عواصم - وكالات - أعلنت انقرة امس عن اعتقال تسعة اتراك للاشتباه بتورطهم في تفجيري مدينة الريحانية القريبة من الحدود السورية اللذين اوقعا 46 قتيلا وعشرات الجرحى اول من امس، واتهمت مقاتلين موالين للرئيس السوري بشار الاسد بالوقوف وراءهما، وهو ما نفته دمشق. وفي وقت كانت الريحانية تدفن ضحايا التفجيرين، أعلن نائب رئيس الوزراء التركي بشير اتالاي ان تسعة أتراك اعتقلوا في ما يتصل بهما منهم المدبر المزعوم للهجوم، وقال: «هناك اعترافات». واعلن وزير الداخلية التركي معمر غولر ان التفجيرين نفذهما اشخاص مرتبطون بتنظيمات موالية للنظام السوري. وقال الوزير بحسب ما نقل عنه تلفزيون «بي ار تي» الحكومي ان «الاشخاص والتنظيم الذين نفذوا (الاعتداءين) جرى تحديدهم. لقد تبين انهم مرتبطون بتنظيمات تدعم النظام السوري واجهزته الاستخباراتية». واضاف خلال مؤتمر صحافي في انطاكية ان منفذي الهجوم لم يأتوا من الجانب الاخر من الحدود بل هم موجودون في تركيا. وقال وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو ان من المعتقد ان من تورطوا في تفجيري الريحانية هم من نفذوا هجوما على مدينة بانياس السورية الاسبوع الماضي وقتلوا خلاله 62 شخصا على الاقل. واوضح داود اوغلو في مقابلة مع قناة «تي. ار. تي» التلفزيونية التركية انه «لا علاقة للهجوم باللاجئين السوريين في تركيا. علاقته الكاملة بالنظام السوري»، مضيفا: «يتعين ان نكون حذرين حيال الاستفزازات العرقية في تركيا ولبنان بعد مجزرة بانياس». واكد داود اوغلو ان «المرتكبين سيدفعون ثمن فعلتهم، سواء أتوا من داخل البلاد أم من خارجها». وشدد الوزير التركي على ان بلاده لن تغير في سياستها لناحية ايواء اللاجئين السوريين، مؤكدا ان «كل من يلجأ الى هنا فهو ضيفنا». ونفى وزير الاعلام السوري عمران الزعبي وقوف بلاده وراء التفجيرين، ونقل عنه التلفزيون الرسمي القول ان «سورية لم ولن تقدم أبدا على هكذا تصرف لان قيمنا لا تسمح بذلك... ليس من حق احد أن يطلق الاتهامات جزافا». وقال الزعبي: «منذ مئة عام ولدينا مشاكل مع تركيا ولم تقدم سورية بكل حكوماتها وجيشها واجهزتها على سلوك هكذا تصرف او فعل ليس لاننا لا نستطيع بل لان تربيتنا واخلاقنا وسلوكنا وقيمنا لا تسمح». واكد وزير الاعلام الذي كان يتحدث في افتتاح ندوة في مكتبة الاسد في دمشق ان «وزير الداخلية (التركي) يقول ان الاتهام موجه الى سورية وسوف نثبت عندما نصل الى ادلة»، مضيفا: «يطلق اتهامات ثم يريد ان يبحث عن ادلة وبمعنى اخر يريد ان يصنع ادلة». وشن وزير الاعلام السوري هجوما لاذعا على رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان، واصفا اياه ب «القاتل والسفاح». وقال: «على اردوغان ان يتنحى كقاتل وسفاح، وليس عليه ان يبني امجاده على دماء السوريين»، وان «الحكومة التركية ورجب طيب اردوغان ووزراءه ونائب رئيس وزرائه ووزير داخليته يتحملون مسؤولية مباشرة سياسية واخلاقية تجاه الشعب التركي والمنطقة وتجاه الشعب السوري والعالم». واتهم المجلس الوطني السوري المعارض النظام السوري بارتكاب التفجيرين، وذكر في بيان انه «يدين بأشد عبارات الإدانة والإستنكار الجرائم الجبانة التي ارتكبها عملاء النظام السوري في مدينة الريحانية التركية، بحق مواطنين سوريين وأتراك». ودانت واشنطنوعواصم اخرى التفجيرين. وقال وزير الخارجية الاميركي جون كيري ان «هذا الخبر المروع أثر بنا جميعا، نظرا الى اننا نعمل بشراكة وثيقة مع تركيا ونظرا الى ان تركيا كانت مرارا محاورا حيويا في عملي كوزير للخارجية خلال الاشهر الثلاثة الماضية». كذلك دان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون تفجيري الريحانية واعرب عن امله «ان يتم التعرف سريعا على مرتكبيهما وان يتم سوقهم امام العدالة»، كما قال المتحدث باسمه مارتن نيسيركي. وعبر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند من ناحيته عن «تضامنه مع الشعب والسلطات التركية». وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ في رسالة على موقع «تويتر»: «اننا نقف الى جانب شعب تركيا». ودان المتحدث الجديد باسم وزارة الخارجية الايرانية عباس عراقجي التفجيرين، معربا عن مواساته للحكومة والشعب التركي، وقال ان «هذا العمل يعتبر عملا ارهابيا، وان هكذا جريمة تستهدف الناس العاديين مدانة في شتى انحاء العالم»، لافتا الى ان «مكافحة ظاهرة الارهاب واجب مشترك على جميع الحكومات، ونأمل باقتلاع جذور الارهاب في جميع دول المنطقة والعالم من خلال التعاون بين الحكومات». واستنكرت الحكومة العراقية التفجيرات «الاجرامية»، داعية في بيان دول المنطقة الى التعاون في ما بينها لمواجهة «الارهاب والتطرف».