| القدس - من محمد أبو خضير وزكي أبو الحلاوة | أكدت وسائل إعلام إسرائيلية وأميركية امس، قيام طائرات من سلاح الجو الإسرائيلي بشن غارات على أهداف داخل الأراضي السورية، واعترفت اوساط عسكرية إسرائيلية إن إحدى الطائرات ألقت قنبلة تجاه منشأة سورية وهي تحلق فوق الأراضي اللبنانية. بيد ان إسرائيل الرسمية، وكعادتها، تتكتم على عملياتها ولا تعلن مسؤوليتها عن الكثير من العمليات التي تنفذها. فقد تضاربت الأنباء حول طبيعة وتوقيت الهجوم، فبعض وسائل الإعلام تؤكد نقلا عن مسؤولين أميركيين أن الهجمات وقعت الليلة قبل الماضية، في حين تشير أخرى إلى أن الهجمات نفذت ليل الخميس. وقالت ناطقة عسكرية إسرائيلية «إننا لا نعلق على تقارير من هذا النوع». في المقابل، تشير جهات أميركية إلى أن الغارات استهدفت «مستودعات أسلحة كيماوية»، في حين أكدت جهات أخرى أن الغارات استهدفت «منصات إطلاق صواريخ كيماوية جاهزة للاستخدام». وفي واشنطن، قال ناطق رباسم السفارة الإسرائيلية «لا نستطيع التعليق على هذه التقارير، ولكن ما نستطيع قوله هو أن إسرائيل مصممة على منع نقل أسلحة كيماوية أو أسلحة أخرى تغير من قواعد اللعبة من قبل النظام السوري، ولا سيما نقل أسلحة إلى حزب الله في لبنان». وكانت القناة الإسرائيلية الثانية أشارت في وقت سابق إلى أن قادة المنظومة الأمنية في إسرائيل يعقدون مشاورات متواصلة ومكثفة خشية حدوث تطورات مفاجئة على الحدود الشمالية. وحسب مراسلة «البنتاغون» بربارة ستار، فإن إسرائيل نفذت الهجوم ليل الجمعة، وأنه في هذا الوقت حلق عدد كبير من الطائرات الحربية الإسرائيلية فوق سماء لبنان. وفي حين أفادت شبكة «أن بي سي»، نقلا عن مسؤول أميركي أن هدف الهجوم هو شحنة تحتوي على منظومات ذات قدرة على إطلاق أسلحة كيماوية، فإن شبكة «فوكس» أكدت أن «الهجوم استهدف منشأة عسكرية سورية». وحسب «سي أن أن» فإن معلومات محدودة عن الهجوم كانت متوفرة للولايات المتحدة، وأنها لا تستيطع تأكيد أن إسرائيل نفذت الهجوم. في المقابل، وأبرزت صحيفة «هآرتس» تصريحات وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور، والتي جاء فيها إن «خروقات إسرائيل واختراقها المجال الجوي اللبناني تشكل خرقا لسيادة لبنان، وخرقا لقرارات مجلس الأمن». وأضاف أنه «على المجتمع الدولي أن يلجم إسرائيل لأن استمرار عدوانها لن يجلب الأمن والاستقرار لإسرائيل، وإنما إلى زيادة التوتر وإدخال كل المنطقة في نفق مظلم». ولفتت «هآرتس» إلى أن «معطيات الجيش اللبناني تشير إلى أن الطيران الحربي الإسرائيلي اخترق الأجواء اللبنانية 16 مرة من ليل الخميس وحتى ظهر الجمعة». وتزامن هذا مع تحليق مكثف للطيارين الاسرائيليين في سماء لبنان حيث تحدثت المصادر الإسرائيلية امس عما أسمته ب «حركة يقظة للطيران الحربي» على طول الجبهة الشمالية فيما يبدو على خلفية الغارة إسرائيلية الليلة قبل الماضية التي استهدفت مواقع داخل الأراضي السوري. ونفت مصادر في الحكومة السورية ان لديها معلومات عن الضربة الجوية. وقال بشار الجعفري مندوب سورية لدى الاممالمتحدة «ليس لدي علم الان بأي هجوم». وفي دمشق، نفت مصادر عسكرية سورية وقوع الغارة الاسرائيلية، وذلك في تصريحات لقناة «الميادين». وكانت «وكالة الانباء الرسمية السورية» (سانا) افادت أول من أمس، عن اطلاق مقاتلين معارضين قذيفتي هاون فجرا على حرم المطار، ما ادى الى حريق في خزان لوقود الطائرات واضرار في طائرة تجارية. الى ذلك، قال، أمس، الخبير الاستراتيجي في وزارة الدفاع الاسرائيلية عاموس جلعاد ان الرئيس بشار الاسد يحتفظ بالسيطرة على الاسلحة الكيماوية في سورية ولا يسعى اليها حلفاؤه في «حزب الله». وتابع: «سورية لديها كميات كبيرة من الاسلحة الكيماوية والصواريخ. وكل شيء هناك تحت السيطرة (سيطرة حكومة الاسد)». وأضاف: «لا يمتلك حزب الله أسلحة كيماوية. لدينا سبل لمعرفة المعلومات. فهم لا يتطلعون الى امتلاك مثل هذه الاسلحة بل يفضلون المنظومات القادرة على تغطية جميع أنحاء البلاد (اسرائيل)». ويبدو أن جلعاد كان يشير الى الصواريخ أرض أرض التقليدية التي يمتلكها «حزب الله» والتي يقول الاسرائيليون ان عددها يقارب 60 ألف صاروخ. وأكد جلعاد ان «الاسلحة الكيماوية تقتل من يستخدمها».