال شبكات الصرف الصحي إلى كل بيت يكفل غياب هذه الظاهرة السيئة وإلى الأبد.الغاز للجميع :من المؤسف حقا أن نكون في آخر الركب وفي ذيل القائمة بالنسبة لهذه الطاقة الحيوية النظيفة وقد سبقنا من هم أفقر وأقل إمكانات منا وتواضعا.والسؤال الذي يطرح نفسه هو: لماذا لم يتم تنفيذ مشروعات توصيل الغاز إلى المنازل مع ما يمثله من نقلة حضارية وتنموية تسهم في تلبية احتياجات المواطنين من الطاقة النظيفة، وتأتي على رأس أولويات الحكومة لتنفيذ المشروعات ذات الجدوى الاقتصادية والبيئية والتي تعود بالنفع على المواطنين، وتسهم في ترشيد استهلاك المنتجات البترولية.. بالإضافة إلى أن خدمة خطوط توصيل الغاز إلى المنازل تعد خدمة عالية الأمان بخلاف الأنبوبة المستخدمة حاليا، وأن الخدمة ستكون تحت إشراف شركات مما يوفر فرص عمل وحل لمشكلة البطالة.إن الحالة مزرية وأقرب إلى النمط البدائي وخاصة بعد حوادث صهاريج الغاز التي حدثت في الرياض.. فقد أصاب الارتباك شركة الغاز وجاءت قراراتها التي تستهدف فيما أعتقد ضمان السلامة ومقدراتها.. ولكنها جاءت لتفرض عبئا ثقيلا على المستهلكين وترجعنا إلى الأيام القديمة (البدائية) فأنت الآن عندما تشعر شركة الغاز بجدة بقرب نفاد خزان الغاز في بيتك أو في مصنعك أو في أي منشأة فإنهم يحيلونك إلى رقم خدمة العملاء ويباشرون بتسجيل الطلب وعلى سبيل المثال كان الطلب بتاريخ 18 مارس الماضى ومن ثم كانت المتابعة الحثيثة لعدة مرات ولكن المؤلم أنك تفاجأ بأن الخط مشغول أو لا أحد يجيب وفى 20 مارس تم الاتصال وأفاد الموظف المسؤول بأنه سيقوم بإرسال اميل للمكتب في جدة من أجل أن تفيدنا بالرد واليوم وعند كتابة هذه السطور أي بعد حوالى أكثر من شهر.مازالت الشركة تغط في سباتها العميق (والطاسة ضايعة) وعلق أكثر من مواطن على أن عقارب الساعة تمضي دائما إلى الأمام إلا عند شركة الغاز.. ترى ونحن البلد المنتج للغاز ونملك رابع أكبر احتياطي عالمي منه نعيش هذه الحالة من الارتباك ومن بطؤ التلبية.. فإلى من نشكوا.. إنه لغريب جدا أن تأخذ هذه المعاملة أكثر من شهر في وقت التلبية الفورية في عهد ثورة المعلومات وارتفاع وتيرة العرض والطلب نتيجة أهمية الاقتصاد ودوره الفاعل في تنمية موارد الدولة.. التي من شأنها أن تكون إضافات مجدية وغنية في تعزيز الارتقاء بمستوى الحياة.. حياة الفرد وحياة الوطن.العودة إلى عصر الفحم والحطب :وأمام هذا الوضع السقيم هل تريدنا شركة الغاز أن نعود إلى سالف الأيام.. أيام المنقل وأيام المطبخ والأثافي وإشعال النار بالكبريت والجاز.. من أجل أن نوقد لطعامنا لكي نعيش.إنها صورة فجة وعقيمة أن نكون في هذا العصر الذي تفوق فيه الإنسان على نفسه فجاءت المعطيات التي توفر له أرقى المستويات الحياتية.. أعتقد أن على الدولة أن تبادر وبسرعة إلى حل هذه الأزمة.. فعيب وألف عيب أن تظل الصورة بما تعكسه من سلبيات قاتمة والناس يتساءلون لماذا لا يكون الغاز متاحا كالماء والكهرباء.. أرجو أن لا تطول معاناتنا وأن يأتي الحل سريعا .. وحسبي الله ونعم الوكيل. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 132 مسافة ثم الرسالة