في هذا الوقتِ عظُمت فيه الفتنة بسفكِ الدماء وقتل الأبرياء وتناثُر الأشلاء وإثارة الفتَن العمياء. نسأل الله السلامة والعافية المشهد السوري: إنه لأمر مؤلمٌ حقًّا ومؤسِفٌ صِدقًا، يعجز البيان ويرجف الجنان ويضطرب البَنان في رسم هولِ وفظاعة ما يحدث لأهلنا في الشام. إنَّ ما يحدث في بلاد الشام، يُعدّ جريمةً شنعاء وفِعلة نكراء لا يُقِرّها دين ولا عقلٌ ولا منطقٌ ولا إنسانية، وهي بكلّ المقاييس أمرٌ محرَّم!! فكم من أنفسٍ مسلمة بريئة أُزهقت، وكم مِن نفوس مؤمنة رُوّعت، وكم من أموال أُتلِفت، لم يرحَم هؤلاء المجرِمون طفلاً ولا شيخًا ولا امرأة. قال تعالى: "وَمَن يَقْتُل مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُه جَهَنَّم خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْه وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيماً"، النساء 93. الطغاة المجرمون المخربون: أين هم من قوله عليه الصلاة والسلام: "إنَّ دماءَكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام؟؟!!".. حسبي الله ونعم الوكيل. أيها الإخوة والأخوات: يجب أن نتدبر قوله عليه الصلاة والسلام "لزوال الدنيا أهونُ عند الله مِن قتل رجل مسلم" أخرجه الترمذي والنسائي وغيرهما، "أقتلته بعد أن قال: لا إله إلا الله؟!" قال: يا رسول الله، إنما قالها تقيَّةً أي: خوفًا من القتل، قال: "أشققتَ عن قلبه؟!".. أهلنا في الشام يعانون من إرهابِ النظام الحاقد الذي يمارسُ الاغتيالاتِ والقتل والتعذيب، ممّا يتطلّب منّا نصرتهم، في وقت تخاذل فيه من تخاذل.. كلمتي لأهلنا في الشام: عليكم بالصّبر والمصابرة وتوحيدِ الكلمة ووحدةِ الصفوف، وليُبشِروا بالنصر من عند الله، لأن حَبل العُنف والإرهاب قصيرُ المدى.. ومع شدّة الكرب وعِظَم الخَطب، نحن أحوجُ ما نكون إلى بثّ روح التفاؤل والنظرة الإيجابية، حيث تتابع الإحباط واليأس عند كثيرٍ من الناس والله المستعان.. إنّ الأمةَ مطالبةٌ للخروج من أزماتها الخانِقة بتوبةٍ صادقة ورجوع إلى الله وتضرُّع ودعاء وتجديد الثقةِ بالله وحُسنِ الظنّ به سبحانه. # همسة: إن ما شاهدناه على أرض الواقع في مخيمات اللاجئين يعتبر وصمة عار على جبين المجتمع الدولي، الذي يتحرك بخجل وبحياء تجاه مأساة إنسانية قد تتعدّى إقليم الكارثة، ويجب تضافر الجهود وعدم ترك الأردن وتركيا فقط يتحملان مأساة شعب كامل بسبب ظلم الطاغية وأعوانه. * دمتم في رعاية الله.