عواصم (وكالات) - أكدت السلطات التركية أمس، ارتفاع ضحايا التفجيرين الإرهابيين اللذين نفذا بسيارتين مفخختين في مدينة الريحانية التركية قرب الحدود السورية، ارتفع إلى 46 قتيلاً ونحو 100 جريح، وأعلنت أنها اعتقلت 9 أشخاص كلهم أتراك من منظمة يسارية على صلة بالاستخبارات السورية، مشيرة إلى إدلاء بعضهم باعترافات. من جهته، نفى وزير الإعلام السوري عمران الزعبي، ضلوع بلاده في الاعتداء، محملاً الحكومة التركية المسؤولية، وطالب رئيسها رجب طيب أردوغان ب «التنحي كقاتل وسفاح ليس من حقه أبداً أن يبني أمجاده على دماء الأتراك والسوريين». في الأثناء، حذر أردوغان من أن نظام دمشق يحاول جر تركيا إلى «سيناريو كارثي»، داعياً شعبه إلى «التنبه وضبط النفس في مواجهة أي استفزاز يهدف لجر البلاد للمستنقع السوري». في حين قال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو إن «صمت العالم» إزاء النزاع السوري هو السبب في هذا العمل الإرهابي الوحشي، مشدداً على أن الاعتداء يحمل بصمات منفذي مجزرة بانياس السورية منذ نحو أسبوعين، وأن منفذيه «سيدفعون الثمن» من أينما أتوا، مؤكداً أن أنقرة تحتفظ بالحق في اتخاذ «كل أنواع الإجراءات». وغداة الاعتداء الدامي الذي أثار المخاوف من توسع رقعة النزاع السوري، أعلن نائب رئيس الوزراء التركي بشير اتالاي أن الأشخاص التسعة الذين تم اعتقالهم على ذمة التفجير، وكلهم أتراك ينتمون إلى «منظمة إرهابية على اتصال مع أجهزة الاستخبارات السورية»، مضيفاً أن بعضهم أدلى «باعترافات». وقال اتالاي أيضاً أن 38 من القتلى ال46 تم التعرف إلى هوياتهم وبينهم 35 تركياً و3 سوريين. وكان وزير الداخلية التركية معمر غولر أعن عقب ساعات من وقوع التفجيرين أمس الأول، أن المسؤولين عن الاعتداء في الريحانية حيث يقيم العديد من اللاجئين السوريين، «على علاقة بمنظمات تدعم النظام السوري وأجهزة مخابراته». وأوضح اتالاي أن منفذي الهجوم لم يأتوا من الجهة الأخرى من الحدود، بل كانوا موجودين في تركيا. وأمس، رفض غولر الإدلاء بمزيد من المعلومات حول هوية المشتبه بهم وطبيعة مجموعتهم، لكنه قال إنهم ناشطون «نعرف أسماءهم وأنشطتهم واتصالاتهم الوثيقة بنظام دمشق. وأضاف «لقد كشفنا هويات هؤلاء المنظمين والذين قاموا بعمليات الاستطلاع والذين أودعوا السيارات». من جهته، أكد رئيس الوزراء التركي أمس، أن النظام السوري يحاول جر تركيا إلى «سيناريو كارثي» عبر هجمات منها ما شهدته بلدة الريحانية. وأضاف أردوغان خلال لقاء في اسطنبول، «أنهم يريدون جرنا إلى سيناريو كارثي» داعياً الشعب إلى «التنبه وضبط النفس في مواجهة أي استفزاز يهدف إلى جر تركيا إلى المستنقع السوري». من جهته، أكد وزير الخارجية التركي خلال مؤتمر صحفي في برلين أمس، أنه حان الوقت ليتخذ المجتمع الدولي إجراءات تجاه النظام السورية. وأشار داود أوغلو إلى أن النزاع السوري بات يهدد تركيا والدول المجاورة أكثر فأكثر، قائلاً إن «صمت العالم حيال النزاع في سوريا هو السبب في العمل الإرهابي الوحشي» الذي حصد العشرات قرب الحدود التركية السورية. ... المزيد