| لندن - من الياس نصرالله | تتعرّض الشرطة البريطانية لانتقادات شديدة من الجانبين الشعبي والرسمي بسبب الكشف عن انها لم تحرك ساكناً ووقفت موقف المتفرج أمام مهرجان تحشيش كبير جرى في حديقة الهايد بارك الشهيرة وسط لندن يوم السبت الماضي بدعوة من أتباع الحركة المطالبة بوقف تحريم استخدام حشيشة الكيف وعشبة القنب الهندي أو المارجوانا. ومع أن المهرجان أقيم في وضح النهار وفي أكثر الحدائق العامة شعبية في بريطانيا وربما في العالم والواقعة بين قصر باكنغهام الملكي، المقر الرسمي للملكة اليزابث الثانية، من الشرق وقصر كلارنس الملكي، مقر ولي العهد تشارلز، أمير ويلز، من الغرب وحضره بضعة آلاف من متعاطي تدخين الحشيشة ومشتقاتها، الا أن وسائل الاعلام التي عادة لا تترك مناسبة من هذا النوع من دون تغطيتها والحديث عنها، تجاهلت المهرجان، تماماً مثلما تجاهلته الشرطة، الى أن امتلأت المواقع المهتمة بالموضوع بالحديث عن المهرجان وتم تناقل صور وكليبات فيديو عديدة منه على الشبكة العنكبوتية، على نحو أحرج الشرطة والدوائر الحكومية المختصة. وان كانت وسائل الاعلام أفلتت الى حدٍ ما من الانتقاد، الا أن المنتقدين حمّلوا الشرطة وشعبة مكافحة المخدرات التابعة لجهاز السكوتلاند يارد المسؤولية الكاملة عمّا حصل، خاصة وأن عدداً من رجال الشرطة حضروا المهرجان وتجولوا بين المدخنين أو الحشاشين وشاهدوا بأعينهم تعاطي الحشيشة بحرية تامة، من دون أن يتعرّضوا للمتعاطين، مع أن تدخين حشيشة الكيف ومشتقاتها ممنوع، حسب القانون. وحاول الناطق بلسان الشرطة الدفاع عن جهازه، حين قال رداً على استفسارات من جانب عدد من الصحافيين أمس، أن رجال الشرطة أوقفوا شخصين من بين المشاركين في المهرجان، مع العلم أن جميع من حضروا المهرجان كانوا يدخنون الحشيش في شكل تظاهري، عن عمد وسبق اصرار في عملية تحدٍ كبيرة من جانب اللوبي المؤيد لتعاطي الحشيشة، فالشرطة متهمة بأنها باعتقال شخصين من المشاركين في المهرجان وترك الآلالف الأخرى تفعل ما تشاء تحاول ذر الرماد في العيون والتظاهر بأنها لم تتوان عن القيام بواجبها. ويخشى المعارضون لتعاطي الحشيشة من أن يتحول المهرجان الذي أطلق عليه اسم «اليوم الوطني لتدخين الحشيشة» الى حدث شعبي ويتكرر انعقاده في السنوات المقبلة، مما قد يجتذب أعداداً اضافية من متعاطي الحشيشة من دول أخرى. يُشار الى أن المطالبين برفع الحظر عن الحشيشة يستشهدون برفع الحظر عنها في هولندا، العضو في الاتحاد الأوروبي، ويعتبرون أنه ليس من العدل التمييز بين مواطني دول الاتحاد بالسماح للبعض منهم بتعاطي الحشيشة ومنع البعض الآخر منها. فرفع الحظر عن تعاطي الحشيشة في هولندا فتح عليها باباً لما يُسمى «سياحة التحشيش»، حيث يزور هولندا سنوياً ملايين السياح سعياً وراء التحشيش بلا رقيب أو حسيب، ومن ضمنهم عدد كبير من الشبان البريطانيين الذين أصبحت زيارة أمستردام لهذا الغرض تقليداً لديهم. ووفقاً للمطالبين بتشديد العقوبات على استخدام حشيشة الكيف ومشتقاتها، جرى التعتيم والتستر من جانب الشرطة على مهرجان التحشيش ضمن سياسة مخطط لها سلفاً وتدخل ضمن الحملة الجارية في بريطانيا حالياً من أجل رفع الحظر المفروض على تعاطي الحشيشة ومشتقاتها. ويُصِّر الداعون لرفع الحظر عن تعاطي الحشيشة على إنها ليست مُضرّة، بل أن التبغ وما يحتويه من نيكوتين والكحول أكثر ضرراً على صحة البشر، في حين يُحذر العلماء من الحشيشة ويعتبرون أن اللفافة الواحدة منها تعادل 20 ضعفاً من لفافة التبغ من ناحية الضرر على صحة الانسان، ولها تأثير على جهاز المناعة لديه وتلحق أضراراً لا يمكن اصلاحها بالقلب والأوعية الدموية. وجرى تنظيم المهرجان من جانب ناد يُطلق عليه اسم «نادي لندن للحشيشة»، الذي وجّه الدعوة الى حوالي 17 ألف شخص من مؤيديه لحضور المهرجان، فيما تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي على شبكة الانترنت الترويج للمهرجان وتوزيع الدعوة له على نطاق واسع. ووفقاً لشهود عيان فالى جانب تدخين كميات كبيرة من حشيشة الكيف ومشتقاتها، رفع المشاركون في المهرجان شعارات منددة بالحظر المفروض على تعاطي الحشيشة وأخرى تطالب بالغائه، ومن الشعارات التي رُفِعت شعار «كافحوا الجريمة وليس الحشيشة».